Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#إعادة_نشر

كُنتُ في الحاديةِ عَشر آنذاك
صبيّةٌ بسيطة يتيمَة الأبوين،تعيشُ برفقة جدّتها التي على مشارِف السّبعين ، في قرية متواضعة و منزلٍ أكثرُ تواضعًا ، بحديقة خلفيّة رَحبة،
كانَ منزِلُه يقع بجِوار منزلنا ، كُنتُ أحب بابَ منزلِه
ذلك البابُ الخشبيُّ الأزرَق
و الذي كانَ يحمِلُ شَيئاً من وداعةِ وجهِ أُمّي عندما رأيتُهُ أوّل مرة ، وشتلاتُ اللافِندر التي كانت تحاوط جنبيه ، ومقبضُه الحديديّ الذي يشابه في ذهبيّته ، شروقُ قرويّ قديم..

في كُل صباح كنتُ أسرق أقحوانة من حديقة جدّتي وأذهب لدسّها في مقبض الباب، هكذا كُنتُ أعبر عن حبّي للجمادات، بأن أنقُل رونقها من عيني لأعيُنِ الآخرين ، أتقاسم معهم دهشتي..
أتذكرُ حين تسللتُ من منزلنا كعادتي لأمارس شعائري في وضعِ الأقحوان، ورأيتُه يراقبني من الشُرفة ويبتسِم، كانت تلك المرة الأولى التي أراهُ فيها ، شاباً قمحيًا ، بقامة شامخة حزينة ، وكتفين عريضين بإمكان مدينة كاملة الإتكاء عليهما، كان يبدو في منتصف العقد الثاني من عمره ، يومها خلطتُ بين بهاء وجهه ومنظر الشروق، كانت لديه عينان شقيّتان تركضان حول الأشياء كالأطفال وتتشبّثُ بذاكرتها إلى الأبد ..


أرتعدت فرائصي وأنا أرى ابتسامته ، كان الرجُل الأول الذي يبتسمُ لي بحنوٍّ هكذا بعد والدي ،
‏هرولتُ إلى المنزل فوراً وأغلقتُ على نفسي في غُرفتي ، ليلتها تعبت جدتي من سؤالي عن سبب الرجفة التي كانت تغزو يداي الصغيرتان..
توقفتُ اسبوعاً كاملاً عن الذهاب ، ثم عدتُ مُجدًدا
لكن منظر الباب كان حزينًا ، ثمة ورقة صفراء داكنة كانت نائمة على صدره ، وعندما فتحتُها وجدتُ بها رِسالة وأقحوانة صغيرة مائلة إلى الذبول ، هممتُ بقرائتها و كان فحواها : الآن أيتها الصغيرة بإمكانك وضع بستان بأكمله أمام الباب دون خَوف، أنا قد غادرتُ إلى مدينة تبعُد عن عَينيكِ المُتعَبَة، آلافَ الكيلومترات"

حينها لم أفهم رسالته، لم أكُن أعرف معنى آخر للغياب ، سوى غياب المَوتى..
لكنَّني بدوتُ حزينة أنا أيضا ، أنا والباب والرِسالة اللامفهومة ، حزنٌ لم أفهمه..
مرت ثمان سنوات والرسالة مازالت بحوزتي، كنتُ اقرأها كل ليلة كما لو أنها حِكايَة أُصر على استيعاب نهايتها،
واستوعبتُها ذاتَ يَوم، عندما أدركتُ انه ثمة عاطِفة أو أُلفَة يقذفها القَدر بين اثنَين، بينهُما فرق السموات عن الأرض،
‏ وأنا لم أكُن أحبُّه
لكنني كُنت أكتُب ملامحه ، أُسهِبُ في كتابته
لعلّي أجِدُ تفسيرًا واحِدًا ، لرسالة غريبة يتركها رجُل غريب لصبيّة غريبَة..
ثمان سنوات وأنا متمسكة بعادتي في التسلُّلِ خفية و وضع باقة أُقحوان أمام بابِه ، كان ذلك بمثابة الأُنس لي وله، ، ثمة مقولة تقول: أن الأبواب تشعُر بالوحشة عندما لا يتحسُّس مقبضها أحد..

في إحدى صباحاتِ ديسمبر الشتوية ، ارتديتُ معطفي البُنيُّ الثَخين،وتسرّبتُ من المنزل خِلسة إلى الحديقة، قطفت باقة أُقحوان ولففتُها ثم هرعتُ إلى منزله لأجدّدها وأتخلص من القديمة وأعود قبل ان تستيقظَ جدّتي ، وعندما ذهبتُ فوجئت بأن الباقة التي وضعتها البارحة لم تعد موجودة، فتّشتُ في الأرجاء
وخلال بحثي وجدتُ ضالّة ثمانِ سنوات، نفسُ النظرة الخزفيّة تُراقبني بانبهارٍ هادئ لم يسبُق لي رؤيته ، لكن هذه المرة كان وقوفه أكثرُ وقارًا ، وشتاءُ الغُربة كان يغزو شعره في أماكنِ مُتفرِّقة ، كان في عينيه شروقٌ أعرفه، افلتُّ الأُقحوان من يدي وركضت إلى المنزل مُسرِعة، نسيتُ الصقيع وكنتُ أرتجِف من عَينَيه.

، ظللتُ ذلك اليوم بأكمله حبيسة غُرفتي وأقسمتُ الا اعود إلى هناكَ ثانيةً ، وكالعادة مُحاولات جدتي لمعرفة ما أُصبتُ به ، كلها باءت بالفَشَل، بعد مرور يومين أمضيتهما في المنزل برفقة الشرود، وإيلام النّفس
طُرِق بابُ غرفتي ،" أدخُل "
قلتُ ، فإذا بجدتي تتقدم نحوي بعينين لامعتين من تكدُّس الدّمع فيهما ، ثم جلسَت بجانبي قائلةً: لقد كبرتِ..ثمة شابٌ من القرية تقدم لخطبتك.
لم يخطُر في بالي بأنه قد يفعلها، قلتُ: من هو!
شُبّانُ قريتنا كلهم قد تزوجوا ،و البقية مازالوا صغارًا!
أخبرتني بأنه جارنا الشاب الذي كان مُسافرًا إلى المدينة لثمانِ سنوات ، ثم عاد قبل يومين!
صُعقتُ، أردتُ ان أبكي ، لا اعلم لِمَ
لكن ثمة فَرحٌ غريب كان يتناسلُ في قلبي
ثمة أطفالٌ مُترَفونَ بالجَذل كانوا يرقصون في صدري

أبلغتُهم بالموافقة في اليوم التالي..
وبعد أُسبوع ، تمّ عقدُ قرانِنا ، وكان في نفسِ التّاريخ الذي التقينا بهِ قبل ثمان سنوات ، الصبية المُتوجّسة التي تقف أمام الباب
والشابُ الذي يختلس النظر إليها من وراء الشُرفة ويبتسم..

همسَ لي يومها: لم يكُن سفرًا ،
منظركِ وأنتِ تحملين الأُقحوان في حضنك الصغير، ظل يحومُ حول ذاكرتي منذُ ذلك الصباح..
لذلك هربتُ كي لا أحبك ، و نفس الحب الذي هربتُ منه قبل ثمانِ سنوات ، أعادني إليكِ اليوم..

"اليوم وبعد مرور عشرِ سنوات ، طفلانا يتكفّلان بوضعِ الأرجوان أمام الباب نيابةً عنّي🤍
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
- ‏"ينال انتباهي الخَجُول حين يكشف عن جَسارته، والغَضُوب حين يتدفّق بعطفه، والكَتُوم حين يعلن شُعُوره، والصَّمُوت حين يستفيض بحديثه، والعَبُوس حين يَتهلّل بابتسامته، والعَجُول حين يتمهَّل بإدراكه. في اللحظات التي نتوقّف بها عن عاداتنا الشَقِيَّة؛ نبدو في غاية الجاذبية."
- نورا الشمّري.

..
- ‏مُتَماسِكٌ حدَّ الدُموع.. تشُدّه
سِككُ النِهاية ثم لا تُنهِيهِ
- ساري العتيبي .
..
كفّ عن كونك وغدًا مع الأطفال، فالطفل
الذي أخبرتَه بأن أسنانه غير مرتّبة، صار رجلًا
أخيرًا ليفتح قلبه على مصراعيه ثمّ إذا ضحك
أخفى ابتسامته ..
أُصلّي لَك يَا الله،
أن لا يَفتقر زرعُ قَلبي
إلا لِمطرِك..
- إنّ السكوت أمام من ادّخرت له الكلام، سفرٌ طويل.
..
قيلت لك الحقيقة عدّة مرّات
أنت من اعتبرتها زلّة لسان.

..
وسألتُها بَعد النّوى: اشتَقتِ لي
‏ردّت: حَرِيُّ بي أنا أن أسألَك

‏صمَتَت وعيناها تقولُ بحُرقةٍ:
‏أوَهكذا تقسو على مَن دلّلَكْ؟

‏وبَكَت ولكن أردَفَت: أتظنُّني
‏أبكي عليكَ؟ حقيقةً ما أجهلَك!

‏فلِسانُها ينفي الحنينَ، وقلبُها
‏يشدو الأماكن كلّها تشتاقُ لك

..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
والله ثم والله ، لا يوجد الآن من هوَ أثرى وأوفر حظًا ، اكثر من الحُجَّاج..

تخيّل مقدار الرحمة ، في أن يصطفيكَ الله ،
أنتَ من بين كل هؤلاء البشر ، رغم معاصيك وتقصيرك وابتعادك

ويهبك الفُرصة الأعظم في أن تذهب لبيته ، تنسلخ من كل هذا الرِجس ، ثم تعود نقيًا كما ولدتك أمّك!🤍
" المُرعِب في فكرة الزواج، ليس أن تتحملي رجلاً بكل سلبياته وإيجابياته طيلة حياتك ولا أن يتحملك هو، المُرعِب في حجم التردد، هو مصير أولئك الأطفال الذين سينتجون عن قرار ابتدأ بمزحة..
هل تستطيعين أن تصنعي منهم رقماً صعباً مجتمعياً؟ 
أم أنهم سينشؤون في جو روتيني من التلفاز إلى الشارع إلى المدرسة؟ هذا إن لم نصنع مزيداً من المرضى النفسيين؟
الذي أؤمن به: أن مرحلة العزوبية ليست مرحلة إصلاح الشعر المتقصف، والبشرة المترهلة فقط.
إنما هي أثمن فترة لديك لتصنعي عقلاً مختلفاً وشخصية قادرة على إنتاج جيل حي نابض بالفلاح، هي أثمن فرصة لتتعلمي فن صناعة الإنسان وتلملمي شتات شخصيتك وترممي عيوبك كي لا يعيد التاريخ التربية الناقصة نفسها." 💕

- د. مصطفى محمود
"إذا لم تتعلم العقيدة الصحيحة، ستخيفك بومة، ويُعكر مزاجك قط أسود ، وتفرح بحكة يد وانسكاب قهوة وستظن أنك تدفع عن نفسك السوء بكف أو عين زرقاء تعلقها في بيتك أو سيارتك ".

- يمنى حمدي
”بغير الماء يا ليلى
تشيخ طفولة الإبريق
بغير خطىً مباركةٍ
يموت جمال ألف طريق
بغير سماكِ
أجنحتي يجف بريشها التحليق“.
-أحمد بخيت
- وكان يتذكَّر آماله القديمة فيضحك منها لأنها أفضتْ به إلى ما هو عليه، إلى هذا الإنسان المليء بالرصانة.
- ‏مُتَماسِكٌ حدَّ الدُموع.. تشُدّه
سِككُ النِهاية ثم لا تُنهِيهِ
..
- ‏"ليس رزقي!"
”هذه الكلمة تُخمد في داخلك كل عواصف التحسر والتمنّي في كل مرة تبذل فيها وتسعى للحصول على شيء ثم يحال بينك وبينه..
لقد أردت.. سعيت.. وأراد الله غير ذلك..
وانتهى!
2024/10/01 22:10:28
Back to Top
HTML Embed Code: