Telegram Web Link
شَادِنْ 𓂆 pinned «https://curiouscat.live/Aisha_kashef رابط للرد على أسئلتكم يا كرام، الرد داخل البرنامج نفسه.»
إنّ البكاءَ هو الشفا
ءُ من الجَوى بين الجوانِح

- الخنساء، رضي الله عنها.
Forwarded from ما بعد القمَــر (منّة الله إبراهيم)
أيام المشفى هذه، لا يدري المرء ما يعتريه فيها، وإن كنت أربأ بكم من أن أدخلكم أزقة الطب المظلمة، هذه، شفقةً ربما، تعلةً ربما، استيحاشًا ربما، لكن خطر لي أن أقصّ عليكم، مسترقة بعض الدقائق، من كل بضع ساعات، حتى أعودَ إلى هذه الأزقة، أو تعود هذه الأزقة لي... 

(مشهد ١) 
امرأة خمسينية، مرتعدة أطرافها، مضطرب صوتها لا تكاد تبين، تعرف من هيئتها المميزة أنها من السودان الجريح، تجلس بجواري لأسألها وأنا أهدئ من روعها؛ ما بكِ يا أم؟ 
لتجيب ببعض الكليمات المبتورة والأصوات المبحوحة معتذرة بعد كل ثانية من اضطراب كلامها، على عسر شديد فهمت بعض الكلمات؛ السائق، قلنا له أن يبطئ، الصحراء، الرمال الغزيرة أوقفت السيارة، الطفل، الفتاة كانت تصرخ، زوجي، الرمال، الطفل، لا ندري ماذا حدث، للتو وصلنا، السيارة كادت... -ومثل هذه من الكليمات في جو من التوتر الشديد- سألتها: كنتم في طريق النزوح؟ نعم، كادت السيارة تنقلب بكم لسرعة السائق ووعورة الصحراء؟ 
نعم نعم، رجوناه أن يبطئ، كبار بالسن نحن ومعنا الأطفال، الرمال.. الرمال أوقفت السيارة، وأين زوجك؟ بالخارج، طريح يفحصه الطبيب.. 
-كانت ترتعد من الخوف، تصف لي المشاهد وهي تعتذر أنها لا تملك رعشة صوتها هذه، علامتها الحيوية تنبي عن هلع شديد مرّت به- 
أين دواء الضغط خاصتك؟ ضاع، ضاع مع كل شيء ضاع في غياهب الصحراء.. 
-ربما أضفتُ أنا غياهب هذه، وربما أضفتُ ضاع مع كرامتنا، وربما أضفتُ ضاع مع النخوة والمروءة، وربما أضفتُ الكثير مما لم يبنه لسانها المتلجلج وبانت عنه عيناها المذعورتان- 
لا بأس عليك يا أم لا بأس عليك، ارتفاع الضغط الشديد هذا نتيجة  للصدمة الكبيرة (فبعد ذلك عرفت أنها رأت مناظر لا يحب أن يراها أحد في أهله) ارتاحي هنا قليلا معنا ريثما نطمئن على زوجك وأعيد قياس علاماتك الحيوية مرة أخرى، لا بأس... 
ارتخت عيناها قليلا بعد حديث ليس بالطويل ولا بالقصير، ولم تمض الساعة حتى رأيتها بجوار زوجها الطريح تتماسك ربما له، أو ربما لها، أو ربما للعزة... 

(مشهد ٢) 
امرأة ربما قاربت الستين، ضحوك بشوش، أحببتها وأحبت هي الحديث إليّ وربما دللتني ببعض الأوصاف من حين لآخر وأنا أتابع حالتها بعد الفحص، الذي لم يدل على شيء خطير، وربما كان حريّا أن تذهب مع ذويها المضطربين إلى البيت هانئة، بوصفة طبية بسيطة، لكن الذي يشاء الله، والذي يعلم الله.. 
ربما لم يكن عليّ أن ألحظ سقوط أحد جفنيها، وربما كان عليّ أن أفقد الأمل في أن يجيبني النائب ككل مرة ألحظ فيها ما لا يضر ولا ينفع على قولهم الذي يصيب غالب الأمر، أقول غالب هذه المرة، بحزن غريب ربما، أو غرابة حزينة ربما، أو شيء من الزهو البائس، ربما.. 
استشرت النائب فيما يخص الحالة، وعلى وجل أخبرته هذه الملاحظة البسيطة، لا شيء بالحالة غير سقوط أحد جفنيها عن الآخر، سألت الأهل فأخبروني أن هذا طرأ جديدا، فحصت الأعراض الأخرى ولا شيء سوى هذا، ربما؛ قطّب النائب جبينه قليلا وهو يعلم قصدي، ثم قال لا بأس، لن يضر أن نتيقن.. 
بعد ساعة، ربما، ساعتين، ربما، جائني أحد ذويها يحمل أفلام الأشعة المقطعية، يذكرني ولا أذكره لكثرة الحالات، حتى أذكرتني بشاشة الأم الهيّنة الليّنة، أخذت الأفلام مع انشغالي لا أتوقع إلا تبرم نائب المخ والأعصاب المبرر -جدا- الذي انقلب إلى تساؤل مبرر -جدا- أن: 
 متى والحالة تشتكي من هذا الورم بالمخ؟... 


(مشهد ٣) 
وقفت هنا، بعد كتابة سطر، ربما، على رغبتي في كتابته، على رغبتي في نزعه من ذاكرتي إلى ذاكرة الحروف، ربما، إلى ذاكرة التاريخ، ربما، إلى ذاكرة أحدكم، ألا ربما، لكن، أربأ بكم من أن أدخلكم أزقة الطب هذه، شفقة، تعلة، استيحاشا، أو؛ ربما... 


- منة دسوقي.
#كلمة_وكليمة
"أقيما فروضَ الحزن، فالوقت وقتها"
بَكَيتُ فَلَمّا لَم أَرَ الدَمعَ نافِعي
رَجَعتُ إِلى صَبرٍ أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ

وَقَدَّرتُ أَنَّ الصَبرَ بَعدَ فِراقِهِم
يُساعِدُني وَقتاً فَعُزّيتُ عَن صَبري

-أبو فراس.
أَبا مُسلِمٍ ما طُولُ عَيشٍ بِدائِمِ
وَلا سالِمٌ عَمّا قَليلٍ بِسالِمِ

- بشار بن برد.
خَليلَيَّ هُبّا طالَما قَد رَقَدتُّما
أَجِدَّكُما لا تَقضِيانِ كَراكُما

أَلَم تَعلَما أَنّي بِسِمعانَ مُفرَدٌ
وَما لِيَ فيها مِن خَليلٍ سِواكُما

أُقومُ عَلى قَبرَيكُما لَستُ بارِحاً
طِوالَ اللَيالي أَو يُجيبَ صَداكُما

جَرى المَوتُ مِجرى اللَحمِ وَالعَظمِ مِنكُما
كَأَنَّ الَّذي يِسقي العُقارَ سَقاكُما

تَحَمَّلَ مَن يَهمى العُقولَ وَغادَروا
أَخاً لَكُما أَشجاهُ ما قَد شَجاكُما

فَأَيُّ أَخٍ يَجفوا أَخاً بِعدَ مَوتِهِ
فَلَستُ الَّذي مِن بَعدِ مَوتٍ جَفاكُما

أَصُبُّ عَلى قَبرَيكُما مِن مُدامَةٍ
فَإِلّا تَنالاها تُرَوِّ جُثاكُما

أُناديكُما كَيما تُجيبا وَتَنطِقا
وَلَيسَ مُجاباً مَوتُهُ مَن دَعاكُما

كَأَنَّكُما وَالمَوتُ أَقرَبُ غايَةٍ
بِروحِيَ في قَبرَيكُما قَد أَتاكُما

قَضَيتُ بِأَنّي لا مَحالَةَ هالِكٌ
وَأَنّي سَيَعروني الَّذي قَد عَراكُما

فَلَو جُعِلَت نَفسٌ لِنَفسٍ وِقايَةً
لَجُدتُّ بِنَفسي أَن تَكونَ فِداكُما

- قس بن ساعدة، خطيب العرب وحكيمها!
شَادِنْ 𓂆
طبعا وجب التنبيه ألن يضيرها حر المصيف وهي في روضة من رياض الله، ولا سينفعها برد الثلج لو كانت في غير ذلك أعاذها الله، لكن نشرته عاطفةً لفعل الابن، الذي فعل وهو يعلم أن ثلجه لا ينفعها لكنها لهفة الفقد ولا حول ولا قوة إلا بالله..
"فهل ترحمُ الأيّام أو تهدأ المُنَى؟"
أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ

- لبيد بن ربيعة.
عَرفتُ اللّيالي قبلما صنعتْ بنا
فلما دهتني لم تزِدني بها عِلمَا

- المتنبي.
ولقد عهدتُني -وأنا ابن دون عشر سنين- قرأت مَقتله - يعني الحُسين - رضي الله عنه من كتابٍ استُعير لي، فحصَل لي منه بكاءٌ عظيم أزعَج أعضائي كلها، فلم أبِتْ إلا محموما، واستمرَّ ذلك بي نحوًا من شهرين، حتى آلى والدي رحمه الله أن لا أقرأه ما عاش.

- الحافظ مغلطاي -
Forwarded from اليَرَاع
يحضرني دائما هذا البيت المرعب:

كـلُّ شـيء قـاتلٌ
حـين تلـقى أجلَكْ
"أَخِلّايَ بي شَجْوٌ وليس بكم شجوُ
وكلّ امرئٍ عن شجوِ صاحبِه خِلوُ"
خليليّ إلا تبكيانِ مُجَرَّحا
يكن عنكما في الأرض منأى ومَفْزَعُ

فتؤويهِ في ليلِ الدياجي هتوفةٌ
ترقّ لشكواه وتبكي وتسجعُ

وتؤنسه أبياتُ شعرٍ يقولها
إذا الليل أضواه وسحّت مدامعُ

ويرفع كفّ السؤلِ لله إنه
لطيفٌ جميل البرّ للشّكْوِ سامعُ

فيارب هذا الحزنُ فتت أضلعي
وأورث هذي الكِبْد حَرّى تَقَطَّعُ

فنَحِّي إلهي الضرَّ عني فإنني
عبيدك قد زادت عليه المواجعُ

#نفثة
2024/09/27 09:36:28
Back to Top
HTML Embed Code: