Telegram Web Link
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

قال تعالى: ﴿لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه﴾ وأهل العلم المأثور عن الرسول ﷺ أعظم الناس قياما بهذه الأصول، لا تأخذ أحدهم في الله لومة لائم، ولا يصدهم عن سبيل الله العظائم؛ بل يتكلم أحدهم بالحق الذي عليه، ويتكلم في أحب الناس إليه؛ عملا بقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين﴾.
*مجموع الفتاوى جـ١صـ١٠
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

نتيجة الجماعة: رحمة الله ورضوانه وصلواته، وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه.
ونتيجة الفرقة: عذاب الله ولعنته، وسواد الوجوه، وبراءة الرسول صلى الله عليه وسلم منهم.
*مجموع الفتاوى جـ١صـ١٧
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

نتيجة الجماعة: رحمة الله ورضوانه وصلواته، وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه.
ونتيجة الفرقة: عذاب الله ولعنته، وسواد الوجوه، وبراءة الرسول صلى الله عليه وسلم منهم.
*مجموع الفتاوى جـ١صـ١٧
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

لما تحرك التتار وقصدوا الشام سنة اثنتين وسبعمائة أخبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظفر والنصر للمسلمين، وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا. فيقال له: قل إن شاء الله. فيقول: (إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا).
*المستدرك على مجموع الفتاوى جـ١صـ١٨٧
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

لما تحرك التتار وقصدوا الشام سنة اثنتين وسبعمائة أخبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظفر والنصر للمسلمين، وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا. فيقال له: قل إن شاء الله. فيقول: (إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا).
*المستدرك على مجموع الفتاوى جـ١صـ١٨٧
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

وقوله تعالى ﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾ وقوله تعالى: ﴿ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ إلى قوله: ﴿ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها﴾ وقوله تعالى: ﴿ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا﴾ وقوله تعالى: ﴿يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا - وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا - ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا﴾ وقوله تعالى: ﴿ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا - يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا - لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا﴾
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

وقد أمر بطاعة الرسول في نحو أربعين موضعا كقوله تعالى: ﴿قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين﴾ وقوله تعالى: ﴿وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين﴾ وقوله: ﴿قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين﴾ إلى قوله: ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون﴾ إلى قوله تعالى: ﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه﴾ إلى قوله: ﴿أو يصيبهم عذاب أليم﴾ وقوله تعالى: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما - فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾ وقوله تعالى: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم﴾ وقوله تعالى: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

وفي صحيح مسلم عنه من حديث جابر أنه قال في خطبة الوداع: (وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله تعالى) وفي الصحيح عن عبد الله بن أبي أوفى أنه قيل له: هل أوصى رسول الله ﷺ؟ قال: لا قيل: فكيف كتبه على الناس الوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله. وسنة رسول الله ﷺ تفسر القرآن كما فسرت أعداد الصلوات وقدر القراءة فيها والجهر والمخافتة وكما فسرت فرائض الزكاة ونصبها وكما فسرت المناسك وقدر الطواف بالبيت والسعي ورمي الجمار ونحو ذلك.
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

فهذه النصوص توجب اتباع الرسول ﷺ وإن لم نجد ما قاله منصوصا بعينه في الكتاب كما أن تلك الآيات توجب اتباع الكتاب وإن لم نجد ما في الكتاب منصوصا بعينه في حديث عن الرسول غير الكتاب؛ فعلينا أن نتبع الكتاب وعلينا أن نتبع الرسول واتباع أحدهما هو اتباع الآخر؛ فإن الرسول بلغ الكتاب والكتاب أمر بطاعة الرسول ﷺ ولا يختلف الكتاب والرسول ألبتة كما لا يخالف الكتاب بعضه بعضا؛ قال تعالى: ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

وفي الجملة فالقرآن يوجب طاعته ﷺ في حكمه وفي قسمه ويذم من يعدل عنه في هذا أو هذا؛ كما قال تعالى في حكمه: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾ وقال تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا - وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا - فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا - أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا - وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾ وقال تعالى: ﴿ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين - وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون - وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين - أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون - إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون - ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون﴾. وقال في قسمه للصدقات والفيء قال في الصدقات: ﴿ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون - ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون﴾ وقال في الفيء: ﴿ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب - للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم﴾ الآيات الثلاث.
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

وهذه السنة إذا ثبتت فإن المسلمين كلهم متفقون على وجوب اتباعها وقد يكون من سنته ما يظن أنه مخالف لظاهر القرآن وزيادة عليه كالسنة المفسرة لنصاب السرقة والموجبة لرجم الزاني المحصن فهذه السنة أيضا مما يجب اتباعه عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر طوائف المسلمين إلا من نازع في ذلك من الخوارج المارقين الذين قال فيهم النبي ﷺ (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم. فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قاتلهم يوم القيامة). وقد استفاضت الأحاديث الصحيحة في وصفهم وذمهم والأمر بقتالهم عن النبي ﷺ. قال أحمد بن حنبل: صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه وقد روى مسلم في صحيحه حديثهم من عشرة أوجه كأنها هي التي أشار إليها أحمد بن حنبل فإن مسلما أخذ عن أحمد. وقد روى البخاري حديثهم من عدة أوجه وهؤلاء أولهم قال للنبي ﷺ : يا محمد اعدل فإنك لم تعدل. فمن جوز عليه أن يظلمه فلا يعدل كمن يوجب طاعته فيما ظلم فيه؛ لكنهم يوجبون اتباع ما بلغه عن الله وهذا من جهلهم وتناقضهم ولهذا قال النبي ﷺ (ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل وقال: لقد خبت وخسرت إن لم أعدل) أي: إن اتبعت من هو غير عادل فأنت خائب خاسر. وقال: (أيأمنني من في السماء ولا تأمنوني) يقول: إذا كان الله قد ائتمنني على تبليغ كلامه أفلا تأمنوني على أن أؤدي الأمانة إلى الله؟ قال تعالى: (وما كان لنبي أن يغل).
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

فقد قال لهم ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها﴾. فلما نهاهم عن التفرق مطلقا دل ذلك على أنهم لا يجتمعون على باطل؛ إذ لو اجتمعوا على باطل لوجب اتباع الحق المتضمن لتفرقهم وبين أنه ألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا كما قال: ﴿هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين - وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم﴾ فإذا كانت قلوبهم متآلفة غير مختلفة على أمر من الأمور كان ذلك من تمام نعمة الله عليهم؛ ومما من به عليهم فلم يكن ذلك اجتماعا على باطل؛ لأن الله تعالى أعلم بجميع الأمور. انتهى والحمد لله رب العالمين.
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

وقال تعالى: ﴿واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة﴾ وقال تعالى: ﴿ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم﴾ وقال تعالى: ﴿كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون﴾ وقال تعالى: ﴿لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين﴾ وقال تعالى: ﴿هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين - وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم﴾
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

فالطاعن في شيء من حكمه أو قسمه كالخوارج طاعن في كتاب الله مخالف لسنة رسول الله ﷺ مفارق لجماعة المسلمين وكان شيطان الخوارج مقموعا لما كان المسلمون مجتمعين في عهد الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلما افترقت الأمة في خلافة علي رضي الله عنه وجد شيطان الخوارج موضع الخروج فخرجوا وكفروا عليا ومعاوية رضي الله عنهما ومن والاهما فقاتلهم أولى الطائفتين بالحق علي بن أبي طالب كما ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: (تمرق مارقة على حين فرقة من الناس تقتلهم أولى الطائفتين بالحق).
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

والأحاديث كثيرة عن النبي ﷺ في وجوب اتباع الكتاب وفي وجوب اتباع سنته ﷺ كقوله: (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: بيننا وبينكم هذا القرآن فما وجدنا فيه من حلال حللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا وإنه مثل القرآن أو أعظم) هذا الحديث في السنن والمسانيد مأثور عن النبي ﷺ من عدة جهات من حديث أبي ثعلبة وأبي رافع وأبي هريرة وغيرهم.
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا﴾ . أمر سبحانه بطاعته وطاعة رسوله ﷺ وأولي الأمر منا وأمر إن تنازعنا في شيء أن نرده إلى الله والرسول فدل هذا على أن كل ما تنازع المؤمنون فيه من شيء فعليهم أن يردوه إلى الله والرسول والمعلق بالشرط يعدم عند عدم الشرط فدل ذلك على أنهم إذا لم يتنازعوا لم يكن هذا الأمر ثابتا وكذلك إنما يكون لأنهم إذا لم يتنازعوا كانوا على هدى وطاعة لله ورسوله فلا يحتاجوا حينئذ أن يأمروا بما هم فاعلون من طاعة الله والرسول. ودل ذلك على أنهم إذا لم يتنازعوا بل اجتمعوا فإنهم لا يجتمعون على ضلالة ولو كانوا قد يجتمعون على ضلالة لكانوا حينئذ أولى بوجوب الرد إلى الله والرسول منهم إذا تنازعوا فقد يكون أحد الفريقين مطيعا لله والرسول. فإذا كانوا مأمورين في هذا الحال بالرد إلى الله والرسول ليرجع إلى ذلك فريق منهم - خرج عن ذلك - فلأن يؤمروا بذلك إذا قدر خروجهم كلهم عنه بطريق الأولى والأحرى أيضا
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

فهذه النصوص توجب اتباع الرسول ﷺ وإن لم نجد ما قاله منصوصا بعينه في الكتاب كما أن تلك الآيات توجب اتباع الكتاب وإن لم نجد ما في الكتاب منصوصا بعينه في حديث عن الرسول غير الكتاب؛ فعلينا أن نتبع الكتاب وعلينا أن نتبع الرسول واتباع أحدهما هو اتباع الآخر؛ فإن الرسول بلغ الكتاب والكتاب أمر بطاعة الرسول ﷺ ولا يختلف الكتاب والرسول ألبتة كما لا يخالف الكتاب بعضه بعضا؛ قال تعالى: ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾
شيخ الإسلام ابن تيمية (Twitter)

وهذه السنة إذا ثبتت فإن المسلمين كلهم متفقون على وجوب اتباعها وقد يكون من سنته ما يظن أنه مخالف لظاهر القرآن وزيادة عليه كالسنة المفسرة لنصاب السرقة والموجبة لرجم الزاني المحصن فهذه السنة أيضا مما يجب اتباعه عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر طوائف المسلمين إلا من نازع في ذلك من الخوارج المارقين الذين قال فيهم النبي ﷺ (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم. فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قاتلهم يوم القيامة). وقد استفاضت الأحاديث الصحيحة في وصفهم وذمهم والأمر بقتالهم عن النبي ﷺ. قال أحمد بن حنبل: صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه وقد روى مسلم في صحيحه حديثهم من عشرة أوجه كأنها هي التي أشار إليها أحمد بن حنبل فإن مسلما أخذ عن أحمد. وقد روى البخاري حديثهم من عدة أوجه وهؤلاء أولهم قال للنبي ﷺ : يا محمد اعدل فإنك لم تعدل. فمن جوز عليه أن يظلمه فلا يعدل كمن يوجب طاعته فيما ظلم فيه؛ لكنهم يوجبون اتباع ما بلغه عن الله وهذا من جهلهم وتناقضهم ولهذا قال النبي ﷺ (ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل وقال: لقد خبت وخسرت إن لم أعدل) أي: إن اتبعت من هو غير عادل فأنت خائب خاسر. وقال: (أيأمنني من في السماء ولا تأمنوني) يقول: إذا كان الله قد ائتمنني على تبليغ كلامه أفلا تأمنوني على أن أؤدي الأمانة إلى الله؟ قال تعالى: (وما كان لنبي أن يغل).
2024/09/21 23:33:26
Back to Top
HTML Embed Code: