Telegram Web Link
Forwarded from #الشاعر_ضيف_الله_سلمان (ضيف الله سلمان)
خالص عزائنا للاخ العزيز المجاهد موسى علي العريمي وكافة ال العريمي والى كل المجاهدين وذلك بوفاة الوالد المجاهد الحبيب علي ضيف الله العريمي والذي وافته المنيه بعد حياة حافله بالواقف المشرفة والعظيمة في ميادين الجهاد في سبيل الله تحت راية اعلام الهدى من آل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى اله)وكان نموذجا للمؤمن المجاهد بكل ما تعنيه الكلمة

نسال الله ان يتغمده بواسع رحمته وانا لله وانا اليه راجعون

اتحاد الشعراء والمنشدين
عنهم /ضيف الله احمد سلمان
المنافقون بين الأمس واليوم

بالأمس

كانوا يعتقدون أن السعودية ستسحقنا في أيام معدودة ، وكان منطقهم الإرجاف والتشكيك بوعد الله وبإمكانية الصمود والمواجهة والانتصار، وينسبون العجز والضعف إلى الله ،ويصفون المؤمنين بالمغرورين المخدوعين كما قال الله

إِذۡ یَقُولُ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰۤؤُلَاۤءِ دِینُهُمۡۗ وَمَن یَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ

وكما قال

وَإِذۡ یَقُولُ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ إِلَّا غُرُورࣰا

وعندما برزنا للمواجهة والدفاع عن شعبنا ، كان موقفهم التراجع ، وصناعة المبررات والأعذار للهروب والفرار

وَإِذۡ قَالَت طَّاۤئِٕفَةࣱ مِّنۡهُمۡ یَـٰۤأَهۡلَ یَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُوا۟ۚ وَیَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِیقࣱ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِیَّ یَقُولُونَ إِنَّ بُیُوتَنَا عَوۡرَةࣱ وَمَا هِیَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن یُرِیدُونَ إِلَّا فِرَارࣰا

ولم يكتفوا بالهروب ، بل ظلوا يطعنوننا في الظهر ، ويتهموننا بالخيانة ، ويشوهوا دفاعنا المقدس أمام الشعب ، وينتظرون هزيمتنا على أحر من الجمر

وَلَوۡ دُخِلَتۡ عَلَیۡهِم مِّنۡ أَقۡطَارِهَا ثُمَّ سُٕئلُوا۟ ٱلۡفِتۡنَةَ لَـَٔاتَوۡهَا وَمَا تَلَبَّثُوا۟ بِهَاۤ إِلَّا یَسِیرࣰا

وبعد أن أفرغ الله علينا الصبر وثبت الأقدام وأيدنا بالنصر ، قالوا ألم نكن معكم ، ليس عن قناعة ولكن طلبا للغنيمة والمكاسب السياسية المترتبة على النصر

كمن قال الله عنهم

ٱلَّذِینَ یَتَرَبَّصُونَ بِكُمۡ فَإِن كَانَ لَكُمۡ فَتۡحࣱ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡ وَإِن كَانَ لِلۡكَـٰفِرِینَ نَصِیبࣱ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ نَسۡتَحۡوِذۡ عَلَیۡكُمۡ وَنَمۡنَعۡكُم مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۚ فَٱللَّهُ یَحۡكُمُ بَیۡنَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ وَلَن یَجۡعَلَ ٱللَّهُ لِلۡكَـٰفِرِینَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ سَبِیلًا

واليوم

يتهموننا بالتفريط في السيادة وبيع الوطن ، كي يقلبوا الحقائق ويصوروا للناس أن تنازل السعودية وجنوحها للسلام هزيمة لنا وانتصار لها ، وأن قبولنا لتراجعها عن عدوانها جريمة ، وهم يعلمون ثبات مواقفنا وصدق أقوالنا وأفعالنا

كل ذلك أملا في تشويهنا وضرب ثقة الشعب بنا، وتحقير ما صنعه الله من النصر على أيدينا

وهيهات أن يتحقق لهم ذلك ، فقد توعدهم الله بإحباط أعمالهم

أَشِحَّةً عَلَیۡكُمۡۖ
فَإِذَا جَاۤءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَیۡتَهُمۡ یَنظُرُونَ إِلَیۡكَ تَدُورُ أَعۡیُنُهُمۡ كَٱلَّذِی یُغۡشَىٰ عَلَیۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ
فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَیۡرِۚ أُو۟لَـٰۤئكَ لَمۡ یُؤۡمِنُوا۟ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَـٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣰا

وإذا فشلت المفاوضات ، وقرعت طبول الحرب من جديد ، فسيعودون إلى مواقفهم السابقة ومنطقهم الأول

كمن قال الله عنهم

یَحۡسَبُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ لَمۡ یَذۡهَبُوا۟ۖ وَإِن یَأۡتِ ٱلۡأَحۡزَابُ یَوَدُّوا۟ لَوۡ أَنَّهُم بَادُونَ فِی ٱلۡأَعۡرَابِ یَسۡـَٔلُونَ عَنۡ أَنۢبَاۤئكُمۡۖ وَلَوۡ كَانُوا۟ فِیكُم مَّا قَـٰتَلُوۤا۟ إِلَّا قَلِیلࣰا

والعاقبة للمتقين..

.
لولا سقيف الأدعيا ماقام أشقى الأشقياء
بقتل اتقى الأتقياء في وسط محراب الصلاه

لكن قليلين الحياء كادوا لخير الأنبياء
وللوصي والأولياء من اهل بيته والهداه
ياللعجب من قوم تستبدل علي بمعاويه
وبحرب اهل البيت تتقرب إلى احفاد القرود
ذي ماعرف من هو علي يقرأ حديث المنزله
وآيات ربي في علي واضح لمن يتلونها

علي كما هارون من موسى في اصله والصله
والسامري ذي حرض الامه على هارونها

هو من اضل القوم هو ساس البلا والمشكله
والقوم كانوا نفس قوم (إن البقر) مالونها
اللهم إنانتولاك ونتولى رسولك ونتولى الامام علي ونتولى من امرتنا بتوليه علم الهدى سيدي عبدالملك ونبرأ اليك من اعدائك واعداءرسولك اعداءالامام علي اعداء من امرتنا بتوليه اعداءاهل بيت نبيك، اللهم ثبتنابالقول الثابت في الحياةالدنياوفي الاخره ولاتجعلنا من الظالمين واجعلنامن انصاردينك ولاتسبدل بناغيرنا واختم لنا بأحسن خاتمه واجعل رحيلنا اشرف رحيل ياارحم الراحمين
اعوذا بالله من تسبـــــــــيح ذاتي لنفسي
بدون مااشعــر واحس

ومن غروري وتقــديسي لهمسي ولمسي
والانفعـــــــال الشرس

ومن عبـــــــادة صنم مخفي مموة ومنسي
خلف اضلعي محتبس

ومن صفة مجحفة تـــرهق شعوري وحسي
وفي الحشـــــا تلتهس

وقبلها مثلها لاشلها شــــــــــــــــخص إنسي
تحـــــــولة مفترس

وطبع لا اصبح بة المخلـــوق مرموق يمسي
ممقوت او منتكس

واعوذا بالله من يأسي في اوقـــــات نحسي
ووقت ما انــا حمس

ومن جحود النعم في يـــــــوم فقري وبئسي
وانكــــار كل الإسس

ومن عبــــــــوس الملامح في مراسيم ونسي
وبغضــــــي المنغرس

وترك خلقُي وتزييــــــــــــــني لخلقي ولبسي
والمــــــظهر المنعكس

#وضاح_الحميصي

https://www.tg-me.com/WadahAlHuamaisei
الله الله بالاستجابه لله ولوليه بالحضور الى ساحات يوم القدس العالمي فمن لم يهتم بأمورالمسلمين فليس من المسلمين ومن سمع صوتا ينادي ياللمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين) وهذا اقل واجب نقوم به لنصرةالمسجدالاقصى الشريف
تحرير الاقصئ مسألة وقت لاغير
ونــــهــــاية اســرائيل حتماً قريبة

مـسـرئ رســـول الله دونه مناعير
لا اشـــر الــقايد تــجـــــيبة تجيبة

احــنا الـــريــاح العاصفة والاعاصير
رجــال في عز الظروف العـــصيبة

ندعس على روس انتصاب المسامير
ونمشي إلئ  الاقــصئ كتيبة كتيبة

بانفتحه ونــحـــــرره خير تحرير
والشمـــس تبزغ بعد طول المغيبة

ماعاد فالــحـــكام ياقدســنا خير
كلين يعــمل لجل بــــــطنة وجيبة

زجوا بيوســـف اخوته داخل البير
وحفادهم زجــوا بـالأقصئ وطيبة

مقدســـات الدين لــجــل الدنانير
اتـــقــاســـموها كل من له نصيبة

عيشة بـ دون القدس ذله وتبـــذير
والغاصب الله يلعــنة من رضــيبة

يا مــعركة زادت قوا الشر تخسيّر
و خـلت  الـــولدان فالمــهد  شيبة

خلي طويلات المدى تنفخ الكـير
وتقص زيف الحلف الارعن وريبة

ما كـــان للأمة فـي الامــس تعبير
واليــوم صــــارت ذات عزة وهيبة

#ابوصالح_العملسي
اليوم حددنا مع القدس مسرى
منصور ياالقدس الشريف انت منصور

في يومك اخرجنا مسيرات كبرى
تسقط بوعد الاخره وعد بلفور

والنصرحتمي بين الاولى والاخرى
مدحور يابويهود اليوم مدحور

والحمدلله قد خرج بعض الاسرى
والله يخارج كل ذي عاد مأسور

اي والله ان اخروجهم خيربشرى
مشكور يارب السماوات مشكور

بردت كمن قلب وعيون حمرا
تبكي على فقد ابنها اعوام واشهور

والحمدلك والارض بالغيث خضرا
احييتها وبفضلك الشعب مسرور

لك الولاء واحنا من اعداك نبرأ
ومن وليك بالهدى نبصر النور
يارب سامحنا على كل تقصير
ورقابنا اعتقها بعفوك من النار

واكتب لناالتوفيق والاجر والخير
واغفر. لنا. الزلات. ياخير. غفار

واجعل لنا من امرنا كل تيسير
وهبلنا تقوى وايمان. الابرار

واقضي لنا الحاجات يارازق الطير
واجعل بحسن الخاتمه ختم الاعمار

خواتم مباركه
ياسلام الله لكل اعضا قناتي
             واخوتي والاصدقاء
تهنيتكم فرض قبل اخرج زكاتي
                 خالصه لمن اتقى
واستفاد بماسمع واكمل صيامه

ياالهي بسألك. تجعل حياتي
لك وجنبنا الشقاء
واجعل ابصدق الولا الخالص نجاتي
واكفني يوم اللقاء
من عذابك واهدني للاستقامه
هذه الابيات مقدمه في قافلةالعيد من المربع الجنوبي لسحار (علاف المهاذربني عوير )والتي هي لجبهة مقبنه

على عهد الوفاء كل القبايل في جنوب اسحار
تواصل رفدها الدايم ولا يمكن تخاذلها

الى الجبهات تتحرك بخير رجالها الاحرار
ولايمكن تراى الجبهات خالي من فصايلها

وسيل الرفد متواصل الى الجبهات بستمرار
ثمان اسنين ماقد وقفت فيها قوافلها

عطاها والكرم معروف وقت اليسر والاعسار
تجود بكل شي موجود في خدمة بواسلها


تقدم في سبيل الله ومن اجل الشرف والعار
تضحي بالكثير وللوفا تثبت مراجلها

قبايل لا دعاها داعي الله تعلن استنفار
وتستبشر بنصر الله لا هبت قبايلها

وحسب اعيادنا جبهاتنا تسرح بدون اعذار
وفي والاعياد للجبهات يتزايد تفعلها

وهذا اليوم نحو الساحل الغربي لنا مشوار
مع الابطال نقضي عيد فرحتنا ونكملها

ولا يمكن يعيد كل اصلي حر جو الدار
وينسى قوم في الجبهات غايب عن منازلها

علينا العار مانسى مرابط في خطوط النار
وهذا القافله لامقبنه لازم نوصلها
دروس من هدي القرآن الكريم





ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 9/3/2002م
اليمن - صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم - أيها الإخوة - ورحمة الله وبركاته
أتشرف بالجلوس معكم، شرف عظيم لنا أن نجلس في بيت من بيوت العلم، ومع شباب هم معلمون، وطلاب علم.
ونحن كطلاب علم تحدثنا كثيراً حول هذا الموضوع، ولكن مهما كان الحديث كثيراً فإن الحديث لا ينتهي، الحديث حول طالب العلم، وحول العلم، وواجب طالب العلم، وماذا يعني العلم، وما دور العالم، وكيف تكون نفسية العالم، وكيف تكون اهتماماته، حديث واسع جداً، واسع جداً ينتهي في الأخير إلى قول الله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ}(الأحزاب: من الآية39) هذه غاية العلم، وغاية طالب العلم، وغاية العالِم.
أن أتعلم ولا يتصل بمعرفتي بالله سبحانه و تعالى وأنا أقول إن من بنود جدول حصصي اليومية مادة تسمى [أصول الدين] يقال عنها أنها أشرف العلوم؛ لأنها تهتم بمعرفة الله سبحانه وتعالى، وعندما أتناول معرفة الله وأجد نفسي في الأخير أخاف من ظلِّي وأنا أحمل علماً، وأنا طالب علم, والمجتمع كله ينتظر من يحمل علماً، ما هي نظرته؟ ما موقفه؟ ما عمله؟.
شيء طبيعي لدى الناس جميعاً، ومعروف في عصرنا هذا أنه يقال: أن الطبقة المثقفة هي الأصل في المجتمع، هي التي يتوقف على نشاطها تغيير وضعية المجتمع أي مجتمع كان، وأي ثقافة كانت, الطبقة المثقفة في المجتمع. ليس هناك أعلى ثقافة من ثقافة القرآن الكريم، وليس هناك أسمى وأسنى غاية وهدفاً من غايات يرسمها القرآن الكريم.
عندما أقول: أنا طالب علم وهاأنذا أقرأ مادة تهتم بمعرفة الله سبحانه وتعالى، ثم أراني في الأخير أضعف نفسية، أضعف موقفاً، أضعف اهتماماً من أولياء الشيطان! إن هذا في المقدمة هو إساءة إلى الله سبحانه وتعالى، في المقدمة إساءة إلى الله أن يبرز أولياؤه, ومن يحملون عناوين مرتبطة به: [معرفة الله]، [دين الله]، [كتاب الله]، [سنة رسول الله]، [رجاء ثواب الله]، [خوف عقاب الله]، أليست كلها عناوين ترتبط بالله في الأخير؟. ثم نجد أنفسنا لا أثر لنا في الحياة, ولا بنسبة يصح أن تُعد نسبة مقارنة بما يتركه أولياء الشيطان من أثر في الحياة!.
لماذا؟ هل لأن الله سبحانه وتعالى الذي نرتبط به بعناوين كهذه هو من لا يمكن لأوليائه أن يكونوا هم الأعلون، أن يكونوا هم الأعزاء، أن يكونوا هم الواعين، أن يكونوا هم الأقوياء، فأنت ارتبطت بضعيف، وارتبطت بمن لا يعرف كيف يوجهك، ارتبطت بمن لا يعرف كيف يهديك! أم أن كل الخلل من عندنا نحن؟.
لا يصح أن يقال في الله سبحانه وتعالى، وهو من وصف نفسه سبحانه وتعالى بأنه: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الحشر:23) هذه أسماء الله الحسنى وصف بها ذاته سبحانه وتعالى.
وكيف وصف الشيطان؟ كيف الشيطان؟. مذموم، مدحور، مطرود، ملعون، ضعيف، {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}(النساء:76)، لكن لماذا نرى أن أولياء الشيطان الضعيف، المدحور، المذموم، الذي لا يمتلك علم غيب، ولا يمتلك جبروت، ولا يمتلك قدسية، ولا يمتلك إلا وسائل بسيطة جداً، هي الوسوسة إلى أوليائه من الجن والإنس.
لماذا أولياء الشيطان هم يبدون في الصورة هم كل شيء في هذه الحياة، كل شيء بأيديهم حتى ثقافتنا نحن بأيديهم، حتى طغى ما يقدمونه هم لنا على ما قدمه الله سبحانه وتعالى لنا؟ أليس هذا إساءة إلى الله، وتصغير لما عظّم الله؟. ما السبب في ذلك؟. هو أننا فعلاً لا نحاول أن نعرف الله بالشكل المطلوب؛ لذا نرى أنفسنا ضعافاً؛ لأننا لا نثق به، لم نصل إلى درجة أن نثق به.

الإنسان بدون الله ضعيف، الإنسان بدون الله - وإن حمل عناوين ارتباط بالله ليس ارتباطاً حقيقياً واعياً - فهو ضعيف، حينها ينعكس ضعفي على كل شيء حتى ما أقدمه باسم الله.
أجمع لي مجاميع من طلاب العلم, وأقدم لهم الدين والعلم، أليس هذا أقدمه باسم الله؟ فينشأون ضعافاً لا وعي لديهم، لا اهتمام لديهم، لا شعور بمسؤولية؛ لأنهم نسخة مني، نسخة أخرى ونسخ متكررة لي، ضعفي ينعكس على أقوالي، ضعفي ينعكس على مواقفي، ضعفي ينعكس بشكل سلبيات تجعلني أجهل الكثير، الكثير مما يدور حولي، وحينها، وفي الأخير نرد اللائمة على الله سبحانه و تعالى نفسه، أنه هو الذي طبع الحياة على هذا النحو بأن جعل الضعف والمصائب, والإبتلاءات الشديدة, والضَّعَة, والمسكنة لأهل الحق، [أهل الحق يكونون عادة ضعافا مساكين لا يستقيم لهم شيء، ولا تجتمع لهم كلمة، والدنيا هكذا حالها لا تسبر ولا تستقيم، والباطل ينتشر فيها!!].
أو يرد باللائمة أيضاً على الناس، أن الناس
هم هكذا يقبلون الباطل أكثر مما يقبلون الحق، [الناس هكذا بطبيعتهم لا يريدون الحق، الناس هكذا وهكذا..] قبل أن نجرب الناس، بعد أن نصحح وضعيتنا مع الله سبحانه وتعالى فنرتبط به، ونثق به، ثم نفهم دينه، نفهم نظرة دينه للناس، نظرة الدين للإنسان، نظرة الدين للحياة، نظرة الدين للآخرة، نظرة الدين للأحداث؛ لذا نرى أنفسنا في حالة غريبة جداً، بعد أن صبغنا الحياة بضعفنا، وانطلق كل شيء منا يعكس حالة الضعف في أنفسنا لا نلتفت ولو مرة التفاتة واعية إلى القرآن الكريم، هل فعلاً هذا هو حصيلة القرآن الكريم؟ أم أن القرآن الكريم له وجهة نظر أخرى، وله أساليب في التربية أخرى، وله غايات أخرى، وله نموذج خاص في صياغته للإنسان.
لذا نرى أنفسنا بناءً على هذه الغلطة التي نحن فيها أن كل شيء من حولنا لا نكاد نفهمه، بينما القرآن الكريم ليس فقط يوجهك أو ينذرك بأن هناك خطورة بل يضع برنامجاً كاملاً يشرح لك الخطورة في هذا الشيء، منبع الخطورة فيه، ثم يؤهلك كيف تكون بمستوى مواجهته، ثم يقول لك كيف ستكون الغاية أو النتيجة السيئة للطرف الآخر في واقعه عندما تواجهه، ثم يقول لك أن الله سيكون معك، بل إن الحياة والأمور كلها ستتغير بالشكل الذي يكون بشكل تجنيد لما هو جند لله سبحانه وتعالى في السموات والأرض في الاتجاه الذي تسير إليه إلى جانبك في مواجهة ذلك الخطر، الخطر على البشرية، والخطر على الدين.
افتقادنا للثقة بالله سبحانه وتعالى وافتقادنا للمسؤولية التي يريد الله سبحانه وتعالى منا أن نستشعرها دائماً هي وراء هذه الحالة من اللاوعي المنتشرة في أوساطنا، لدرجة أن البعض قد يرى بأن عليه أن ينصرف عن مثل هذه الأشياء، وأن يهتم بالقراءة، القراءة يتصورها أنها هي كل شيء.
أوَّلاً: افهم إذا كنت طالب علم ما هو العلم الذي تطلبه؟ علم من؟ ما هي غاياته؟ وعندما تصبح إنساناً يحمل علماً أن تكون فاهماً ما هي مسؤوليتك؟ ما هو دورك في الحياة؟ إذا لم ينطلق الإنسان على هذا الأساس فلن يكون أكثر من إضافة رقم ضعيف إلى أرقام ضعيفة تملأ الساحة ولا تصنع شيئاً.
الله سبحانه وتعالى أراد منه أن يكون على مستوى عالٍ من الفهم والوعي, والإيمانُ - الذي نقرأ آيات كثيرة في كتاب الله وهي تردده بصيغ متعددة - هو من وجهة نظر القرآن هو وعي، إيمان واعٍ, بصيرة {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}(يوسف: من الآية108)
الله يريد من الإنسان المسلم أن يكون واعياً، وكيف لا يكون واعياً من يمتلك القرآن الكريم؟!. أما طالب العلم، أما العالم فإنه من يُفترض فيه أن يكون على مستوى أعلى وأعلى من الوعي؛ لذا لا أحد يستطيع أن يقدر حجم الخسارة التي نحن فيها، ونحن نمتلك القرآن الكريم؛ لأن أي أمة تمتلك القرآن الكريم وترى واقعها على النحو الذي نشاهده هي في الواقع أمة خسارتها عظيمة، خسارتها جسيمة جداً.
من العار ومن العيب - قبل أن نقول من الإثم - أن يكون بنو إسرائيل، أن يكون أولياء الشيطان هم أكثر اهتماماً منا، أكثر وعياً منا، أكثر فهماً منا، أقرب إلى بعضهم بعض في اتخاذ مواقف تخدم مصالحهم منا، ونحن من نمتلك القرآن الكريم، ونحن من نمتلك الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أليس هذا من العيب؟ أليس هذا من
العار؟ أليس هذا من الكفر بنعم الله سبحانه وتعالى بالقرآن وبالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ الكفر بنعمة عظيمة.
القرآن الكريم هو كتاب مهم, كتاب مهم جداً جداً، قال عنه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو يتحدث عنه: ((فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم)) ماذا يعني بعبارة (خبر ما بعدكم)؟. الإنسان الذي يتابع الأحداث، ويتأمل القرآن الكريم يجد أن القرآن الكريم قد سبق إليها، لكن هل معنى السبق هو السبق الذي يتحدث عنه من يبحثون عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فيقول: إن الحقيقة العلمية التي قد اكتشفت على هذا النحو القرآن قد سبق إليها؟.
ليس هذا هو المقصود، هذا شيء آخر, جانب آخر، القرآن الكريم يتحدث عن أسس الأشياء في معظم ما يتناوله، ويتحدث عن أن تلك الآيات التي سطر فيها تلك الأخبار أنها حقائق، ولذلك قال سبحانه وتعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ}(البقرة: من الآية252) سماها آيات أي: حقائق {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(آل عمران: من الآية103)
ما هو الاهتداء؟ أليس هو الوعي؟. أليس هو الفهم الذي يدفعك إلى الالتزام والعمل وفهم الأمور، وفهم القضايا، وفهم ما تستلزمه مسيرتك العملية على منهج القرآن؟ {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ} حقائقه، حقائق.. هذا الذي أريد أن نفهمه أولاً: أن آيات الله تعني حقائق، حقائق واقعية {نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
إساءة إلى القرآن الكريم أن لا نهتدي به، وكفر بنعمة الله العظيمة أن لا نهتدي به، وسبب من أسباب السخط الإلهي علينا أن لا نهتدي به، وسبب من أسباب الذلة وال
خزي أن لا نهتدي به.. لقد قال عن بني إسرائيل عندما حكى عنهم أنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض أن عاقبتهم كما قال تعالى: {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ}(البقرة: من الآية85) {لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(البقرة114) لماذا؟. هم لم يهتدوا لم يسيروا على هدي بعض آياتٍ أو إصحاحات أو ما ندري كيف عناوينها في كتابهم، لم يسيروا على هديها فاستحقوا أن تكون عاقبتهم الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة، والمسألة واحدة، من يمتلكون القرآن ولا يهتدون به.
إن الجزء الأكبر الذي لا تهتدي به هو أشبه شيء بالكفر به، فموقفي من القرآن الكريم كموقف اليهود من التوراة.. مثلاً: هو لا ينكر أن تلك العبارة هي مما أنزله الله، مما أوحاه إلى موسى (صلوات الله عليه) كما نحن جميعا نؤمن أن هذه الآيات هي مما أوحاها الله سبحانه وتعالى إلى رسوله وأنها من عند الله، لم يكن اليهود يضعون أصفاراً على بعض مفردات كتابهم وينكرونها. لا, وإنما كانوا لا يهتدون بها, ولا يسيرون على هديها فسميت تلك الحالة كفر ببعض وإيمان ببعض.
لو نستعرض لربما وجدنا نسبة الكفر لدينا بكثير من كتاب الله ربما أكثر مما حصل عند بني إسرائيل فيما يتعلق بالتوراة! والقرآن الكريم هو أعظم بكثير من التوراة؛ لذا قال الله عنه أنه مهيمن على كل الكتب السابقة، مهيمن عليها، هو يعتبر المرجع، هو يعتبر الأساس، هو أوسع، هو أشمل.
فعندما نكون نرى واقعنا على هذا النحو إن ذلك يعني أننا لا نهتدي بكتاب الله، وحينها سنستحق كلما تحدثنا عنه سابقاً بما فيه الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة، نسأل الله سبحانه وتعالى المخرج من حالة الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة.
كل لقاء نجتمع فيه ينبغي لطالب العلم, ينبغي لكل مسلم في المقدمة ناهيك عن طالب العلم ومن يحمل علماً, أن يكون ما نسمع عنه من أحداث هي محط اهتمام الجميع، فعلاً قد يكون هناك اهتمام لكن إذا لم نرجع إلى القرآن الكريم فسوف نهتم ثم نرى الأجواء مقفلة ثم نعود إلى وضعيتنا السابقة ونقول: [ماذا نصنع؟].
نحن ننسى أن القرآن الكريم يهدي الناس بشكل عجيب، يهدي الناس لدرجة أنك تستطيع أن تقول: أنه ليس هناك أي مجالات مقفلة إطلاقاً أمام من يهتدون بالقرآن، ليس هناك مجالات تكون مقفلة.

أحيانا قد نتحدث بأننا ضعاف، ننسى ما حكاه القرآن الكريم حول من يحملون شعوراً كهذا، ننسى أننا نمتلك طاقات هائلة وجبارة يكشفها لنا القرآن الكريم.. تتلخص في ماذا؟ هو أن هناك مسيرة معينة، هناك أشياء معينة متى ما كنت عليها كان الله معك، متى ما كنا عليها كان الله معنا، ومتى كان الله معنا فهو من لا تستطيع أي قوة أخرى أن توقف إرادته.
وضرب الأمثلة الكثيرة في القرآن الكريم على ذلك: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}(يوسف: من الآية21) ألم يذكر لنا قصة موسى وفرعون في القرآن الكريم بشكل يتكرر كثيراً في القرآن؟. لكننا قد نقول: [هذه القصة لا نجد فيها أحكاماً شرعية]، نحن نبحث فقط عن أحكام شرعية، هكذا علمنا أصول الفقه هو [أن مهمة العلم وطلب العلم هو البحث عن أحكام شرعية، هذه مجرد قصة لا أجد فيها حكما شرعيا إذاً هي ليست من الآيات الخمسمائة التي تدون كآيات هي يجب أن يطّلع عليها المجتهد ليجتهد، وأنا أريد أن اجتهد يهمني هذه الآيات، وتلك آيات أخرى حكى الله عنها فيها عبر ودروس].
أنسى أن فيها عبر ودروس متعلقة بواقعي، متعلقة بتربيتي، متعلقة بتهذيب نفسي، متعلقة بتعزيز ثقتي بالله، متعلقة بوضع رؤية صحيحة إلى الحياة، بوضع رؤية صحيحة إلى قدرة الله وإرادته النافذة التي تجعل كل المجالات لا يمكن أن تُقفل أمام من يسيرون على هديه.
فعندما أُخبِر فرعون بأن زوال ملكه - كما أخبره الكهان والمنجمون - أن زوال ملكه سيكون على يد غلام من بني إسرائيل اتجه إلى اتخاذ قرار بقتل من يولد من بني إسرائيل، بقتل الأطفال، ماذا حصل؟ الله سبحانه وتعالى اتجهت إرادته إلى أن يجعل فرعون هو من يربي ذلك الغلام الذي سيكون زوال ملكه على يديه.. لاحظوا يقتل أولئك الأطفال في تلك البيوت هناك وهناك، ويربي الغلام والطفل الذي سيكون زوال ملكه على يديه، في قصره يغذيه بأفضل التغذية، ويحوطه بأحسن الرعاية.. لماذا؟. لأن الله غالب على أمره.
نحن من نقول: [نحن مستضعفون، نحن ضعاف، لاحظوا كيف أولئك]. ننسى أن الله في القرآن الكريم عرض لنا أمثلة كثيرة على أن الله غالب على أمره، ارتبِط وثق بمن هو غالب على أمره، فإذا ما ارتبطت ووثقت بمن هو غالب على أمره، بمن لا يستطيع أحد أن يهدي إلى ما يهدي إليه.
نحن قلنا في كلام بالأمس مع بعض الإخوان أنه من الأشياء العجيبة أن الله سبحانه وتعالى - وهو يحدث الناس عن أعدائهم في مجال تأهيل المؤمنين لمواجهة أعدائهم - يخبرهم بأن أولئك الأعداء على هذا النحو: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَات
ِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ}(آل عمران:111).
هل أحد يستطيع من ضباط المخابرات الأمريكية، أو مخابرات أي دولة مهما كانت تمتلك أدق الأجهزة، وأكبر الخبرات في هذا المجال، هل أحد منها يستطيع أن يرفع قراراً إلى البيت الأبيض بأنه في حالة المواجهة مع إيران، أو حالة المواجهة مع طرفٍ ما [فإنهم لن يضروكم إلا أذى، إن أولئك المسلمين لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون]. هل أحد يستطيع؟. كلها احتمالات، نحاول أن نعمل كذا، ربما من أجل يحصل كذا، لكن الله هو من يقطع، لأنك ارتبطت بمن هو عالم الغيب والشهادة، بمن هو عالم بذات الصدور، بمن هو عالم بالإنسان بخصائص نفسه، بمن بيده ملك السموات والأرض، يهيئ ويغير، كل ما في السموات والأرض بيده، أنفس الناس بيده، هو من استطاع أن يملأ قلوب المشركين رعباً في بدر.. أليس كذلك؟. هل أحد يستطيع أن يرفع قرارا كهذا؟.
لكننا نحن متى ما جهلنا عظمة إلهنا، متى ما جهلنا ماذا يعني ملك الله، أنه الملك، ماذا يعني أنه عالم الغيب والشهادة، متى ما جهلنا معاني أسمائه الحسنى حينئذ سنبقى ضعافاً.
فنحن نقول: إن أهم مصدر لمعرفة الله لمن يريد أن يعرف الله وأشرف العلوم الذي يجب أن تهتم به في مجال معرفة الله بالذات هو القرآن الكريم، اعرف الله سبحانه وتعالى من خلال القرآن الكريم، كتب علم الكلام لا تستطيع أبدا أن تصنع لك معرفة تربطك بالله بالشكل الذي يصنعه القرآن الكريم لا يمكن أبداً.

فنحن نسيء إلى أنفسنا إذا ما اعتقدنا بأننا سنهتدي بغير القرآن أكثر مما نهتدي بالقرآن. والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يقول في ذلك الحديث الطويل: ((ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله)) وأنت تَنْشُد الهدى، وأنت تبحث عن الهدى، وأنت لا تعطي أولوية مطلقة للقرآن الكريم في مجال أن تهدي نفسك، وأن تهدي الآخرين فإنك ستضل، وتضل الآخرين.
ولا يعني الضلال هنا هو أنك ستدخلهم في معصيةٍ مَّا من المعاصي المعروفة، الضلال بمعنى الضياع، ستضيع أنت وتضيّع الآخرين معك.
[ضياع حتى فيما يتعلـق بالمعـرفة الحقيقية بالله سبحانه وتعـالى ولهـذا يروى عن الإمام القاسم أنـه] قـال: (ما عُرِف أن متكلماً خشع) من علماء الكلام (ما عُرِف أن متكلماً خشع)؛ لأن المعرفة التي تقدمها كتب [علم الكلام] محدودة جداً.
[القرآن هو أهم مصدر لمعرفة الله سبحانه وتعالى] وهذا هو رأي [الإمام القاسم بن محمد] الذي نقله عنه مؤلف شرح الأساس الكبير الشرفي بعد أن حصل حديث وخلاف حول هل يصح الإستدلال على معرفة الله بالآيات القرآنية أم لا؟ فاختلفوا، بعضهم قال: بالآيات المثيرة، وبعضهم قال: بها مطلقا، قال: (القرآن هو أهم مصدر لمعرفة الله، ومن لم يقل بذلك أو أنكر ذلك فقد رد قول الله تعالى: {هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (إبراهيم:52)).
أليست هذه غايات أربع مهمة؟ لا تستطيع أن تحصل عليها إلا من خلال القرآن الكريم؟ وإذا ما رأيت نفسك أنك حصلت على شيء منها بالاعتماد على مصادر أخرى فإنما هي نسبة ضئيلة ربما قد يترافق معها من السلبيات أكثر من الإيجابيات؛ لهذا نقول: إن من يعرف الله سبحانه وتعالى لا بد أن يكون على وضعية تختلف عما نحن عليه.
نرجع إلى موضوع موسى وفرعون، ما الذي حصل؟. نشأ موسى في قصر فرعون، تربى في قصر فرعون، وموسى عندما نشأ كيف كان ينظر إلى نفسه وينظر إلى الآخرين؟. - وفي هذا درس يجب أن يهتم به كل طالب علم، كل من يريد العلم - نبي الله موسى لم يقل: الحمد لله أنني هاهنا في هذا القصر آمن والآخرون يُقتلون، كان يهتم بأمر الآخرين، كان يهتم بشأن المستضعفين، كان لا يرى كل ذلك النعيم الذي هو فيه، وذلك الأمن الذي هو فيه، وذلك المقام الرفيع الذي هو فيه لا يراه شيئاً أبداً مقابل ما يرى من ظلم للمستضعفين، مقابل ما يرى من جبروت فرعون.
فعندما كان على هذا النحو، لديه اهتمام بأمر الآخرين, يهمه أمر الناس، يهمه أمر المستضعفين من عباد الله قال الله عنه: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص:14) {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} هذه العبارة تعنى أنها سُنَّة إلهية، أنه يمنح الحكمة والعلم من توفرت فيه هذه الصفة فكان من المحسنين.
ما هو الإحسان؟ هل هو ما يقال: [أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك]. هذه, عبارة [تعبد الله] عبارة واسعة ومهمة، لكن الإحسان في القرآن الكريم قد تناوله القرآن في عدة مواضع كلها تبدو أنها اهتماماً بأمر الآخرين، اهتمام بأمر الدين، والدين مرتبط بالآخرين. {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص:14).
حتى تعرف أنه محسن، وتعرف أن الله منحه حكمة, ومنحه علماً, لاحظ كيف أنه عندما رأى رجلين يقتتلان واحد من الفئة المستضعفة في المجتمع وواح
د من الفئة المستكبرة، هاجم هو ذلك القِبْطِي الذي هو من الفئة المستكبرة من الفراعنة {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ}(القصص: من الآية15). ثم هل ندم على ما صنع؟ باعتبار أنه أضر بمصالحه، وأنه عرض نفسه للخطر، وأنه.. وأنه.. ما الذي حصل لديه؟. قال فيما بعد - عندما رأى نفسه أنه اتخذ موقفا هو الذي ينبغي لمثله أن يتخذه، أنه وقف موقف حق - عدّها نعمة كبرى من نعم الله عليه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} (القصص:17).

موقف عظيم، ليس موقف من يبحث عن المبررات، عن التبريرات الشرعية، عن حِيَل شرعية، عن وجه شرعي للقعود للجلوس، للسكوت عما يرى، لإغماض عينيه عما يناله الآخرون من الظلم والاضطهاد. لا.. ولم يندم على ما صنع بل عدّها نعمة كبرى عليه من الله أن اهتدى إلى أن يتخذ مواقف، مواقف حق {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}. أصبح ولياً من أولياء الله، وهو قبل النبوة، قال هذه العبارة قبل النبوة. متى جاءته النبوة؟ عندما عاد من الشام وهو في طريقه إلى مصر جاءته النبوة.
{رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} عندما اتجه بعد أن أخبره أولئك الناصحون له أن يخرج من المدينة خرج وهو غير نادم أيضاً على أنه اقترف عملاً أدى به إلى أن يُفوت نعمة كبرى عليه، وإلى أن يؤدي به الحال إلى أن يخرج من المدينة، خرج منها وكله شوق إلى الله، وكله حب لله، وكله ثقة بالله سبحانه وتعالى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} (القصص:22).
ولأنه يحمل النفس الكبيرة، يهتم بالآخرين، ذكر الله عنه تلك القصة في الطريق {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ}(القصص: من الآية23) أهمه أمر المرأتين يسأل لماذا؟. لماذا هن وأغنامهن بمعزل عن الآخرين؟. لم يقف هناك ويقول: أنا تاعب لا أستطيع أن أعمل شيئاً، أو لا يتساءل عن حالة تلك الفتاتين، بل اهتم بالأمر وانطلق ليسألهما عن لماذا؟ {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا}(القصص: من الآية23)؟!.
هذا شأن من يهتم هو أن يسأل، من يهمه أمر الآخرين.. بعكس ما نحن عليه، نحن لا نسأل بل نحن لا نكاد أن نفهم, لا نكاد أن نعي من يذكرنا بأمر الآخرين، أما موسى فإنه من سأل، وهو تاعب {مَا خَطْبُكُمَا}؟. {قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}(القصص: من الآية23) نحن لا نزاحم مع الآخرين، وليس هناك من يقوم بهذا العمل غيرنا.
لم يقل: [إذاً امسكن طابور حتى يخرجوا، أنا تاعب والله سأرتاح لا أستطيع أن أعمل لكم شيء، امسكن طابور حتى ينتهي الرعاة من سقي مواشيهم ثم..]. ذهب هو ليسقي لهما؛ لأنه يحمل روحاً كبيرة. (محسن، محسن) هذه العبارة المهمة.
والإحسان دائرة واسعة، يدخل ضمنها الإيثار على النفس حتى أنه في مجال النكتة عندما تحدثنا عن هذا الموضوع قلنا لبعض الشباب ونحن نتحدث معهم: لاحظ متى ما وجدت عندما تقدم المائدة لطلاب علم تقدم لهم لحم مثلا تجد هناك من يحاول أن يَقْضِم أكثر، يضعه في يده ويلتهمه فإن هذا لا يصلح أن يحمل علماً، بل هذا لا يحصل على علم، ليس محسناً، يهمه أمر نفسه فقط، يهمه أمر نفسه! هذا ليس محسناً، المحسن يهتم بالآخرين حتى في أبسط الأشياء.
وقف بديلاً عن ذلك الإسرائيلي المستضعف ليقتل خصمه، أليست هذه قضية كبيرة؟. ووقف بديلاً عن تلك الفتاتين ليسقي لهما، له نفس يتميز بها هي نفس الإنسان المحسن.
لما عاد إلى الظل ماذا قال؟ لم يتأوه أنه أين أصبحت؟ لا أمتلك شيئاً وأنا من كنت في نعيم، وكنت في مقام رفيع، وكنت.. وكنت.. ماذا قال؟ يعبر عن ثقته بالله سبحانه وتعالى: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}(القصص: من الآية24) أليس هو هنا يعبر عن أنه في حالة لا يمتلك فيها شيئاً، لكنه ليس في حالة النادم؟ هو في حالة المرتاح لما هو عليه باعتباره موقف صحيح, وحالة من هو مرتبط بالله، يعلم أن ما لدى مولاه هو أكثر مما فاته لدى الآخرين، أن يرتبط بالله هو أفضل وخير له من أن يرتبط بفرعون ومقام فرعون ونعيم فرعون، وثقته العظيمة لا ترتبط بالشكليات أمام عينيه: هناك قصور وهناك نعيم، ثقته بالله - وإن كان في أمس الحاجة إلى أبسط الأشياء - لا تتضعضع {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.
لاحظ كيف انتهى المشوار الذي قد يكون عند الآخرين يعني الضياع والابتلاء والمصائب والمشاكل، فعلاً أدى بموسى ذلك الموقف إلى أن يصل إلى هذه الحالة، لكنه ارتبط بمن لا يضيع أولياءه، ارتبط بالله الذي لا يضيع أولياءه، ألم يصل موسى إلى درجة الصفر؟ {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} يبدأ المشوار التصاعدي
الذي يبرهن على أن الله لا يضيع أولياءه من بعد تلك الحادثة {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَ
ا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} (القصص: من الآية25) ما هذا بداية المشوار أن يحصل على الرعاية؟.
{قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}(القصص: من الآية25) انطلق {فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ}(القصص: من الآية25) أليس هذا أول نعمة؟ وأول ما حظي به؛ لأنه وثق بالله؟ هل فكر عندما رأى نفسه لا يمتلك شيئاً أن يعود من جديد إلى فرعون ويعتذر مما صنع؟ أم أنه كان في تلك الحالة عظيم الثقة بربه فلم يضيعه الله، فبدأ مشوار الرعاية الإلهية من هنا.
تحقق له الأمن {لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(القصص: من الآية25) ثم ماذا؟ زوَّجه بإحدى بناته، وبقي عنده فترة طويلة، ثم بعد ذلك يتوجه إلى مصر بأغنامه, بمواشيه مع زوجته، ثم في الطريق حتى لا يعود إلى مصر إلا وهو في أعلى مقام يمنحه الله سبحانه وتعالى، خرج من المدينة خائفاً يترقب أليس كذلك؟ إنساناً عادياً فليعد نبياً يهدد جبروت وملك ذلك الطاغية، فتأتيه النبوة في الطريق، لماذا لم تأته النبوة وهو في بيت شعيب؟ أو ينتظر الموضوع حتى يصل مصر؟ في الطريق، مشوار تصاعدي نحو الكمال الإلهي والرعاية الإلهية، مصاديق الرعاية الإلهية، الدلائل العظيمة على أن الله لا يضيع أولياءه، تأتيه النبوة في الطريق فيدخل مصر وهو رسول لله، رسول لله واثق من الله، يرى أن غاية تلك الرسالة قد تكون في الأخير هو أن ينتهي ذلك الجبروت وذلك الظلم.
خرج خائفاً فيعود إلى مصر فيدخل قصر فرعون ويطالب فرعون بتوحيد الله وعبادته، ويطالبه أيضاً بتحرير بني إسرائيل {فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرائيلَ وَلا تُعَذِّبْهُم}ْ (طـه: من الآية47).
القضية التي أهمته في البداية هاهو يعود لتحقيقها والمطالبة بها وهو في أرقى مستوى، أليس الله معه هنا؟ {فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرائيلَ وَلا تُعَذِّبْهُم} تأتي مسيرة النبوة في مصر.. وماذا يحصل؟ في الأخير يحكي الله عن تلك المرحلة في تلك الآية العظيمة التي هي عبرة للناس جميعاً {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (القصص:6) يقول هذه قبل بداية القصة {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ}(القصص: من الآية7) ثم تكلم عن القصة.
ما الذي حصل؟ ألم ينته جبروت فرعون وهامان على يد موسى؟ ألم ير أولئك المستضعفون فرعون وقومه في أعماق البحر؟. هذه رعاية إلهية تكون لأوليائه، ومثل يضربه الله للسائرين على هديه.
من الذي يحتاج إلى فهم دروس داخل هذه القصة؟ من الذي يحتاج؟ من يبحث عن ما يسمى بحكم شرعي؟. ونحن حتى ننسى مثلا أن هناك واجبات شرعية علينا كطلاب علم كحملة علم أمام الآخرين، ننسى حتى أن نُصنِّفها ضمن قائمة الأحكام الشرعية.
القصة هذه يحتاجها كل إنسان يحمل اسم إيمان، يحمل اسم تقوى، يأخذ منها الدروس العظيمة التي تعزز ثقته بالله من حيث أن الله صادق في وعده, لا يضيع أولياءه، ومن حيث أن الله قادر قاهر، عالم جبار، غالب على أمره.
وهكذا يأتي مثل آخر في نبي الله يوسف (صلوات الله عليه) ونفس الكلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (يوسف:22)
عندما تكون محسناً اللهُ سبحانه وتعالى يرزقك علماً، يرزقك حكمة، إذا لم تكن محسن فما لديك من العلم قد يكون وَبالاً عليك, ووبالاً على المجتمع! كيف؟.
عندما يبرز مثلا مجموعنا أو نصفنا علماء لكننا علماء لا نهتم بشيء سنكون وَبالاً على المجتمع؛ لأن المجتمع نفسه قد يصل به الحال إلى أن يُظلم، ويُضطهد، ويضيع، وتمسخ أخلاقه، وتفسد معتقداته ونحن صامتون. من المسؤولية عليه؟ أليست المسؤولية على من يحمل علماً؟ أليس واقع ذلك المسكين في المدن أو في الأرياف عامّة الناس من قد يضلون من حيث لا يشعرون، قد تفسد عقائدهم، تفسد أخلاقهم، يُظلمون, يضطهدون، وأنت يا
من تحمل علماً وترتبط بكتاب الله ليس لديك أي موقف أن تهدي الآخرين، أن تبين للآخرين، أن تتبنى مواقف فيها إحسان إلى أولئك الآخرين.
ألم يَعُد الله سبحانه وتعالى الجهاد إحسانا عظيما عندما قال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69) لماذا الجهاد إحسان؟ إحسان إلى من؟ أليس إحساناً إلى الأمة؟ أنت عندما تجاهد، تجاهد من أجل من؟ في سبيل الله والمستضعفين. أنت عندما تجاهد إنك تقدم أفضل وأحسن خدمة للمجتمع، تنقذهم من الظلم، من الفساد، من الضياع، تنقذهم من شرور كثيرة جداً، أليس هذا هو من الإحسان؟ الله يعِد بالهداية للمحسنين.
أنت عندما تكون طالب علم هل تريد أن تهتدي وتهدي الآخرين؟ هل أنت تَنْشُد الهداية من الله؟ أم أنني أرى أن الهداية لها برنامج خاص لا يحتاج إلى أن أسلك هذه الطريقة ال
2024/10/01 19:21:14
Back to Top
HTML Embed Code: