طليعة_الاستهداء_بالقرآن_للشيخ_بدر_آل_مرعي.pdf
6.5 MB
«من لا يفتح ثلاثًا لا يصلح أن يكون مربِّيًا: قلبه، وجيبه، وبيته»، د. سليمان بن حربان المالكي.
نقله عنه تلميذه الأستاذ الشيخ بدر آل مرعي في إهداء كتابه الجميل: «طليعةُ الاستهداء بالقرآن»، وهو من إصدارات (مقاربة للنشر والتوزيع).
وهذا الكتاب من الكتب التي تنتفع بحواشيها [انظر منه: (20 - 21) مثلًا] كما تنتفع بمتنها، وهي (عندي) كتبٌ ممتعة، لذلك وجدتُّ في هذا الكتاب متعة لم أجدها من زمنٍ طويل، والحقًّ أنَّ الكاتب وفِّق لما أراد، وأقام بنيانًا شامخًا أتمَّه الله عليه على خير ما يحب ويرضى.
ومقدِّمته (فاتحته)، وخاتمته سواءٌ = تجد فيهما الفوائد المنثورة، وذلك أنِّي في خاتمته انتفعت بما ذكره في خاتمته من أهمِّية تنوع الملكات في التفسير، وقد ذكر نماذج يمكن أن يضاف عليها الواحدي (ت: 486)، وقد ذكر ذلك في مقدِّمة: (البسيط)، وابن عطية (ت: 542)، وقد ذكر ذلك في مقدِّمة: (المحرر).
والكتاب لا يقتصر على عنوانه، بل تجد فيه فوائد في تراجم العلماء الذين ذكرهم قد لا تتفق لك في كتابٍ آخر، ومعلوماتٍ عن بعض الكتب، ودلالة على مصادر، وأمور أخرى تتحصَّل لمن طالعه.
نفع الله بالمؤلِّف، ومؤلَّفه، وجعلنا من أهل القرآن، وخلَّقنا بأخلاقه.
نقله عنه تلميذه الأستاذ الشيخ بدر آل مرعي في إهداء كتابه الجميل: «طليعةُ الاستهداء بالقرآن»، وهو من إصدارات (مقاربة للنشر والتوزيع).
وهذا الكتاب من الكتب التي تنتفع بحواشيها [انظر منه: (20 - 21) مثلًا] كما تنتفع بمتنها، وهي (عندي) كتبٌ ممتعة، لذلك وجدتُّ في هذا الكتاب متعة لم أجدها من زمنٍ طويل، والحقًّ أنَّ الكاتب وفِّق لما أراد، وأقام بنيانًا شامخًا أتمَّه الله عليه على خير ما يحب ويرضى.
ومقدِّمته (فاتحته)، وخاتمته سواءٌ = تجد فيهما الفوائد المنثورة، وذلك أنِّي في خاتمته انتفعت بما ذكره في خاتمته من أهمِّية تنوع الملكات في التفسير، وقد ذكر نماذج يمكن أن يضاف عليها الواحدي (ت: 486)، وقد ذكر ذلك في مقدِّمة: (البسيط)، وابن عطية (ت: 542)، وقد ذكر ذلك في مقدِّمة: (المحرر).
والكتاب لا يقتصر على عنوانه، بل تجد فيه فوائد في تراجم العلماء الذين ذكرهم قد لا تتفق لك في كتابٍ آخر، ومعلوماتٍ عن بعض الكتب، ودلالة على مصادر، وأمور أخرى تتحصَّل لمن طالعه.
نفع الله بالمؤلِّف، ومؤلَّفه، وجعلنا من أهل القرآن، وخلَّقنا بأخلاقه.
إنَّما نداري بالكتابة عن إخواننا عجزنا وتقصيرنا، ونقدِّم شيئًا من المعذرة، ولا يعني أنَّنا نفعل ما ينبغي أن نفعله!
هذا عجزٌ دون عجزٍ، وخيبةٌ أقلُّ من أخرى، وإنما نتفاضل في مراتب الخزي لا مراتب الشَّرف.
إنما نحاول أن نثبِّت بقية الولاء في قلوبنا للمسلمين، والبراءة من المشركين.
فحاول ما استطعت، ولا تعجِز.
قاطع، ابذل، لا تتباهى بصور طعامك ونزهتك، افعل شيئًا تشعر معه أنَّ بقيَّة من خيرٍ لا تزال فيك.
نصرَهم الله، وأعزَّهم، وأطعمهم من جوعٍ، وآمنهم من خوف، ورحمنا معهم.
مقهورون يا عزيز!
هذا عجزٌ دون عجزٍ، وخيبةٌ أقلُّ من أخرى، وإنما نتفاضل في مراتب الخزي لا مراتب الشَّرف.
إنما نحاول أن نثبِّت بقية الولاء في قلوبنا للمسلمين، والبراءة من المشركين.
فحاول ما استطعت، ولا تعجِز.
قاطع، ابذل، لا تتباهى بصور طعامك ونزهتك، افعل شيئًا تشعر معه أنَّ بقيَّة من خيرٍ لا تزال فيك.
نصرَهم الله، وأعزَّهم، وأطعمهم من جوعٍ، وآمنهم من خوف، ورحمنا معهم.
مقهورون يا عزيز!
Forwarded from محمد مصطفى عبد المجيد
التفسير من أكثر العلوم التي يتعامل معها كثيرٌ مِن طلاب العلم غير المشتغلين به تعاملَ العوام، بل ربما أسوأ من ذلك بما قد يورثه اشتغالُهم بغيره من العلوم من اعتداد برأيهم، وصرتَ لا تعجب ممَّن يشتغل بالفقه أو الحديث أو اللغة أو غيرها من العلوم، ويُفتح عليه في معرفة دقائق علمِه فيغار عليه ممَّن يتكلم فيه بجهل أو بمجرد معارف سطحية حوله، ثم هو يُبيح لنفسه أن يتسوَّر التفسير، فيتكلمَ فيه بغير علم.
وظواهر هذا كثيرة متعدِّدة، تجدها في: تقييم بعض التفاسير، أو عدم التنبُّه لمنزلة أعلامه ومراتبهم، أو طريقة التعامل مع مسائله جملة وتفصيلًا؛ استحسانًا لبعض الأقوال، أو في طريقة نسبتها، أو الغفلة عن مواطن الإجماع، وموارد الأقوال وأدلتها، فضلًا عمَّا هو أدهى مِن ذلك مِن ترشيح الكتب، واقتراح المناهج العلمية، وربما التصدُّر لتدريسه علمًا لا مجرد الوعظ به أو بيان معانيه الإجمالية.
ولتصحبني -أخي الكريم- في رحلة عبثية لتتأمَّل معي هذه العبارات: (هذا مذهب الشافعي والرافعي والنووي)، (دليل الطالب أفضل للمبتدئ من المغني)، (رواه النووي في رياض الصالحين)، (المرحلة التالية بعد أبي شجاع مختصر خليل)، (اختاره ابن هشام وسيبويه وأبو حيان)، (هذه المسألة خالف فيها القزوينيُّ السعدَ)، (نقل الإجماع عليه ابن المنذر ووهبة الزحيلي)، يكفيك هذا من رحلتنا حفاظًا على الصحة والأخلاق الحميدة 😃.
وبحسب اختصاصك ومعارفك فإنَّك ترى في بعض المذكور هراءً وعبثًا كاشفًا عن عورة قائله وهو لا يدري عن ذلك شيئًا، بل ربما يحسب أنه على شيء، فأقول لك أنه نفس ما يظهر في كلام من تكلَّم في التفسير ومسائله وخاض فيها بغير علم.
وليست تلك دعوة لأن يتجه كل طلاب العلم لدراسة التفسير دراسة متخصّصة، والكلام لا يقصد هذا لا من قريب ولا من بعيد، ولكنها دعوة لي ولإخواني من طلاب العلم لاحترام العلم وحفظ اللسان والقلم، وألا ننهى عن خُلق في علمٍ ونأتي مثله في غيره؛ عارٌ علينا إذا فعلنا عظيم!
وظواهر هذا كثيرة متعدِّدة، تجدها في: تقييم بعض التفاسير، أو عدم التنبُّه لمنزلة أعلامه ومراتبهم، أو طريقة التعامل مع مسائله جملة وتفصيلًا؛ استحسانًا لبعض الأقوال، أو في طريقة نسبتها، أو الغفلة عن مواطن الإجماع، وموارد الأقوال وأدلتها، فضلًا عمَّا هو أدهى مِن ذلك مِن ترشيح الكتب، واقتراح المناهج العلمية، وربما التصدُّر لتدريسه علمًا لا مجرد الوعظ به أو بيان معانيه الإجمالية.
ولتصحبني -أخي الكريم- في رحلة عبثية لتتأمَّل معي هذه العبارات: (هذا مذهب الشافعي والرافعي والنووي)، (دليل الطالب أفضل للمبتدئ من المغني)، (رواه النووي في رياض الصالحين)، (المرحلة التالية بعد أبي شجاع مختصر خليل)، (اختاره ابن هشام وسيبويه وأبو حيان)، (هذه المسألة خالف فيها القزوينيُّ السعدَ)، (نقل الإجماع عليه ابن المنذر ووهبة الزحيلي)، يكفيك هذا من رحلتنا حفاظًا على الصحة والأخلاق الحميدة 😃.
وبحسب اختصاصك ومعارفك فإنَّك ترى في بعض المذكور هراءً وعبثًا كاشفًا عن عورة قائله وهو لا يدري عن ذلك شيئًا، بل ربما يحسب أنه على شيء، فأقول لك أنه نفس ما يظهر في كلام من تكلَّم في التفسير ومسائله وخاض فيها بغير علم.
وليست تلك دعوة لأن يتجه كل طلاب العلم لدراسة التفسير دراسة متخصّصة، والكلام لا يقصد هذا لا من قريب ولا من بعيد، ولكنها دعوة لي ولإخواني من طلاب العلم لاحترام العلم وحفظ اللسان والقلم، وألا ننهى عن خُلق في علمٍ ونأتي مثله في غيره؛ عارٌ علينا إذا فعلنا عظيم!
الشَّريف حقًّا من ظلَّ في ميدان المعركة، لا يخشى شهادةً حتى نالها، ونحسبه من الصَّادقين في طلبها.
الشَّريف حقًّا هم الأحرارُ المغيَّبون عند العبيد.
وأمَّا المنافقون الآكلون على موائد العبيد فلا حظَّ لهم من الشرف، وإن ادَّعوه.
وفي الحديث: «إنَّ أوليائي المتقونَ يومَ القيامة، وإنْ كان نسبٌ أقربَ مِنْ نسبٍ، يأتي الناس بالأعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم تقولون: يا محمدُ، يا محمدُ، فأقول هكذا وهكذا»، [أخرجه البخاري في الأدب المفرد: (897)].
فاعمل عملًا تكن به من أهل الشَّرف: (قاطع، تكلَّم، ادعُ، أنفِق).
نصر الله أهل الشرَّف والعزَّة، وتقبَّل كلَّ شريفٍ منهم، وخذل من خذلهم، وغفر لنا، ورحم حالنا!
الشَّريف حقًّا هم الأحرارُ المغيَّبون عند العبيد.
وأمَّا المنافقون الآكلون على موائد العبيد فلا حظَّ لهم من الشرف، وإن ادَّعوه.
وفي الحديث: «إنَّ أوليائي المتقونَ يومَ القيامة، وإنْ كان نسبٌ أقربَ مِنْ نسبٍ، يأتي الناس بالأعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم تقولون: يا محمدُ، يا محمدُ، فأقول هكذا وهكذا»، [أخرجه البخاري في الأدب المفرد: (897)].
فاعمل عملًا تكن به من أهل الشَّرف: (قاطع، تكلَّم، ادعُ، أنفِق).
نصر الله أهل الشرَّف والعزَّة، وتقبَّل كلَّ شريفٍ منهم، وخذل من خذلهم، وغفر لنا، ورحم حالنا!
أحدُ أسباب الوَهَن الذي نحياه: (التديُّن المغشوش) الذي يقدِّمه بعض الدُّعاة؛
- تديُّن الرفاهية الذي يدفع النَّاس لمزيدٍ من محبَّة الحياة الدُّنيا، وإرادتها، والسَّعي لها.
- تديُّن قصور الطَّعام، ونوادي الفسَّاق، وشركات السِّياحة.
- تديُّن البعد الدَّائم عن مناطق الخطَر، والصَّدع بالحقِّ، والاكتفاء بالمساحات الآمنة.
- تديُّن إلقاء ما يَطلُبه المستَمِعون.
- تديُّن الإبعاد عن التكليف المرَّ، والاكتفاء بالتديُّن (اللذيذ!!)، الذي يجذب مزيدًا من الأتباع.
- تديُّن السَّعي وراء الشُّهرة، واللهث خلف الصُّورة.
- تديُّن الكلام في كلِّ شيء، وأهمِّيَّة وجود الدَّاعية في (الترند!).
- تديُّن (لا تحسب أن الدين بعيدٌ عن حبٍّ وحياة!!)، وفقط.
- تديُّنٌ مدفوع التكاليف، (إذا أردتَّه فعليك أن تدفع!).
- تدين الامتيازات المتنوعة، والميل للأعلى سعرًا.
- تديُّن الشلليَّة ونصرة الظَّالم.
وما أبريء نفسي، وأسأل الله المعافاة، وأرجو أن تكون نصيحة لنفسي، ولإخواني، عسى الله أن يرفع ما بِنَا بِنَا.
والله إنَّنا موقوفون، ومحاسبون، ومجزيَّون على أعمالنا، وكلُّ إنسانٍ على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره.
- تديُّن الرفاهية الذي يدفع النَّاس لمزيدٍ من محبَّة الحياة الدُّنيا، وإرادتها، والسَّعي لها.
- تديُّن قصور الطَّعام، ونوادي الفسَّاق، وشركات السِّياحة.
- تديُّن البعد الدَّائم عن مناطق الخطَر، والصَّدع بالحقِّ، والاكتفاء بالمساحات الآمنة.
- تديُّن إلقاء ما يَطلُبه المستَمِعون.
- تديُّن الإبعاد عن التكليف المرَّ، والاكتفاء بالتديُّن (اللذيذ!!)، الذي يجذب مزيدًا من الأتباع.
- تديُّن السَّعي وراء الشُّهرة، واللهث خلف الصُّورة.
- تديُّن الكلام في كلِّ شيء، وأهمِّيَّة وجود الدَّاعية في (الترند!).
- تديُّن (لا تحسب أن الدين بعيدٌ عن حبٍّ وحياة!!)، وفقط.
- تديُّنٌ مدفوع التكاليف، (إذا أردتَّه فعليك أن تدفع!).
- تدين الامتيازات المتنوعة، والميل للأعلى سعرًا.
- تديُّن الشلليَّة ونصرة الظَّالم.
وما أبريء نفسي، وأسأل الله المعافاة، وأرجو أن تكون نصيحة لنفسي، ولإخواني، عسى الله أن يرفع ما بِنَا بِنَا.
والله إنَّنا موقوفون، ومحاسبون، ومجزيَّون على أعمالنا، وكلُّ إنسانٍ على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره.
من آفات الشُّهرة المهلِكة: أنَّها تسلب المروءة والشَّرف، وتجعل الإنسان عبدًا لها، ولا يستطيع المسكين أن يتَّخذ موقفًا يخرجه من أن يكون بهيمةً في مسلاخ بشر!
وإن أردتَّ برهانًا فانظر إلى صانعي المحتوى!! وما ينشرونه على صفحاتهم، إمَّا كلامٌ تافهٌ لا يزداد الجاهل به إلا عقلًا، وحفظًا لدينه.
وإمَّا أعمالٌ [مشِّيها] من جنس أعمال البهائم، كهؤلاء الذين ينشرون (تقييمات الأطعمة)، وإخوانهم لا يجدون لقمة!
وهذه مهنةٌ رديَّة، قد يُتأوَّل لها في زمانٍ آخر!
لكنَّها الشهرة، وأهمية استمرارية الحياة [زعموا]، وجلب المشاهدات، ولن تعدِم من هؤلاء [ممَّن طمس الله بصيرته، وأعمى قلبه] حججًا واهية، وإجابات من جنس وحي الشياطين إلى أوليائهم ليجادلوكم، فإن أطعتموهم إنَّكم لخاسرون.
وهؤلاء لذوي البصيرة لا يزدادون إلَّا نزولًا في دركاتٍ مظلمة، وانحطاطٍ يتلوه آخر!
فقاطعوهم، واحذفوا قنواتهم، فإنهم حجر عثرة، ومكمن خطر!
هؤلاء من قطَّاع الطريق إلى العزَّة والكرامة.
وإن أردتَّ برهانًا فانظر إلى صانعي المحتوى!! وما ينشرونه على صفحاتهم، إمَّا كلامٌ تافهٌ لا يزداد الجاهل به إلا عقلًا، وحفظًا لدينه.
وإمَّا أعمالٌ [مشِّيها] من جنس أعمال البهائم، كهؤلاء الذين ينشرون (تقييمات الأطعمة)، وإخوانهم لا يجدون لقمة!
وهذه مهنةٌ رديَّة، قد يُتأوَّل لها في زمانٍ آخر!
لكنَّها الشهرة، وأهمية استمرارية الحياة [زعموا]، وجلب المشاهدات، ولن تعدِم من هؤلاء [ممَّن طمس الله بصيرته، وأعمى قلبه] حججًا واهية، وإجابات من جنس وحي الشياطين إلى أوليائهم ليجادلوكم، فإن أطعتموهم إنَّكم لخاسرون.
وهؤلاء لذوي البصيرة لا يزدادون إلَّا نزولًا في دركاتٍ مظلمة، وانحطاطٍ يتلوه آخر!
فقاطعوهم، واحذفوا قنواتهم، فإنهم حجر عثرة، ومكمن خطر!
هؤلاء من قطَّاع الطريق إلى العزَّة والكرامة.
هذه طبعةٌ خاصَّة بأهل الشَّام لهذه المكتبة المباركة، ومعهم إذنٌ بطباعة:
1- المشوِّق إلى القرآن.
2- الدَّليل إلى القرآن.
على أنَّ طبعتهم لأهلنا في الشَّام خاصَّة، والحمد لله رب العالمين، وأسأله الله أن يتقبل الكتابين بقبولٍ حسنٍ، وأن ينفع الله بها .. آمين.
1- المشوِّق إلى القرآن.
2- الدَّليل إلى القرآن.
على أنَّ طبعتهم لأهلنا في الشَّام خاصَّة، والحمد لله رب العالمين، وأسأله الله أن يتقبل الكتابين بقبولٍ حسنٍ، وأن ينفع الله بها .. آمين.
البخاري (ت: 256)، والقرآن!
ذكر الإمام الذهبي (ت: 748): «[أنَّ رجلًا دخل على البخاري، وذكر له أنَّ رجلًا تكلَّم فيه، ولهذا الرَّجل شأنٌ في نيسابور، وقال للبخاري] فما ترى؟
فقبض على لحيته، ثم قال: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [غافر: 44].
... وقال محمد بن أبي حاتم: أتى رجل عبد الله البخاري، فقال: يا أبا عبد الله، إن فلانا يكفِّرك!
فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باءَ به أحدهما»[رواه البخاري: (6103)].
وكان كثير من أصحابه يقولون له: إن بعض الناس يقع فيك.
فيقول: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 76]، ويتلو أيضًا: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ﴾ [فاطر: 43].
فقال له عبد المجيد بن إبراهيم: كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك؟
فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اصبروا حتى تلقَوني على الحوض»، [رواه البخاري: (3792)]، وقال: صلى الله عليه وسلم: «من دعا على ظَالمه، فقد انتصَر»، [رواه الترمذي: (3552)].
قال محمد بن أبي حاتم: وسمعته يقول: لم يكن يتعرض لنا قط أحد من أفناء الناس إلا رُمي بقارعَة، ولم يسلم، وكلما حدث الجهال أنفسهم أن يمكروا بنا رأيت من ليلتي في المنام نارًا توقد ثم تطفأ من غير أن ينتفع بها، فأتأول قوله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ﴾ [المائدة: 64].
وكان هجِّيرَاه من الليل إذا أتيته في آخر مقدمه من العراق: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [آل عمران: 160]»، [سير أعلام النبلاء: (12/ 459 - 462)].
ذكر الإمام الذهبي (ت: 748): «[أنَّ رجلًا دخل على البخاري، وذكر له أنَّ رجلًا تكلَّم فيه، ولهذا الرَّجل شأنٌ في نيسابور، وقال للبخاري] فما ترى؟
فقبض على لحيته، ثم قال: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [غافر: 44].
... وقال محمد بن أبي حاتم: أتى رجل عبد الله البخاري، فقال: يا أبا عبد الله، إن فلانا يكفِّرك!
فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باءَ به أحدهما»[رواه البخاري: (6103)].
وكان كثير من أصحابه يقولون له: إن بعض الناس يقع فيك.
فيقول: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 76]، ويتلو أيضًا: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ﴾ [فاطر: 43].
فقال له عبد المجيد بن إبراهيم: كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك؟
فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اصبروا حتى تلقَوني على الحوض»، [رواه البخاري: (3792)]، وقال: صلى الله عليه وسلم: «من دعا على ظَالمه، فقد انتصَر»، [رواه الترمذي: (3552)].
قال محمد بن أبي حاتم: وسمعته يقول: لم يكن يتعرض لنا قط أحد من أفناء الناس إلا رُمي بقارعَة، ولم يسلم، وكلما حدث الجهال أنفسهم أن يمكروا بنا رأيت من ليلتي في المنام نارًا توقد ثم تطفأ من غير أن ينتفع بها، فأتأول قوله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ﴾ [المائدة: 64].
وكان هجِّيرَاه من الليل إذا أتيته في آخر مقدمه من العراق: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [آل عمران: 160]»، [سير أعلام النبلاء: (12/ 459 - 462)].
Forwarded from Tamayyuz - تميُّز
🌟بدأ اللقاء العلمي الآن!
📖 القرآن نور وبصائر وهداية.
لقاء قرآني جديد ضمن أسبوع القرآن الكريم من مبادرة الأسابيع العلمية لمركز تميز.
🌟يقدمه لكم الشيخ عمرو الشرقاوي حفظه الله.
🔴 البث مباشر عبر Google Meet و YouTube.
💥 هَلُمَّ إلى مجلس العلم، فهنا تُبسط أنوار البيان في رحاب القرآن الكريم.
💬 شاركوا الخير مع أصحابكم، ليعمّ الأجر والعلم.
🔹رابط جوجل مييت:
https://meet.google.com/pze-itur-wiw
🔸رابط بث يوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=6akDe2oG2HM
#تميز
#مشاريع_تميز
#الأسابيع_العلمية
📖 القرآن نور وبصائر وهداية.
لقاء قرآني جديد ضمن أسبوع القرآن الكريم من مبادرة الأسابيع العلمية لمركز تميز.
🌟يقدمه لكم الشيخ عمرو الشرقاوي حفظه الله.
🔴 البث مباشر عبر Google Meet و YouTube.
💥 هَلُمَّ إلى مجلس العلم، فهنا تُبسط أنوار البيان في رحاب القرآن الكريم.
💬 شاركوا الخير مع أصحابكم، ليعمّ الأجر والعلم.
🔹رابط جوجل مييت:
https://meet.google.com/pze-itur-wiw
🔸رابط بث يوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=6akDe2oG2HM
#تميز
#مشاريع_تميز
#الأسابيع_العلمية
Google
Real-time meetings by Google. Using your browser, share your video, desktop, and presentations with teammates and customers.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وآله وصحبه أجمعين:
خيرٌ يتجدد كلَّ عام، هذا برنامج (الارتباط بالقرآن)، جعلنا الله وإيَّاكم من أهل القرآن في الدنيا والآخرة.
- رابط (قناة البرنامج).
خيرٌ يتجدد كلَّ عام، هذا برنامج (الارتباط بالقرآن)، جعلنا الله وإيَّاكم من أهل القرآن في الدنيا والآخرة.
- رابط (قناة البرنامج).
Forwarded from محمد الدُّغا الفاتح
YouTube
ديوانية الأكاديمية | فما ظنّكم بربّ العالمين؟ من تشخيص الحيرة إلى كفاية الله | الشيخ محمد المقرمي
هل نخطئ ميزان الواقع حين نفصل الرزقَ والقدرَ والنصرَ عن توحيد الله؟
ينهض الشيخ المهندس محمد المقرمي في هذه الكلمة ضمن ديوانية الأكاديمية بمهمّة «هندسة التوحيد» عبر سؤال إبراهيم: «فما ظنّكم بربّ العالمين؟»؛ إذ يعيد الشيخ محمد تشكيل الوعي على منهج القرآن الذي…
ينهض الشيخ المهندس محمد المقرمي في هذه الكلمة ضمن ديوانية الأكاديمية بمهمّة «هندسة التوحيد» عبر سؤال إبراهيم: «فما ظنّكم بربّ العالمين؟»؛ إذ يعيد الشيخ محمد تشكيل الوعي على منهج القرآن الذي…
إحياءُ مظاهر الجاهلية الوثنيَّة، وعبادة الأصنام، والفخرِ بهم، وبما كانوا يعبدون من دون الله، ولو في سياق هزليٍّ لا يليق بمن أنار الله بصيرته، إن فرعون أتبعه الله باللعنة في الدُّنيا والآخرة، وسائر أهل الكفر والوثنيين لهم من ذلك حظٌّ ونصيب، فلا تتبعوا أمر فرعون ﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾ [هود: 97-99].
وإني لأعجب ممن لا يجدُ في قلبه غصَّة لما يحصل لإخوانه من المسلمين، وبخاصة في (السُّودان)، وما يجري للضُّعفَاء الذين لا يملكون دفعًا عن أنفسهم أما عصابات الإجرام العالمي، ممن ينتسب إلى الإسلام زورًا وبهتانًا، ثم هم يسايرون أهل الباطل في فرحهم بالباطل وأهله!
وما أمر كلِّ فرعون برشيد!
وإني لأعجب ممن لا يجدُ في قلبه غصَّة لما يحصل لإخوانه من المسلمين، وبخاصة في (السُّودان)، وما يجري للضُّعفَاء الذين لا يملكون دفعًا عن أنفسهم أما عصابات الإجرام العالمي، ممن ينتسب إلى الإسلام زورًا وبهتانًا، ثم هم يسايرون أهل الباطل في فرحهم بالباطل وأهله!
وما أمر كلِّ فرعون برشيد!
Forwarded from بَيَان | محمد قناوي
[نَقض منهجيّة دراسة البلاغة المنتشرة]
(١)
انتشر بأخرة "سُلَّم مناسب لدراسة البلاغة العربية" وما إن نظرتُ فيه إلا ووجدته لا يخرج إلا من إشكال على إشكال، ولا يحيل إلا على إبهامٍ بعد إبهام، فأحببتُ أن أكتب في بيان ذلك شيئا مفصّلا يكشف للطالب مشكلاته.
وهو بإيجاز:
المستوى الأول: موجز البلاغة لابن عاشور
والثاني: "مختصر السعد" مع الإفادة من "حاشية الدسوقي"
والثالث: "المطول" وللمطول حاشيتان مليئتان بالفوائد هما حاشية الجرجاني وحاشية السيالكوتي. وجعل التطبيق فيما أودعه الزمخشري في الكشاف مع مناقشات شُرَّاحه. هذا كلامه بإيجاز.
وإني لم أكتب في مناقشة ذلك إلا وقد عانيت كل هذه الكتب التي ذكرها وأكثر منها، وبعضها قد كتبت عليه شرحًا مثل موجز البلاغة ومنه ما درسته مرارا.
ذكر واضع المنهجية أن المستوى الأول هو: موجز البلاغة لابن عاشور.
وهنا قدرٌ عظيم من الفساد إذ جعل أوّل ما يتلقاه الطالب هو "موجز البلاغة" لابن عاشور وهذا مضرّ للطالب لا نافعٌ له، مع أن رأيي أن كتاب سيدي الطاهر يصلح في السلم التعليمي ولكن ليس هكذا ولا هنا. وبيان ذلك:
أن سيدي الطاهر - رضي الله عنه - قد خالف أهل البلاغة ومستقرّ مصطلحاتهم في مسائل، وزاد في كتابه ما ليس في كلامهم، فإن كان ذلك بوابة دراسة الطالب للبلاغة ثم نظر بعد ذلك في "مختصر السعد" فسيشوّش عقله، ويضل نظره، ويفهم أمورًا على غير وجهها، ولا أكثر من أن تفتح الكتاب وتنظر بعينك.
ثم هَبْ أنّ الله رزقك شيخًا خرّيتًا بهذا الفن – ومَنْ لك به – وشرحَ لك الكتاب على مراده، وفصّل لكَ وميّز، ثم انتقلتَ إلى المستوى الثاني:
وهو دراسة "مختصر السعد" مع الإفادة من حاشية الدسوقي= فإنّ في هذا الانتقال مباشرةً هكذا طفرة، إذ لا يحل لطالب البلاغة أن ينتقل من مستوى إلى آخر إلا بعد أن ينظر في ملكة أهل العلم التي استفادوها من هذه القواعد وذلك بالنظر في صنيعهم، ولا أقول أنه يطبق بنفسه القواعد، إذ الطالب المبتدي لا يطبِّق بنفسه لأن قواعد علم البلاغة هادية لا قاضية، ومَن ظنّ أنه يدرس كتابًا ثم يعمد إلى النصّ فيطبّق فهو واهمٌ ومرتق مرتقى صعبا. فالانتقال إلى المختصر هكذا غير سديد. ثم إنّ في هذه المرحلة إشكالًا آخر، وهو أنّ "مختصر السعد" امتاز بدقّة عباراته، ودلالته بالخطرة على المعنى الكثير، فقد يشير بكلمةٍ لخلاف، وقد يشير بأخرى لتحقيق، وهكذا، فلا يقوى الطالب على ذلك إلا بتحصيل علومٍ غير البلاغة وبشيخٍ يفكّ ذلك، ولا يحل لك أن ترمي بالطالب في لجّة "مختصر السعد" وتقول له: "عليه حاشية ذاخرة هي حاشية الدسوقي" فإنْ كان كلام السعد يصعُبُ عليه، فما تقول في الحاشية؟ كيف وأدنى ما فيها فكّ ألفاظ الكتاب، وهي جامعة لشروح كثيرة، ولا يدرس الطالب أول الأمر كتابًا ويستحضر معه حاشية، فهذا عبث وتشويش، قلّما يسلم منه أحد.
ولكن هَبْ أنّ الله قيّض لك نفس الشيخ الخرّيت المتفنن، فشَرحَ لك "مختصر السعد" وفكّ لك ألفاظه وأوقفك على مراداته، وكمّل لك المباحث من حاشية الدسوقي، فحصّلتَ بذلك علمًا عظيمًا ثم انتهيت بعد ذلك إلى المستوى الثالث من المنهجية وهي دراسة المطول مع حاشيتيه المليئتين بالفوائد وهما حاشية الجرجاني وحاشية السيالكوتي= فاعلم أنّك قد انتهيتَ إلى فسادٍ في المنهجية يضيع الأعمار.
وذلك لأنّ حاشية الدسوقي قد احتوت على أبحاث المطوّل وغيره، فمن درس مختصر السعد وأفاده شيخه الخرّيت بما في الحاشية وكمّل له المباحث فقد حوت دراسته جلّ المطوّل، فليس الأليق بطالب العلم أن يضيع عمره في إعادة ذلك، ويترك ما هو محتاج له أكثر، كأن ينظر في كتابي عبد القاهر الدلائل والأسرار، وحسبُك من فساد هذه المنهجية خلوّها تمامًا من النظر في هذين الكتابين، وأي طالب للبلاغة لم يطالع هذين الكتابين – وهذا أقل شيء – فهو يخبط في عمياء ويسير سير العشواء. وأيضًا كان من الأولى بعد مرحلة المختصر أن ينظر في الدراسات المعاصرة المؤصّلة ككتب شيخنا أبي موسى، ففيها من تحرير العلم وتدقيق النظر ما لا يقل عن ما في الحواشي، بل هو أجلّ من بعضها.
وأمر وراء ذلك كله، وهو أن وضع المنهجية يقتضي أن يمهّد واضعها للطالب الطريق، ويضعه عليه دون تضييع لعمره، وإذا كان ذلك كذلك، فأي فائدة يستفيدها الطالب عندما نقول له في المنهجية إنّ على كتاب المطول حاشيتين مليئتين بالفوائد هما حاشية الجرجاني وحاشية السيالكوتي، فهل ينُتظر من الطالب أن يدرس المطول ويراجع هذين الحاشيتين معًا؟ فكفى بفساد ذلك أن تحكيه، ولن أطيل عليك في بيانه، ولكن سأنقل لك كلام الطاهر ابن عاشور الجدّ في حاشيته "الغيث الإفريقي" عن حاشية السيالكوتي وهو يعلق عليها، يقول رحمه الله: "فلقد أجاد [أي السيالكوتي] الغاية، وبلغ من التحرير النهاية، إلا أنها لفرط الإيجاز كادت أن تنتظم في سمط الألغاز، حتى أن أرباب التحصيل لم يجدوا لتحصيل مداركها من سبيل، فُحرموا رذاذ نيلها، ورشاش سيلها ...". اهـ
(١)
انتشر بأخرة "سُلَّم مناسب لدراسة البلاغة العربية" وما إن نظرتُ فيه إلا ووجدته لا يخرج إلا من إشكال على إشكال، ولا يحيل إلا على إبهامٍ بعد إبهام، فأحببتُ أن أكتب في بيان ذلك شيئا مفصّلا يكشف للطالب مشكلاته.
وهو بإيجاز:
المستوى الأول: موجز البلاغة لابن عاشور
والثاني: "مختصر السعد" مع الإفادة من "حاشية الدسوقي"
والثالث: "المطول" وللمطول حاشيتان مليئتان بالفوائد هما حاشية الجرجاني وحاشية السيالكوتي. وجعل التطبيق فيما أودعه الزمخشري في الكشاف مع مناقشات شُرَّاحه. هذا كلامه بإيجاز.
وإني لم أكتب في مناقشة ذلك إلا وقد عانيت كل هذه الكتب التي ذكرها وأكثر منها، وبعضها قد كتبت عليه شرحًا مثل موجز البلاغة ومنه ما درسته مرارا.
ذكر واضع المنهجية أن المستوى الأول هو: موجز البلاغة لابن عاشور.
وهنا قدرٌ عظيم من الفساد إذ جعل أوّل ما يتلقاه الطالب هو "موجز البلاغة" لابن عاشور وهذا مضرّ للطالب لا نافعٌ له، مع أن رأيي أن كتاب سيدي الطاهر يصلح في السلم التعليمي ولكن ليس هكذا ولا هنا. وبيان ذلك:
أن سيدي الطاهر - رضي الله عنه - قد خالف أهل البلاغة ومستقرّ مصطلحاتهم في مسائل، وزاد في كتابه ما ليس في كلامهم، فإن كان ذلك بوابة دراسة الطالب للبلاغة ثم نظر بعد ذلك في "مختصر السعد" فسيشوّش عقله، ويضل نظره، ويفهم أمورًا على غير وجهها، ولا أكثر من أن تفتح الكتاب وتنظر بعينك.
ثم هَبْ أنّ الله رزقك شيخًا خرّيتًا بهذا الفن – ومَنْ لك به – وشرحَ لك الكتاب على مراده، وفصّل لكَ وميّز، ثم انتقلتَ إلى المستوى الثاني:
وهو دراسة "مختصر السعد" مع الإفادة من حاشية الدسوقي= فإنّ في هذا الانتقال مباشرةً هكذا طفرة، إذ لا يحل لطالب البلاغة أن ينتقل من مستوى إلى آخر إلا بعد أن ينظر في ملكة أهل العلم التي استفادوها من هذه القواعد وذلك بالنظر في صنيعهم، ولا أقول أنه يطبق بنفسه القواعد، إذ الطالب المبتدي لا يطبِّق بنفسه لأن قواعد علم البلاغة هادية لا قاضية، ومَن ظنّ أنه يدرس كتابًا ثم يعمد إلى النصّ فيطبّق فهو واهمٌ ومرتق مرتقى صعبا. فالانتقال إلى المختصر هكذا غير سديد. ثم إنّ في هذه المرحلة إشكالًا آخر، وهو أنّ "مختصر السعد" امتاز بدقّة عباراته، ودلالته بالخطرة على المعنى الكثير، فقد يشير بكلمةٍ لخلاف، وقد يشير بأخرى لتحقيق، وهكذا، فلا يقوى الطالب على ذلك إلا بتحصيل علومٍ غير البلاغة وبشيخٍ يفكّ ذلك، ولا يحل لك أن ترمي بالطالب في لجّة "مختصر السعد" وتقول له: "عليه حاشية ذاخرة هي حاشية الدسوقي" فإنْ كان كلام السعد يصعُبُ عليه، فما تقول في الحاشية؟ كيف وأدنى ما فيها فكّ ألفاظ الكتاب، وهي جامعة لشروح كثيرة، ولا يدرس الطالب أول الأمر كتابًا ويستحضر معه حاشية، فهذا عبث وتشويش، قلّما يسلم منه أحد.
ولكن هَبْ أنّ الله قيّض لك نفس الشيخ الخرّيت المتفنن، فشَرحَ لك "مختصر السعد" وفكّ لك ألفاظه وأوقفك على مراداته، وكمّل لك المباحث من حاشية الدسوقي، فحصّلتَ بذلك علمًا عظيمًا ثم انتهيت بعد ذلك إلى المستوى الثالث من المنهجية وهي دراسة المطول مع حاشيتيه المليئتين بالفوائد وهما حاشية الجرجاني وحاشية السيالكوتي= فاعلم أنّك قد انتهيتَ إلى فسادٍ في المنهجية يضيع الأعمار.
وذلك لأنّ حاشية الدسوقي قد احتوت على أبحاث المطوّل وغيره، فمن درس مختصر السعد وأفاده شيخه الخرّيت بما في الحاشية وكمّل له المباحث فقد حوت دراسته جلّ المطوّل، فليس الأليق بطالب العلم أن يضيع عمره في إعادة ذلك، ويترك ما هو محتاج له أكثر، كأن ينظر في كتابي عبد القاهر الدلائل والأسرار، وحسبُك من فساد هذه المنهجية خلوّها تمامًا من النظر في هذين الكتابين، وأي طالب للبلاغة لم يطالع هذين الكتابين – وهذا أقل شيء – فهو يخبط في عمياء ويسير سير العشواء. وأيضًا كان من الأولى بعد مرحلة المختصر أن ينظر في الدراسات المعاصرة المؤصّلة ككتب شيخنا أبي موسى، ففيها من تحرير العلم وتدقيق النظر ما لا يقل عن ما في الحواشي، بل هو أجلّ من بعضها.
وأمر وراء ذلك كله، وهو أن وضع المنهجية يقتضي أن يمهّد واضعها للطالب الطريق، ويضعه عليه دون تضييع لعمره، وإذا كان ذلك كذلك، فأي فائدة يستفيدها الطالب عندما نقول له في المنهجية إنّ على كتاب المطول حاشيتين مليئتين بالفوائد هما حاشية الجرجاني وحاشية السيالكوتي، فهل ينُتظر من الطالب أن يدرس المطول ويراجع هذين الحاشيتين معًا؟ فكفى بفساد ذلك أن تحكيه، ولن أطيل عليك في بيانه، ولكن سأنقل لك كلام الطاهر ابن عاشور الجدّ في حاشيته "الغيث الإفريقي" عن حاشية السيالكوتي وهو يعلق عليها، يقول رحمه الله: "فلقد أجاد [أي السيالكوتي] الغاية، وبلغ من التحرير النهاية، إلا أنها لفرط الإيجاز كادت أن تنتظم في سمط الألغاز، حتى أن أرباب التحصيل لم يجدوا لتحصيل مداركها من سبيل، فُحرموا رذاذ نيلها، ورشاش سيلها ...". اهـ
Forwarded from بَيَان | محمد قناوي
(٢)
فهل بعد ذلك يُحال الطالب عليها هكذا من دون أن يُعلم خبره، ولا سابق دراسته، وبدون شيخٍ، اللهم إلا أن تكون هذه المنهجية قد وضعت للأذكياء المُفلقين ولأفذاذ العصر، فله الحق ولصاحبها علينا المعذرة.
ثم أتى واضع المنهجية بعد ذلك بأعجب العجب، فبعد أن ينفق الطالب في هذه المنهجية السابقة ما لا يقل عن 6 سنوات من الدرس والتحصيل الذي لا ينقطع أبدًا، سيكون ما حصّله هو ما قاله هكذا بنصه: "وهنا تكون قد ألممت بمجمل علوم هذا الفن، وأتيت على تحرير دقائق مصطلحاته، وأجدت تنزيل آلته، ولم يبق سوى المراس والتطبيق على مادته".
وهذا كلامٌ يلعنُ آخره أوله، فأنّى لك أن تكون قد أتيت على "تحرير دقائق المصطلحات" ثم تكون في نفس الوقت "قد ألممتَ بمجمل علوم هذا الفن"! أكلّ هذا إلمام وإجمال!
ثم أحال واضع المنهجية في التطبيق البلاغي على كشاف الزمخشري رضي الله عنه وعلى شرّاحه بحواشيهم، والناظر في تفسير الزمخشري وطريقته ومنهجه يعلم أنّه يستحيل أن يعمل الطالب من نفسه قواعد البلاغة التي درسها في كلام الزمخشري، ولن يرجع من كلام الزمخشري إلا بخُفي حُنين، وذلك لأنّ كثيرًا من عبارات الفنّ التي درسها لم تستقرّ إلا بعد الزمخشري بقرنٍ من الزمان تقريبًا، ولأنّ الزمخشري يكشف عن نكات القرآن بكلام دقيق موجز، لا بكلام سهل يسير على الطالب، يقول الطيبي عنه: "فإنه بلغ في الغموض وراء حدّ حلِّ الإلغاز".
ولكن واضع المنهجية قد أتى بالحل، وهو أنّه رمى الطالب في بحر شروح الكشاف وحواشيه، وأن يُطحن ويُعرك بين الشراح والمحشين، وهذا يصدّ الطالب ولا ينفعه، بل لا بد من الاستفادة من كل هذا أن يكون على بصيرة من شيخ متقن، وليس كل طالب يحال عليه، وليس يُطلب من كل طالب أن يفعل هذا، لذلك كان التعميم مضللا لا مرشدا.
ولا أحبّ أن يفهم أحدٌ من كلامي أنّي أزهّد في هذه الكتب وهذه الحواشي وأقول إنها مضيعة للعمر إلى آخر هذه الأغنية الشهيرة، وإنما حديثي عن الترتيب، وعن إلقاء الكلام بإبهام وتضليل يُغرّ به الطالب، فما إن يبدأ ويجد هذه الطلاسم وحده إلا ويكره البلاغة وأهلها، لأنه ما أتاها من بابها، والله المستعان.
فهل بعد ذلك يُحال الطالب عليها هكذا من دون أن يُعلم خبره، ولا سابق دراسته، وبدون شيخٍ، اللهم إلا أن تكون هذه المنهجية قد وضعت للأذكياء المُفلقين ولأفذاذ العصر، فله الحق ولصاحبها علينا المعذرة.
ثم أتى واضع المنهجية بعد ذلك بأعجب العجب، فبعد أن ينفق الطالب في هذه المنهجية السابقة ما لا يقل عن 6 سنوات من الدرس والتحصيل الذي لا ينقطع أبدًا، سيكون ما حصّله هو ما قاله هكذا بنصه: "وهنا تكون قد ألممت بمجمل علوم هذا الفن، وأتيت على تحرير دقائق مصطلحاته، وأجدت تنزيل آلته، ولم يبق سوى المراس والتطبيق على مادته".
وهذا كلامٌ يلعنُ آخره أوله، فأنّى لك أن تكون قد أتيت على "تحرير دقائق المصطلحات" ثم تكون في نفس الوقت "قد ألممتَ بمجمل علوم هذا الفن"! أكلّ هذا إلمام وإجمال!
ثم أحال واضع المنهجية في التطبيق البلاغي على كشاف الزمخشري رضي الله عنه وعلى شرّاحه بحواشيهم، والناظر في تفسير الزمخشري وطريقته ومنهجه يعلم أنّه يستحيل أن يعمل الطالب من نفسه قواعد البلاغة التي درسها في كلام الزمخشري، ولن يرجع من كلام الزمخشري إلا بخُفي حُنين، وذلك لأنّ كثيرًا من عبارات الفنّ التي درسها لم تستقرّ إلا بعد الزمخشري بقرنٍ من الزمان تقريبًا، ولأنّ الزمخشري يكشف عن نكات القرآن بكلام دقيق موجز، لا بكلام سهل يسير على الطالب، يقول الطيبي عنه: "فإنه بلغ في الغموض وراء حدّ حلِّ الإلغاز".
ولكن واضع المنهجية قد أتى بالحل، وهو أنّه رمى الطالب في بحر شروح الكشاف وحواشيه، وأن يُطحن ويُعرك بين الشراح والمحشين، وهذا يصدّ الطالب ولا ينفعه، بل لا بد من الاستفادة من كل هذا أن يكون على بصيرة من شيخ متقن، وليس كل طالب يحال عليه، وليس يُطلب من كل طالب أن يفعل هذا، لذلك كان التعميم مضللا لا مرشدا.
ولا أحبّ أن يفهم أحدٌ من كلامي أنّي أزهّد في هذه الكتب وهذه الحواشي وأقول إنها مضيعة للعمر إلى آخر هذه الأغنية الشهيرة، وإنما حديثي عن الترتيب، وعن إلقاء الكلام بإبهام وتضليل يُغرّ به الطالب، فما إن يبدأ ويجد هذه الطلاسم وحده إلا ويكره البلاغة وأهلها، لأنه ما أتاها من بابها، والله المستعان.
دماءُ المسلمين، واحدة، وكذلك أعراضهم وما يعانونه، لا فرق بين (غزة) و(السوادان)، وسائر بلاد الإسلام، ومهما استطاع المؤمن أن يفعله لإخوانه لزمه أن يقوم به، نصرةً للدين، ورعاية لجانب المؤمنين، وإنَّ مما يراد لهذه الأمة أن تنشغل عن قضاياها أو بها، ولكن بكثرة الكلام دون العمل.
أيقِظنَا اللهم من غفلتنا!
أيقِظنَا اللهم من غفلتنا!
لكلِّ زمانٍ من يصول فيه، والنَّاس بين خفضٍ ورفع، والفتن أقرب إليك من كلِّ شيء، وكثيرٌ ينفخ في كيرها، ولا يهدأ إلا بإشعال نارها، وليس لك إلا الله!
فاستمسك بالحق الذي تعرف، ودع عنك سوء الظنِّ في المسلمين، ولا تتكلَّمن إلا بما أعددت له بين يدي الله جوابًا، وإن تكلَّم فيه المتكلِّمون، فكلُّهم آتيه يوم القيامة فردًا.
فتبصَّر ولا تشم كلَّ برقٍ .. ربَّ برقٍ فيه صواعِق حين!
وقل: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].
فاستمسك بالحق الذي تعرف، ودع عنك سوء الظنِّ في المسلمين، ولا تتكلَّمن إلا بما أعددت له بين يدي الله جوابًا، وإن تكلَّم فيه المتكلِّمون، فكلُّهم آتيه يوم القيامة فردًا.
فتبصَّر ولا تشم كلَّ برقٍ .. ربَّ برقٍ فيه صواعِق حين!
وقل: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].
محمد الدُّغا الفاتح
https://www.youtube.com/watch?v=1wKlh2kxLTY&list=LL&index=1
توفي هذا الرَّجل الصَّالح فيما نحسب، رحمه الله، ورفع ذكره بالقرآن، وألحقه بالصَّالحين، وجعل له لسان صدقٍ في الآخرين، ونحسب أنَّه كان صادق اللهجة، مع حسن حال مع كتاب الله تعالى، فجزاه الله تعالى خير الجزاء.
Forwarded from قناة بدر آل مرعي
أحب مدّ الجسر مع شيوخي بما يتجاوز الدرس، وأرى من حُسن العهد أن أباسطه بما يليق بسنّه وحاله ووقته، فهم بشر؛ يؤنسهم من ينظر للجانب الإنساني فيهم.
أصيب شيخي المغترب عن بلده بمرض ولده، ولما بيننا من أُنس بعث لي بقصيدة أنشأها يبث بها وجده، ويصف حاله:
مطلعها:
"أريحانُ ما كلّ النعيمِ بدائمٍ"
وقضينا نصف الوقت في الحديث عن ابنه المريض، وما بدأت القراءة عليه حتى سمعتُ ضحكته التي أحب.
مهما بلغ الشيخ من مقام في مدارج العلوم فإن برّه يكون بالسؤال عن أحواله المعيشية، ودخيلة أموره اليومية؛ وليبشر من كان هذا حاله بأن يسخر الله له من يؤنسه حال وحشته، وينصره وقت ضعفه، فإن الجزاء من جنس العمل.
أصيب شيخي المغترب عن بلده بمرض ولده، ولما بيننا من أُنس بعث لي بقصيدة أنشأها يبث بها وجده، ويصف حاله:
مطلعها:
"أريحانُ ما كلّ النعيمِ بدائمٍ"
وقضينا نصف الوقت في الحديث عن ابنه المريض، وما بدأت القراءة عليه حتى سمعتُ ضحكته التي أحب.
مهما بلغ الشيخ من مقام في مدارج العلوم فإن برّه يكون بالسؤال عن أحواله المعيشية، ودخيلة أموره اليومية؛ وليبشر من كان هذا حاله بأن يسخر الله له من يؤنسه حال وحشته، وينصره وقت ضعفه، فإن الجزاء من جنس العمل.
