بسم الله الرحمن الرحيم

أنا التي تحمل بين جنبيها قلبين، قلبٌ ثائرٌ، مهتاج المشاعر، يتوقد عزًا، يأبى الضيْم، ولا يقيم على ذلٍّ أبدًا. والآخر فيّاض بالرقة، مفعمٌ بالمشاعر، مفؤودٌ لكل متألم، مُرتجفٌ لكل بائسٍ حزينْ، تغلبه الشفقة على كل مظلوم، ولولا هذا لما كان الأول.

فلله قلبايّ، وما يحويان!!

إِنَّ رَبّي لَطيفٌ

وأي قيمة لأديب لم يقرأ القرآن؟!

-البرقوقي

أمست خلاءً
وأمسى أهلُها احتملوا....

لا تعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُها
تَجاهُلًا وهْوَ عَينُ الحاذِقِ الفَهِمِ

قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ
ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماء منْ سَقَمِ

وربّ فصيحةٍ ما انحلّ فوها
وربّ كثيرة الدعوى عيّية...!

{وَنودوا أَن تِلكُمُ الجَنَّةُ أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ}

"الانقباض من الناس مكسبةٌ للعداوة، وإفراط الأنس بالناس مكسبةٌ لقرناء السوء."

- أكثم بن صيفيّ.

أرانا مُوضِعِينَ لأمر غيبٍ
ونُسحر بالطعام وبالشرابِ

عصافيرٌ وذبانٌ ودودٌ
وأجرأ من مُجَلحَة الذئابِ

فبعضَ اللومِ عاذلتي فإني
ستكفيني التجارب وانتسابي

إلى عرقِ الثرى وشجت عروقي
وهذا الموت يسلبني شبابي

ونفسي سوف يسلبها وجرمي
فيلحقني وشيكًا بالترابِ

ألم أُنْضِ المطيّ بكل خرقٍ
أمَق الطول لمّاع السرابِ

وأركب في اللُّهام المجر حتى
أنال مآكل القحم الرغاب

وكل مكارم الأخلاق صارت
إليه همتي وبه اكتسابي

وقد طوّفت في الآفاق حتى
رضيت من الغنيمة بالإيابِ

وأعلم أنني عما قريبٍ
سأنشب في شبا ظفرٍ ونابِ

كما لاقى أبي حجرٌ وجدي
ولا أنسى قتيلًا بالكُلابِ

- صدق امرؤ القيس.

{إِنَّ رَبّي قَريبٌ مُجيبٌ}