Telegram Web Link
"كُلما أحدثَ الناسُ ظُلمًا وفُجورًا، أحدثَ لهم ربُّهم - تبارك وتعالى - مِن الآفات والعِلل في أغذيتهِم وفَواكهِهم، وأهويتِهم ومِياهِهم، وأبدانِهم وخلقِهم، وصُوَرِهم وأشكالِهم وأخلاقِهم".

- ابنُ القيّم رحمه اللهُ.
"يا أبا بكر، ما أبقيتَ لأهلِك؟".

-يا رسول الله، أبقيتُ لهم الله ورسولَه.
'
‏{ ٱلله وَلِيُّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟}

"‏يتولَّى اللهُ أمرَ دمعةٍ أودعتَها في قلبِك، يتولَّى عَبراتِك التي بلغَت الحنَاجر، يتولَّى أمرَ حُطامِك الذي مشَوا مِن فوقِه ليسمَعُوا صوتَ فُتاتِه، يتولَّى أمرَ الكلمةِ التي طحَنت كبدَك وأرَّقت مضجعَك وسرقَت كلَّ لذَّةٍ مِن مشاعرِك، يتولَّى اللهُ أمرَك الذي لا حَولَ لكَ فيه ولا قوَّة!"

اللهُمَّ توّلنا فِيمن تَوليت
سبحان الله وبحمده.

يأتي مغربُ الخميس وتشعر أنّ الرحمات تأتي معه والمغفرة، بل وإنزال الأثقال وتخفيف الكواهل، بل شعور الحبّ الذي هو بين اثنين قريبين مهما بعُد أحدُهما عن الآخر.. لا يفصلهما برزخ ولا يُفرّق بينهما موت؛ ألَا هو حبّ أحدنا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
يشعرُ المرءُ أنّ بقدوم مغرب الخميس وكأنّ الكونَ يتهيّأ في نفسِك، وكأنّ نفسَك تتهيّأ لحدثٍ جليلٍ في الكون، وكأنّ نفسَك والكون يستنيران بعد ظُلمة ويتطهّران بعد قذر.. إذ يشرعُ المرءُ في الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

اجلِس إلى نفسك جلسة عُمرَ بن الخطّاب حينما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم:
يا رسول الله، لأنت أحبَّ إليّ من كل شيٍ إلّا من نفسي.
فقال حبيبُنا بأبي هو وأمي صلّى الله عليه وسلّم: لا، والذي نفسي بيده، حتّى أكون أحبّ إليك من نفسك.
فقال عمر: فإنّه الآن، واللهِ لأنت أحبّ إليّ من نفسي.
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلّم: الآن يا عمر.

اجلس مع نفسك هذه الجلسة، وتفكّر:
مَن تحبّه أكثر؛ نفسك أم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟
وابك، وصلّ عليه..
مَن تحبه أكثر؛ الدنيا وما فيها من متاع أم النبيّ صلى الله عليه وسلّم؟
وابكِ، وصلّ عليه..
مَن تحبه أكثر؛ صديقٌ يؤازرك وحبيبٌ يكفكف دمعك ويحنو عليك أم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟
وابكِ، وصلّ عليه..

لا تبرح هذه الجلسة، استدِرّ الدمع وأعمق الفكر، لا تقُم حتّى تُمحّص كلّ حبيبٍ وتجعله صلّى الله عليه وسلّم يعلوه، وصلّ عليه حينما تضيقُ عليك نفسَك؛ وفكّر في كيف فعل لأجلك وكم وجد مِن أجلِ أن تكون مُسلمًا.. ثُمّ صلّ عليه.

ثُمّ
كأنّه معك، يرى صلاتك عليه، ويرى حُبّك، ويرى شوقًا يسوقُه قلبُك حيثُ لسانك إذ يلهجُ بالصلاة عليه وكأنّ كلّ صلاةٍ تزيدك قربًا وهي هي، وكأنّ كلّ صلاة ترفعك أجرًا وهي هي، وزد.. فما لك في هذه الساعات غير حُبّك وشوقك مقرونَين بالأنفاس.
اللُهمّ صلّ على سيّدنا وحبيبنا محمّد، دواء القلوب، وجلاء الأحزان، الحبيبُ القريبُ على بُعدٍ.. صلّى الله عليه وسلّم.

ثُمّ أخبرني عن عبراتك حينما يؤذّن مغرب الجمعة!
‏⁧#اليوم_العالمي_للغة_العربية

هل ظلّ منكِ لنا حرفٌ وتنوينُ
‏أم ضعتِ منّا كما ضاعت فلسطينُ؟

‏جيلٌ تَهمّشَ، ما ضاعت هويّتهُ
‏بل ضُيِّعت حينَ ضاع العزُّ والدينُ

‏لم يبق فينا منَ الأمجاد واحدةٌ
‏ربّاهُ هل نحن إنسٌ أم شياطينُ!

‏فسامحينا إذا احتُلّت ثقافتُنا
‏وأرجعينا إذا شقّت عنَاوينُ

تناهشتنا القُوى من كلّ ناحيةٍ
‏وحُوصرت في الرسوماتِ ، التلاوينُ

‏موجوعَة الضادِ كم آسيتِ غُربتَنا
‏فينَا الجفاءُ وفيكِ العطفُ واللينُ

‏مُدّي يديكِ أعيدينا مَراكبنا
‏فالليلُ عاتٍ وموجُ البحرِ مجنونُ..

‏⁧#حذيفة_العرجي
‏"ثُم السبيل يسّره "

‏الأصل في كل دروب الحياة هو اليُسر
‏اما العُسر طارئ وسيرحل
‏القلب المنكسر المتألم سيجبره الجبار
‏الطريق المسدود سيفتحه الفتاح
‏أمورك المعوجة ستستقيم
‏أوجاعك ستُشفى
‏اللهم يسر لي ولك كل أمر عسير
‏وهون علينا كل موقف أليم
‏أنتَ مُلكٌ لله
‏فليطمئن قلبك
‏.
‏⁧ #اقتباس
‏أين أنتَ والطريق ؟
‏طريق تعب فيه آدم
‏ورُمي في النار الخليل
‏وأُضجِع للذبح إسماعيل
‏وبِيعَ يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين
‏ونُشِر بالمنشار زكريا
‏وذُبِح يحيى
‏وقاسى الضُّر أيوب
‏وسار مع الوحش عيسى
‏وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد
‏وتزهو أنت باللهو واللعب

‏ابن القيم / الفوائد 42
اختلف الرواة متى أسلم الحطيئة، لكنّ يبدو أنّه ارتدّ في خلافة الصدّيق ثمّ عاود إسلامه، فقد أعان المرتدّين أيّام خلافة الصدّيق فقال:

أطعنا رسول الله إذ كانَ بيننا
فيا لعباد الله، ما لأبي بكرِ

أيورثها بكراً إذا ماتَ بعدهُ؟
فتلك -وبيت الله- قاصمة الظهْرِ!

أما الطبريّ فقد نسب الأبيات لأخيه
Forwarded from سألقاكَ
‏﷽

قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾

 اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾

 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴿٣﴾ 

وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾
إنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إلَيْكُمْ فَقُلتُمْ كَذَبْتَ،
وقَالَ أبو بَكْرٍ صَدَقَ،
ووَاسَانِي بنَفْسِهِ ومَالِهِ،
فَهلْ أنتُمْ تَارِكُوا لي صَاحِبِي!
فَهلْ أنتُمْ تَارِكُوا لي صَاحِبِي!

- النبيِّ ﷺ!
Forwarded from سألقاكَ
وداعًا غرناطَة، وداعَ المسلمِ الأخيرِ الَّذي لم يعُد، ووداعَ الأذانِ الأخير الَّذي اقتُطِع، أقولُ أندلُسًا؛ وتخرجُ الآه من صدري، ما أبلغَ الجرحَ فيكِ، وما أشدَّ الحنين، هذا عبَقٌ نعرفُه، وذاكرةُ المسلِمين، هنا جَيشُ المُستَنصِرِ بالله، وحِكمةُ النَّاصر، وفَراسةُ الحَكَمِ وقيادةُ محمَّدٍ بن أبي عامِر، لا شيءَ يشفي جُرحَنا فيكِ، وقد كان كلُّ هذا الصَّرحِ لنا، حتَّى ترجَّلَ الفارِس، وكبا الحِصان، وصارَ صاحبُ البيتِ غريبا، يرى ولا يقترِب، كحلُمِ سرابٍ كانَ ملكَ يمين، إِيهٍ قرطبَة، حالَ بيننا أراذِلُ القَوم، ولم يُبقِ لنا التَّاريخ غير القوافي، نستمعُ فنطرب، ونطربُ فننزِف، بأنَّ الأمكنةَ كانت لنا؛ نحن المسلِمين، وداعًا؛ وداعَ مَن يقرأُ «في مدخلِ الحمراءِ كان لقاؤُنا»، ويدركُ بأنَّه لن يلتقي ..

#سقوط_الأندلس
مرثية الأندلس!
سألقاكَ
لِكُلِّ شَيءٍ إِذَا مَا تَـمَّ نُقصَان

@Iwillmeetyou
كان أبو بكر الصديق يُمثّل القوة الناعمة، هذه القوة التي تلين حتى يعتقدَ المرءُ أنها لا تستطيع أن تشتدّ أبداً، ثم إذا ما جدَّ الجدّ، ووقع الفأس في الرأس، وجدتَ تلك النعومة كشَّرتْ عن أنيابها، ففاجأت أعداءها وأحبابها على السَّواء! الغزال الناعم كان بإمكانه أن يتحول في الظرف الحالك إلى أسد هصور، وهذا هو أبو بكرٍ باختصار!
إنه قد شَهِدَ بدراً!

كانتْ مكة على موعد قريب مع الفتح، رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حسم أمره بالسير إليها، وأخبر الجيش بالاستعداد، ولأن الحرب خِدعة، ولأن من يملك عنصر المفاجأة نادراً ما يُهزم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بكتمان أمر المسير إلى مكة.
كان كل شيء يسير كما هو مُخطط له، الصحابة من أهل مكة يحلمون باللحظة التي سيُقبِّلون فيها ترابها، والصحابة من أهل المدينة ما زالوا يحلمون بعُمرةٍ رُدُّوا عنها يوم الحُديبية! وبقية الصحابة من جزيرة العرب يحلمون باللحظة التي سيرتفع فيها أذان مكة مُعلِناً أنَّ الله أكبر! غير أنَّ شيئاً لم يكن بالحسبان قد وقع… يستدعي النبيُّ صلى الله عليه وسلم الفرسان الثلاثة علي والزبير والمقداد ويأمرهم بالتوجه على الفور إلى "روضة خاخ" حيث هناك امرأة تحملُ رسالةً عليهم إحضارها إليه مهما كلَّف الأمر!
توجَّه الثلاثة مُسرعين فوجدوا المرأة هناك، فطلبوا منها أن تُعطيهم الرسالة، فأنكرتْ وجودها، فقالوا لها: إما أن تُخرجي الكِتاب أو لنضعنَّ الثياب!
فلما علمتْ أنهم عازمون على تفتيشها، أعطتهم الرسالة وعادوا بها إلى المدينة، وهناك فتح النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرسالة فإذا هي من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يُعلِمهم فيها بعزم النبي صلى الله عليه وسلم السير إلى مكة لفتحها!
خرقٌ أمني خطير! وإن شئتَ فقُلْ: خيانة عُظمى!
ويُبرر حاطبٌ فعلته بأنَّ له أهلاً ضعفاء في مكة، وأنه ما أراد برسالته غير أن تكُفَّ قريش أذاها عنهم!
ويقبلُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عُذره…  غير أن عمر بن الخطاب بحزمه المعتاد، وشراسته المتوقعة إذا ما تعلَّق الأمر بهذا الدين يقول: يا رسول الله ائذن لي أن أضربَ عنق هذا المنافق!
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يا عمر، إنه قد شهد بدراً، وما أدراك لعلَّ الله قد اطلعَ على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم!
إنه قد شهد بدراً!
يا تُرى هل نتذكر ماضي الناس المشرق عندما يقعُ منهم خطأ، أم أننا ننسى كل المعروف، واللحظات الحلوة، والمشاعر الجميلة التي عشناها عند أول زلة قدم؟!
في حياة كل إنسان "بدر قد شهدها" فلماذا لا نمحو الخطأ ببدر تلك بدل أن نمحو بدراً بهذا الخطأ!
لماذا نُريد من الناس أن يكونوا ملائكة على الدوام؟! أليس لكل جواد كبوة، ولكل قدم زلة، ولا بد للنبيل أحياناً أن يخونه نُبله، وقد قال علي بن الجهم:
ومن ذا الذي تُرجى سجاياه كلها
كفى المرءُ نُبلاً أن تُعدَّ معايبه!

تجد الزوجة تخوضُ كل يومٍ بدراً، تربيةً للأولاد، وطبخاً ونفخاً، وتدريساً واهتماماً، وعند أول خطأ ينسى الزوج ذلك كله وكان بإمكانه أن يقفز عنه!
وتجدُ الزوجَ محباً حنوناً رحيماً فإذا أخطأ قامت الدنيا ولم تقعد، تنسى الزوجة عُمراً من المعروف بموقف كان بإمكانها التغاضي عنه!
لماذا على المدير أن ينسى كل ماضي الموظف المشرق عند خطأ عابر، وعلى الموظف أن ينسى لُطف المدير السابق عند أول موقف حزم!
لماذا ينسى الوالدان سنوات ابن في البِر لموقف عقوق واحد، وينسى الأولاد إحسان الدهر من الوالدين للحظة ضعف إنساني واحد!
احفظوا لكل أَحدٍ "بدره" ولا تمحوا كل المعروف بموقف واحد!

أدهم شرقاوي
رضيَ الله عَن أمِّ المُؤمنينَ عائِشة حينَ
قالت:

"فبكيتُ ليلتَين ويومًا حتَّىٰ ظننتُ
الحُزن فالِقٌ كَبدي"
أتساءل كَيف ولماذا احتمت السيدة عائشة في ظهر زوجها " رسول الله " خوفاً من أبيها، وكيف اطمأنت لهذا الحد ،وما الذي صنعُه معها الرسول من حُسن معاشرة حتى تطمئِن بهذه الطريقة، كانوا متخاصمين متشاحنين ووثَقت من حمايتِه لها خوفاً من أبيها الذي حماها ورباها طوال حياته ، أتساءَل ماذا كانت تشعُر السيدة عائشة رضي الله عنها عندما دخلت هذا الحصن الآمن تماما بالنسبة لها بلا أي شَك وهو " ظَهر الرسول ﷺ " .. لماذا اختبأت هنا بالتحديد ، وكيف كانَت تلك الثواني ،ولماذا لم يُصيبها الخوف لحظة!
واذا كانَ هذا الأمان يغمُرها وقت الخِصام مع الرسول فكيف سيكون حَال قلبها معه وقت الود واللين، اللهم مثل هذا الأمان أو بِضعاً منه!
ماتت خديجة، ورحل أبوطالب، وأصبح ظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكشوفاً ..

قالها بنفسه، أن قريشاً ما قدرت عليه إلا بعد وفاة عمه .. لكن نبينا لا يؤمن برد الفعل، وليس مثلنا عنده رفاهية البكاء والاكتئاب والشكوى، وعليه غالب أوجاعه وأحزانه ومضى يلتمس أرضاً جديدة لفكرته ..
ولكن أين يذهب، الطائف هي ما استقر عليه ذهنه..

كانت المشكلة التي تقلقه هو عدم توفيقه في كسب أرض جديدة والعودة بأحزان إضافية، كان يعلم عليه الصلاة والسلام ما يدرسونه اليوم في إدارة الأعمال ويسمونه "تكلفة الفرصة" رجوعه بخفي حنين من الطائف لن يكون سهلاً..
وعليه قرر الرجل أن يتخفى ويخرج على قدميه كي لا يلفت الانتباه، توقف قليلاً لو سمحت ..

على قدميه يعني مسافة 110 كيلومتر في رمال ترهق السائر وتحت شمس الصحراء المعروفة..

ووصل نبينا إلى الطائف، ووجد ما تعرفونه من استهزاء، واستخفاف، ورد بقسوة، وتنمر من أهلها والذين دفعوا بالأطفال والأشقياء كي يقذفوا النبي بالحجارة، استهدفوا قدميه التي سار بهما إليهم ليقول لهم كلمة يرى بأنها ستنقذهم في حياتهم وبعد مماتهم..

قدم النبي تنزف دماً، وعليه أن يعود بهما مسافة 110 كيلومتر أخرى إلى مكة، وهو يحمل هذه المرة أوجاعه معه..
يا وجع النبي وهو يطلب من أهل الطائف ألا يفشوا خبر مجيئة إليهم، الرجل يطلب طلباً إنسانياً، اخفوا أمر مجيئي لكم حتى لا تقيم قريش أعراس الشماته!

لكن العكس هو ما حدث، بلغ الأمر قريش فتجهزت لاستقبال نبينا بألسنة حادة، ونظرات شامتة، وكلمات هي أشد من الخناجر ..

لم تنته المأساة بعد، لقد وقف نبينا خارج مكة غير قادر على دخولها، ثم أرسل إلى بعض رموز قريش من الكفار كي يدخل في جوارهم، يحموه،فرفض واحد، وثان، قبل أن يقبل الثالث..

يبدو أن مهرجان التشفي فوق قدرتنا على التصور، لقد هيجت كبوة الطائف مشاعر الشر لدى قريش لدرجة سعي النبي للبحث عن عائلة تحميه، ولو كانت كافرة.

وتسألني لماذا أحبه!
إن كل بقعة دم سالت منه كافية أن تخبرك لماذا أحبه، كل حبة رمل داسها بقدميه فأوجعته حرارتها ستخبرك، كل نقطة عرق شقت طريقها على جبينه ستصرخ فيك..

أحبه لأن ما وصل إلي منه لم يأتي على طبق من ذهب، ودفع الرجل العظيم فيه ثمناً كبيرا ..
الرُّكنُ الأخير ...

كيفَ استطاعَ أبو بكرٍ رضي اللهُ عنهُ أنْ يقِفَ عندَ جُثمانِ حبيبهِ صلواتُ اللهِ عليه ويُؤكدُ موتَهُ عليه السلامُ؟!! ما هذا العقلُ؟! ما هذا الهدوءُ؟! كيف يَضبطانِ قلبَ الصِّديقِ من أنْ يَنفطِرَ على حَبيبهِ صلى الله عليه وسلم؟! لا أرى قولَهُ : " مَن كانَ يعبُدُ مُحمَّداً فإنَّ محمداً قد مات ..." إلا انفجاراً فتَّتَ أحشاءَهُ ، لكنَّنا سَمعناهُ قولاً! لأنَّ عظمةَ الكبيرِ أدرَكتْ أنَّ التصرفَ على مُقتضى الحُبِّ يتناقضُ مع فلسفةِ الحُبِّ!! لعلِّي أذكركَ بحقيقةٍ أيها المسلم ؛ أنتَ مُسلمٌ لأنَّ أبا بكرٍ رضي الله عنه وقفَ يوماً عندَ رأسِ حَبيبهِ وبَكاهُ بِوَعيٍ ، هامِساً بأذُنهِ : طِبْتَ حيَّاً وميتاً! ولسانُ حالهِ يقولُ لهُ : سامحني أيْ حبيبي على تماسُكِي! فأنا الركنُ الأخيرُ : إنَّ محمداً مات .. أنتَ مُسلمٌ الآنَ لأنَّهُ قالَها!! والسَّلامُ على أبي بكرٍ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ ، وجَمَعَنا وإياه!
2024/09/30 15:26:40
Back to Top
HTML Embed Code: