Telegram Web Link
••

إن إدمان متابعة الوقائع والأحداث والمجادلات الشبكية المتوالية يصوغ نمطا من «التفكير الآفقي» لا ييصر إلا الغلاف والقشرة الخارجية من المتغيّرات، ولا يعرف إلا المُتَج النهائي من التصورات الذي يقدم للمستهلك العام لأنه بكل اختصار غادر معامل الإنتاج إلى رفوف التسوق، وبالتالي، فلا يمكن ترميم هذا النمط واستصلاحه إلا بإعادته للعيش التأهيلي في «عالم الإنتاج» وملامسة تفاصيله وصعوباته ومكابداته، وعالم الإنتاج هو الخبرات العلمية والتجارب الإصلاحية.

📚 كتاب: الماجريات.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
••

هل ترى الله تعالى بعظمته وقدسيته سبحانه يصوِّر المشهد الإيماني الليلي (القنوت) بلا رسالة يريد تعالى إيصالها لنا؟
أليس من الواضح أن الله يريدنا كذلك؟
يريدنا أن نكون قانتين آناء الليل ساجدين وقائمين نحذر الآخرة ونرجوا رحمة ربنا.

📝مقالة: السهر المجهول.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
••

تجد بعضنا حين ينشر المصحف بين يديه ليتلو شيئًا من القرآن، يدب إليه بعد هنيهة استطالة الزمن، فلا يمضي ربع ساعة إلا وتراه تارة يَعُدّ الصفحات المتبقية على نهاية الجزء؟
وتارة ينظر إلى الساعة كم مضى وكم بقي؟
وتارة يفكر في أشغال يرى أنه أجّلها، وأنها عذر لقطع التلاوة، أو أنه بحاجة لقسط من الراحة والنوم، ثم إذا وضع رأسه على الوسادة فتح جواله باتجاه مواقع التواصل الاجتماعي، وأخذ يلتهم التعليقات، ويركض إبهامه فوق التغريدات يسحبها كالمستزيد، وتمضي ساعة كاملة وأكثر وهو فاغر فاه ساكن ما شعر بنفسه، حتى أنه أحيانًا يضطر لإرغام نفسه على قفل الجوال تجنبًا لتطاول السهر.

كيف يا ترى يستطيل بعض الناس أن يقرأ القرآن نصف ساعة، بينما يخبت أمام تويتر والواتساب ونحوها ساعات منهمكًا ما شعر بنفسه؟!

📝مقالة: مفارقات.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
••

التمييز بين فصل السياسة ومرتبة السياسة:

ما هي منزلة السياسة في سلم المطالب؟ وما موقعها ضمن جدول الاهتمامات؟
من تدبر الواقع ربما يلاحظ أن هناك طريقين مفترقين رئيسيين، هما طريق فصل السياسة عن الدين، وطريق وصل السياسة بالدين، فأما الطريق الثاني -طريق وصل السياسة بالدين- فيتفرع إلى ثلاثة دروب فرعية، يمكن تسميتها السلطنة والتعميم والتخصص، بما يعني أن حصيلة هذا التمييز ينتج لنا أربعة مواقف: العلمنة والسلطنة والتعميم والتخصص.

فأما اتجاه العلمنة أو اتجاه «الفصل» فيتبناه التيار العلماني صراحة أو ضمنًا، ويعني به فصل السياسة عن الأحكام الشرعية، وهو اتجاه منحرف معروف، وكتبت فيه دراسات متخصصة كثيرة.

وأما اتجاه «التعميم» فهو اتجاه يقابل الاتجاه العلماني ويرى أن السياسة من صميم الدين، ويرئ أن أس البلاء هو النظم السياسية الفاسدة، ويدعو -صراحة أو ضمنًا- إلى مطالبة عامة المشتغلين بالعلم والإصلاح لترك ما بأيديهم والاشتغال بالعمل السياسي والإصلاح السياسي والتغيير السياسي، ويميل هذا الاتجاه للانهماك في متابعة تفاصيل الأحداث والماجَرَيات السياسية، ويعمر مجالسه وصوالينه وندواته بالتعليق على الأحداث السياسية، وعرض الأفكار السياسية، ولا يكف هذا الاتجاه عن اللمز والتهكم بمن ينشر فتوى في الطهارة أو مفطرات الصيام ونحوها، ويعتبر أصحاب هذا التيار أن الاشتغال بمثل هذه المسائل الفقهية تغييب للأمة عن قضاياها الكبرى التي هي القضايا السياسية.

وأما اتجاه «السلطنة »، أعني الغلو السلطاني، فقد ظهر في المجتمع المسلم كرد فعل تجاوزي علئ الاتجاه الثاني ضمن ظروف استقطابات سياسية تاريخية معروفة، حيث يقر أصحاب هذ الاتجاه أن السياسة من الدين ومن صميم الشريعة، ومن هذا الوجه ييخالفون العلمانيين، لكنهم يرون أن الاشتغال بها حق حصري للمستبد، وأن المستبد هو المتفرد بمعرفة المصالح، وأن اشتغال غيره بها يثير الفتن ويزعزع الاستقرار، ويتظاهر أصحاب هذا الاتجاه دومًا بالحث علئ الاشتغال بالعلم، لكنهم لا يثيرون هذا إلا في وجه المخالف الحزبي، أما من يوافقهم في الكسروية فيرون أن انهماكه السياسي من الذب عن المنهج، وهذه التأصيلات لا يخف الباحث الموضوعي أن باعثها المضمر هو رهانات الاستتباع السياسي لا التحقيق العلمي المحرر، وهي تجاوز صريح للقدر الشرعي في معانى نصوص الطاعة الذي قرره أئمة أهل السنة.

وكل هذه الاتجاهات الثلاثة مخالفة لطريقة أهل السنة والمنهج الشرعي الصحيح في فهم الإسلام؛ والصواب في منزلة السياسة أنها «تخصص» مطلوب، ومعنى كونها «تخصص» هوالتمييز بين الاطلاع الإجمالي والاطلاع التفصيلي» أي أن «المتخصص» ينبغي له استيعاب «تفاصيلها» بقدر إمكانه والانقطاع لها والإبداع فيها وأما «غير المتخصص» فيكفيه أن يعرف «مجملات» الواقع السياسي.

وطبقًا لهذا التصور فإن السياسة جزء من الشريعة لكن لا يتصدى لها إلا ذو الأهلية، سواءً المؤهل في الأحكام الفقهية للسياسة الشرعية فيما يخص أحكامها، أو المؤهل في الخبرة السياسية المعاصرة فيما يخص فنياتها وإجرائياتها، وأما دعوة عامة الفقهاء والمصلحين وطلاب العلم والشباب والعامة للانهماك في المتابعة التفصيلية للأحداث السياسية والعمل السياسي فخطأ، كما أن حصر حق الرأي السياسي في المستبد خط أيضًا، وأما فصل السياسة عن الأحكام الشرعية فمناقضة صريحة لقطعيات القرآن والسنة.

📚 كتاب: الماجريات.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
••

انظر بالله عليك كيف تأثرت حال النبي ﷺ بعد إنزال القرآن عليه، بل انظر ما هو أعجب من ذلك وهو حال النبي ﷺ بعد الرسالة إذا راجع ودارس القرآن مع جبريل كيف يكون أجود بالخير من الريح المرسلة كما في البخاري، هذا وهو رسول الله الذي كمل يقينه وإيمانه، ومع ذلك يتأثر بالقرآن فيزداد نشاطه في الخير، فكيف بنفوسنا الضعيفة المحتاجة إلى دوام العلاقة مع هذا القرآن؟

الطريق إلى القرآن (صـ6)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
••
من المظاهر الأليمة التي بدت ملحوظة بعض الشيء هذه الأيام أن ترى الشخص يتَّبِع الجنازة من أقاربه أو معارفه، ويقف في زحام الناس في المقبرة أو متجافياً على مرمى خطوات يُطلّ عليهم ثم يتجاذب مع صاحب له تعليقات الدعابة والهزل؛ بل ربما استدعى من ذاكرته نوادر يتفكّه بها؛ بل ربما كان بعضهم في مبدأ أمره يخفي بعض ضحكاته، ثم صار لاحقاً يجاهر بها بصفاقة طبع.

كلما رأيت هذا المشهد السّمج انهمر على ذاكرتي حديث علي بن أبي طالب في الصحيحين أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فقعد وقعدوا حوله، ونكّس النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه إلى الأرض، ثم أخذ عوداً وأخذ ينكت في الأرض، ثم قال صلى الله عليه وسلم «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار، أو من الجنة».

تجوّل بطرفك في هذا المشهد لخشوع النبي صلى الله عليه وسلم وإطراقه وسكينته وقت الجنازة، وتذكره لقاء الله والدار الآخرة، وتذكيره أصحابه، ثم تذكّر أولئك المتظرّفين الثقلاء بينما ذوو الميت يوسّدون ميتهم اللحد وما أهالوا التراب عليه بعد!

إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم يقول «زوروا القبور فإنها تذكر الموت» فهل من تفسير لمن زار القبور ولم يتغير من حاله شيء إلا "موت القلب" بسبب ما تكاثف على القلب من الخطايا وتلبد عليه من السيئات. تماماً كما لا يحس الجسد المعزول بآثار الحرارة الخارجية.

📝 مقالة: ثقلاء على شفير البرزخ.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
انظر كيف جعل خاصية الرسول ﷺ تلاوة هذا القرآن فقال: ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً﴾، وانظر إلى ذلك التصوير الشجي لحال أهل الإيمان في ليلهم كيف يسهرون مع القرآن: ﴿أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ﴾.

أترى أن الله جل وعلا ينوع ويعدد التوجيهات لتعميق العلاقة مع القرآن عبثًا؟

الطريق إلى القرآن (صـ7.6)



••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
القدرات الذهنية فهي ليست شيئاً مختلفاً كلياً عن القدرات البدنية، بل كثير من القوانين التي تجري على القدرات البدنية تجري ذاتها على القدرات الذهنية، ومنها قانون (اللياقة)، فعضلات الجسم تترهل وتضمر إذا لم يمارس الإنسان التمارين البدنية، وهكذا القدرات الذهنية تضمر وتضعف إذا لم يمارس العقل المران الذهني العميق، ولذلك كان لفظ الرياضة في التراث الإسلامي يشمل ثلاثة مستويات: البدن والذهن والنفس، كما يقول ابن تيمية في الرد على المنطقيين: "لفظ الرياضة يستعمل في ثلاثة أنواع: رياضة الأبدان بالحركة والمشي، ورياضة النفوس بالأخلاق الحسنة، ورياضة الأذهان بمعرفة دقيق العلم والبحث عن الأمور الغامضة".

وكانت رياضة الذهن وتمرينه وبناء القدرات العقلية مسألة حاضرة لدى المتقدمين من السلف كما قال ابن تيمية في كتابه السابق ذاته: "كان كثير من علماء السنة يرغب في النظر في العلوم الصادقة الدقيقة كالجبر والمقابلة وعويص الفرائض والوصايا والدور: لشحذ الذهن".

والمراد أنه إذا طال فراق المترقِّب للكتب والبحوث الدقيقة وتوليد المفاهيم وتمحيص الاستدلالات وحل الإيرادات، وصار زاده المعرفي تغريدات أفقية، وطالت هذه الحال، ضمرت قدراته الذهنية، بل يتطور الأمر إلى حالة أخطر، وهو كونه ينفر من المسائل العلمية الدقيقة وينفد وقود احتماله وطاقة التركيز لديه، ويصبح عقله يعمل بنظام الوجبات السريعة.

أخي المترقِّب: أنا ناصح لك، وأحب الخير لك، صدقني أنت تحتاج التوقف سريعاً وتغيير نمط حياتك، وأسأل الله أن نرى منتجاتك العلمية والعملية قريباً، والله يسددك.

📝 مقالة: مأزق المترقب.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
أترى أن الله جل وعلا ينوع ويعدد التوجيهات لتعميق العلاقة مع القرآن عبثًا؟
- فتارةً يحثنا صراحة على التدبر: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾.
- وتارةً يحثنا على الإنصات إليه: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا﴾.
- وتارةً يأمرنا بالتفنن في الأداء الصوتي الذي يخلب الألباب لتقترب من معاني هذا القرآن: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾.
- وتارةً يأمرنا بالتهيئة النفسية قبل قراءته بالاستعاذة من الشيطان لكي تصفو نفوسنا لاستقبال مضامينه: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾.
- وتارةً يغرس في نفوسنا استبشاع البعد عن القرآن: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾.
- وتارات أخرى ينبهنا على فضله، وتيسيره للذكر فهل من مدكر، وعظيم المنة به، إلخ..

كل ذلك ليرسخ علاقتنا بالقرآن! فهل ترى ذلك كله كان اتفاقًا ومصادفة لا تحمل وراءها الدلالات الخطيرة؟!

الطريق إلى القرآن (صـ7)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
إذا أخذت تتصفح (مفكرة المهام) الصغيرة أمامك، أو استخرجت من درج مكتبك أوراقًا عتيقة كنت قد رسمت فيها لنفسك (خططًا) علمية ودعوية، أو حتى مهنية، سيثور مع غبار هذه الأوراق شيءٌ من الحزن وستشعر أنك ما زلت في أدنى الوادي، بينما طموحاتك وأمنياتك وأحلامك ما زالت هي الأخرى تعانق السحاب! وليس إلى وصلها سبيل بعد، فكيف إذا حرث المرء ذهنه وتذكر طموحًا أجمل من هذه الطموحات كلها.. كطموح المرء أن يرافق محمدًا ﷺ في قصور الفردوس، فيعيش مستقبله السرمدي مع تلك الكوكبة الراقية.

مسلكيات (صـ١١)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
هل من المعقول أن يكون القرآن الذي أقسم الله به، وتمدح بالتكلم به، وجعله أعظم الكتب السماوية التي أنزلها سبحانه، وخص به أفضل البشرية محمدًا ﷺ، وجعل حفظ ألفاظه خاصية أهل العلم، هل من المعقول أن تكون كل هذه الخصائص والشرف والعظمة للقرآن ويكون كتابًا اعتياديًا في حياتنا؟!

الطريق إلى القرآن (صـ8)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
ما زال في كثير من النفوس وهم مطمور أنه يمكن أن يبلغ المرء المجد وهو لم يكابد المشاق ويلعق الصبر!

لقد ركب الله في هذه الحياة أن (معالي الأمور) التي نص عليها القرآن، كالرسوخ في العلم، وإظهار الهدى ودين الحق على الدين كله، والتمكين في الأرض، وإصلاح الأمة، ونحوها من المطالب الكبرى لا تحصل للمرء وهو مستكملٌ راحته وطعامه وشرابه ونومه وأوقات استرخائه.. هذه حقيقة دل عليها الشرع وصرخت بها تجارب الحياة.

مسلكيات (صـ١٢)
••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
2024/09/29 20:21:56
Back to Top
HTML Embed Code: