Telegram Web Link
"ويبقى الدهرَ ما جرح اللسانُ"
Forwarded from «امرؤ العرب»
زهدتُ - ورب الناسِ- بالناس والإخا
ومن يلقَ ما لاقيتُ يُطبع على الزهْدِ

وفي النفس حاجاتٌ وفي الصدرِ زفرةٌ
سأكتمها حتى أغيّبَ في اللحدِ

وشرُّ لجاجات الأسى ما تُسرّهُ
وأهونها وجد الضمير الذي تبدي

امرؤ العرب
"خَفِق الأحشاءِ، موهون القُوَى"
ما تستفزني طريقة تفكير كتفكير هؤلاء المداخلة، قبحوا من قوم..يدخلون المرء في نقاش كامل حول رغبات وضيعة جدا أقل من أن يُتكلّم فيها..
"فظيعٌ جَهلُ ما يجري
وأفظع منه أن تدري"
صامت..لو تكلمّا، لفظ النارَ والدمَا..
"إنَّ التسليم لله هو الطريقة الإنسانية الوحيدة للخروج من ظروف الحياة المأساوية التي لا حلَّ لها ولا معنى، إنُّه طريق للخُروج بدون تمرُّد ولا قنوط ولا عدمية ولا انتحار، إنَّه شعور بطولي، لا شعور بطل، بل شعور إنسان عادي قام بأداء واجبه وتقبل قدره."

- علي عزت بيجوفتش رحمه الله.
لِعائِشَةَ اِبنَةَ التَيمِيِّ عِندي
حِمىً في القَلبِ ما يُرعى حِماها

يُذَكِّرُني اِبنَةَ التَيمِيِّ ظَبيٌ
يَرودُ بِرَوضَةٍ سَهلٍ رُباها

فَقُلتُ لَهُ وَكادَ يُراعُ قَلبي
فَلَم أَرَ قَطُّ كَاليَومِ اِشتِباها

سِوى حَمشٍ بِساقِكَ مُستَبينٍ
وَأَنَّ شَواكَ لَم يُشبِه شَواها

وَأَنَّكَ عاطِلٌ عارِ وَلَيسَت
بِعارِيَةٍ وَلا عُطُلٍ يَداها

وَأَنَّكَ غَيرَ أَفرَعَ وَهيَ تُدلي
عَلى المَتنَينِ أَسحَمَ قَد كَساها

وَلَو قَعَدَت وَلَم تَكَلَف بِوُدٍّ
سِوى ما قَد كَلِفتُ بِهِ كَفاها

أَظَلُّ إِذا أُكَلِّمُها كَأَنّي
أُكَلِّمُ حَيَّةً غَلَبَت رُقاها

تَبيتُ إِلَيَّ بَعدَ النَومِ تَسري
وَقَد أَمسيتُ لا أَخشى سُراها

- عمر بن أبي ربيعة الذي ما ترك اسمًا إلا قال فيه ^^
"‏ويضحكُ سِنُّ المرءِ والقلبُ مُوجَعٌ
ويرضى الفتى عن دهرهِ وهو عاتبُ!"
أَيُّهَا السّاهرُ تَغْفو
تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو

وَإِذا مَا التَامَ جُرْحٌ
جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ

فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى
وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تمحو

-إبراهيم ناجي.
الطوفان لم يكن جريمة، بل الجريمة هي خذلان الطوفان وأهله، من قبل الطوفان ومن بعد الطوفان، وهذا الخذلان هو السبب في استحرار القتل في المسلمين في مدة متقاربة، وإلا فالعدو لم يكن مسالما، بل كان يجمع ويرصد ويحارب ويحاصر ويقتل ويأسر منذ عشرات السنين، وعلى هذا قامت دولته اللقيطة، وبه وبالخيانات والجبن والخذلان استمرت وصمدت حتى تهيأت لمثل هذا التسلط والإجرام، أفلَمَّا كشف الأبطال ظهر العدو، وفجَّروا خراريجه ودماميله النجسة ليرى النائمون الغافلون قبح ما تحتها من وسخ، وخطر ما تجمع وراءها من قيح وقذر صاروا هم المجرمين!

أيصير الصامد في وجه عدوه، الصارخ بأمّته لتصحو من نومها مجرما، ويصير النائم والداعي للنوم هو الحكيم! إن كانوا -بحسب زعمكم- هاجموا العدو ولمّا يُعدُّوا له، فالعدو قابع في دياركم ماكر بكم وبأهلكم وبمستقبل أولادكم وأحفادكم، عابث بدينكم ودمائكم وكرامتكم ودنياكم وأموالكم منذ عشرات السنين، فأين إعدادكم أنتم ومن توالونهم له؟

يا قومنا، من كان صادقا مشفقا في العزم والنصح فليوجه سهامه للعدو ولأوليائه من العرب والعجم، ثم للخاذلين لأهل الطوفان، أما هم فحريٌّ بنا إن لم نكن معهم في الساحات، أن نتوارى خجلا من حالنا، ثم نشكرهم ونقبِّل رؤوسهم وأيديهم على بذلهم وصبرهم وقيامهم بالحق نيابة عنا في وجه عدو خسيس، وعالَم ظالم متناقض متغطرس!

«ولينصرن الله مَن ينصره، إن الله لقوي عزيز»
«فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون»
"كأنّما الناس أقذاءٌ على بصري"
عن أنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ((لَمَّا ثَقُلَ النَّبيُّ صل الله عليه وسلم جَعلَ يَتَغَشَّاهُ الكَرْبُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها: وَاكَربَ أَبَتَاهُ. فقَالَ: لَيْسَ عَلَى أَبيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ فَلَمَّا مَاتَ، قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ! يَا أَبتَاهُ، جَنَّةُ الفِردَوسِ مَأْوَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، إِلَى جبْريلَ نَنْعَاهُ! فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ رَضي الله عنها: أَطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُول الله صل الله عليه وسلم التُّرَابَ؟!))

رواه البخاري.
شَادِنْ 𓂆 pinned «https://curiouscat.live/Aisha_kashef رابط للرد على أسئلتكم يا كرام، الرد داخل البرنامج نفسه.»
إنّ البكاءَ هو الشفا
ءُ من الجَوى بين الجوانِح

- الخنساء، رضي الله عنها.
Forwarded from ما بعد القمَــر (منّة الله إبراهيم)
أيام المشفى هذه، لا يدري المرء ما يعتريه فيها، وإن كنت أربأ بكم من أن أدخلكم أزقة الطب المظلمة، هذه، شفقةً ربما، تعلةً ربما، استيحاشًا ربما، لكن خطر لي أن أقصّ عليكم، مسترقة بعض الدقائق، من كل بضع ساعات، حتى أعودَ إلى هذه الأزقة، أو تعود هذه الأزقة لي... 

(مشهد ١) 
امرأة خمسينية، مرتعدة أطرافها، مضطرب صوتها لا تكاد تبين، تعرف من هيئتها المميزة أنها من السودان الجريح، تجلس بجواري لأسألها وأنا أهدئ من روعها؛ ما بكِ يا أم؟ 
لتجيب ببعض الكليمات المبتورة والأصوات المبحوحة معتذرة بعد كل ثانية من اضطراب كلامها، على عسر شديد فهمت بعض الكلمات؛ السائق، قلنا له أن يبطئ، الصحراء، الرمال الغزيرة أوقفت السيارة، الطفل، الفتاة كانت تصرخ، زوجي، الرمال، الطفل، لا ندري ماذا حدث، للتو وصلنا، السيارة كادت... -ومثل هذه من الكليمات في جو من التوتر الشديد- سألتها: كنتم في طريق النزوح؟ نعم، كادت السيارة تنقلب بكم لسرعة السائق ووعورة الصحراء؟ 
نعم نعم، رجوناه أن يبطئ، كبار بالسن نحن ومعنا الأطفال، الرمال.. الرمال أوقفت السيارة، وأين زوجك؟ بالخارج، طريح يفحصه الطبيب.. 
-كانت ترتعد من الخوف، تصف لي المشاهد وهي تعتذر أنها لا تملك رعشة صوتها هذه، علامتها الحيوية تنبي عن هلع شديد مرّت به- 
أين دواء الضغط خاصتك؟ ضاع، ضاع مع كل شيء ضاع في غياهب الصحراء.. 
-ربما أضفتُ أنا غياهب هذه، وربما أضفتُ ضاع مع كرامتنا، وربما أضفتُ ضاع مع النخوة والمروءة، وربما أضفتُ الكثير مما لم يبنه لسانها المتلجلج وبانت عنه عيناها المذعورتان- 
لا بأس عليك يا أم لا بأس عليك، ارتفاع الضغط الشديد هذا نتيجة  للصدمة الكبيرة (فبعد ذلك عرفت أنها رأت مناظر لا يحب أن يراها أحد في أهله) ارتاحي هنا قليلا معنا ريثما نطمئن على زوجك وأعيد قياس علاماتك الحيوية مرة أخرى، لا بأس... 
ارتخت عيناها قليلا بعد حديث ليس بالطويل ولا بالقصير، ولم تمض الساعة حتى رأيتها بجوار زوجها الطريح تتماسك ربما له، أو ربما لها، أو ربما للعزة... 

(مشهد ٢) 
امرأة ربما قاربت الستين، ضحوك بشوش، أحببتها وأحبت هي الحديث إليّ وربما دللتني ببعض الأوصاف من حين لآخر وأنا أتابع حالتها بعد الفحص، الذي لم يدل على شيء خطير، وربما كان حريّا أن تذهب مع ذويها المضطربين إلى البيت هانئة، بوصفة طبية بسيطة، لكن الذي يشاء الله، والذي يعلم الله.. 
ربما لم يكن عليّ أن ألحظ سقوط أحد جفنيها، وربما كان عليّ أن أفقد الأمل في أن يجيبني النائب ككل مرة ألحظ فيها ما لا يضر ولا ينفع على قولهم الذي يصيب غالب الأمر، أقول غالب هذه المرة، بحزن غريب ربما، أو غرابة حزينة ربما، أو شيء من الزهو البائس، ربما.. 
استشرت النائب فيما يخص الحالة، وعلى وجل أخبرته هذه الملاحظة البسيطة، لا شيء بالحالة غير سقوط أحد جفنيها عن الآخر، سألت الأهل فأخبروني أن هذا طرأ جديدا، فحصت الأعراض الأخرى ولا شيء سوى هذا، ربما؛ قطّب النائب جبينه قليلا وهو يعلم قصدي، ثم قال لا بأس، لن يضر أن نتيقن.. 
بعد ساعة، ربما، ساعتين، ربما، جائني أحد ذويها يحمل أفلام الأشعة المقطعية، يذكرني ولا أذكره لكثرة الحالات، حتى أذكرتني بشاشة الأم الهيّنة الليّنة، أخذت الأفلام مع انشغالي لا أتوقع إلا تبرم نائب المخ والأعصاب المبرر -جدا- الذي انقلب إلى تساؤل مبرر -جدا- أن: 
 متى والحالة تشتكي من هذا الورم بالمخ؟... 


(مشهد ٣) 
وقفت هنا، بعد كتابة سطر، ربما، على رغبتي في كتابته، على رغبتي في نزعه من ذاكرتي إلى ذاكرة الحروف، ربما، إلى ذاكرة التاريخ، ربما، إلى ذاكرة أحدكم، ألا ربما، لكن، أربأ بكم من أن أدخلكم أزقة الطب هذه، شفقة، تعلة، استيحاشا، أو؛ ربما... 


- منة دسوقي.
#كلمة_وكليمة
2024/09/27 21:28:34
Back to Top
HTML Embed Code: