Telegram Web Link
أرى قبرَ نَحّامٍ بخيلٍ بماله
‏كقبر غَويٍّ في البطالة مُفسِدِ

‏ترى جُثوَتَينِ من ترابٍ عليهِما
‏صفائحُ صُمٌّ من صفيحٍ مُنَضّدِ

‏أرى الموتَ يعتامُ الكرامَ ويصطفي
‏عقيلَةَ مالِ الفاحشِ المُتَشَدّدِ

‏أرى العيشَ كنزًا ناقصًا كلّ ليلةٍ
‏وما تَنقُص الأيّامُ والدهرُ يَنفَدِ

لعمركَ إنّ الموتَ ما أخطأَ الفتَى
لكالطّولِ المُرخَى وثِنْيَاه باليَدِ


- طرفة بن العبد، ابن العشرين.
يقول أميرُ الكُتّاب ابن المقفّع:

"
حقٌّ على العاقل أن يتخذ مرآتين، فينظر من إحداهما في مساوئ نفسه فيتصاغر بها، ويُصْلِح ما استطاع منها، وينظر في الأخرى في محاسن الناس فيُحَلِّيهم بها، ويأخذ ما استطاع منها."

"لا يمنعك صغر شأن امرئٍ من اجتناء ما رأيت من رأيه صوابًا والاصطفاء لما رأيت من أخلاقه كريمًا، فإن اللؤلؤة الفائقة لا تُهان لهوان غائصها الذي استخرجها."

"أفضل ما يورث الآباء الأبناء الثناء الحسن والأدب النافع والإخوان الصالحون."

"ومن المعونة على تسلية الهموم وسكون النفس لقاء الأخ أخاه، وإفضاء كل واحد منهما إلى صاحبه ببثِّه، وإذا فُرِّقَ بين الأليف وأليفه فقد سُلِبَ قراره وحُرِمَ سروره."

"كم قد انتزعت الدنيا ممن استمكن منها، واعتكفت لها، فأصبحت الأعمال أعمالهم, والدنيا دنيا غيرهم، وأخذ متاعهم من لم يحمدهم، وخرجوا إلى من لا يعذرهم."
[لله كيف وصف!]

"
الناس - إلا قليلا ممن عصم الله - مدخولون في أمورهم : فقائلهم باغٍ ، وسامعهم عياب ، وسائلهم متعنت ،
ومجيبهم متكلف ، وواعظهم غير محقق لقوله بالفعل ، وموعوظهم غير سليم من الاستخفاف ، والأمين منهم غير متحفظ من إتيان الخيانة ، والصدوق غير محترس من حديث الكذبة ، وذو الدين غير متورع عن تفريط الفجرة ، والحازم منهم غير تارك لتوقع الدوائر. يتناقضون البناء ، ويتراقبون الدول ، ويتعايبون بالهمز ، مولعون في الرخاء بالتحاسد، وفي الشدة بالتخاذل"

وهذه الفقرة هي لبّ الكتاب، وآخر جملة فيها هي أصدق ما فيه..!

#الأدب_الصغير_لابن_المقفع
"كَفى اللَّومَ ما بِيا"

بعضَ شطرٍ فيه من الأسى ما فيه..
شَادِنْ 𓂆
"كَفى اللَّومَ ما بِيا" بعضَ شطرٍ فيه من الأسى ما فيه..
أَلا لا تَلوماني كَفى اللَومَ ما بِيا
وَما لَكُما في اللَومِ خَيرٌ وَلا لِيا

أَلَم تَعلَما أَنَّ المَلامَةَ نَفعُها
قَليل وَما لَومي أَخي مِن شمالِيا

فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلَّغَن
نَدامايَ مِن نَجرانَ أَن لا تَلاقِيا

أَبا كَرِبٍ وَالأَيهَمَينِ كِلَيهِما
وَقَيساً بِأَعلى حَضرَمَوتَ اليَمانِيا

جَزى اللَهُ قَومي بِالكُلابِ مَلامَةً
صَريحَهُم وَالآخَرينَ المَوالِيا

وَلَو شِئتُ نَجَّتني مِنَ الخَيلِ نَهدَةٌ
تَرى خَلفَها الحُوَّ الجِيادَ تَوالِيا

وَلَكِنّني أَحمي ذِمارَ أَبيكُم
وَكانَ الرِماحُ يَختَطِفنَ المُحامِيا

وَتَضحَكُ مِنّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ
كَأَن لَم تَرى قَبلي أَسيراً يَمانِيا

وَقَد عَلِمَت عَرسي مُلَيكَةُ أَنَّني
أَنا اللَيثُ مَعدُوّاً عَلَيَّ وَعادِيا

أَقولُ وَقَد شَدّوا لِساني بِنِسعَةٍ
أَمَعشَرَ تَيمٍ أَطلِقوا عَن لِسانِيا

أَمَعشَرَ تَيمٍ قَد مَلَكتُم فَأَسجِحوا
فَإِنَّ أَخاكُم لَم يَكُن مِن بَوائِيا

فَإِن تَقتُلوني تَقتُلوا بِيَ سَيِّداً
وَإِن تُطلِقوني تَحرُبوني بِمالِيا

وَكُنتُ إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها القَنا
لبيق بِتَصريفِ القَناة بنَانِيا

فيا عاصِ فكَّ القَيد عنّي فإنني
صَبور على مرِّ الحوادثِ ناكِيا

أَحَقّاً عِبادَ اللَهِ أَن لَستُ سامِعاً
نَشيدَ الرُعاءِ المُعزِبينَ المَتالِيا

وَقَد كُنتُ نَحّارَ الجَزورِ وَمُعمِلَ ال
مطيَّ وأمضي حيث لاحي ماضيا

وَأَنحَرُ لِلشَربِ الكِرامِ مِطِيَّتي
وَأَصدَعُ بَينَ القَينَتَينِ رِدائِيا

وَعادِيَةٍ سَومَ الجَرادِ وَزَعتُها
بِكَفّي وَقَد أَنحَوا إِلَيَّ العَوالِيا

كَأَنِّيَ لَم أَركَب جَواداً وَلَم أَقُل
لِخَيلِيَ كُرّي نَفِّسي عَن رِجالِيا

وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَوِيَّ وَلَم أَقُل
لِأَيسارِ صِدقٍ أَعظِموا ضَوءَ نارِيا


- عبد يغوث الحارثي.
بنفسي كلُّ مفؤودٍ حزينٍ
كتومٍ ليس يُعربُ عن أسَاهُ

جميلِ الصّبر لا هَلِعٍ جزوعٍ
سَكِينِ النّفس إنْ خطبٌ عَراهُ

من الخلّانِ منفردٍ وحيدٍ،
هو الخذلانُ لم يعرفْ سواهُ

له قلبٌ شديدُ الحزن واهٍ
وجفنٌ ليس يمسكُ عن بُكاهُ

وجسمٌ ناحلٌ رَهِلٌ ضعيفٌ
من الحسراتٍ قد خارتْ قُواهُ

ووجهٌ باسمٌ في الناسِ طلقٌ
لغير الله لم يَبْثُثْ شجاهُ

له نفسٌ تعاف الشَّكْوَ إلا
لخالقها إذا الليلُ احتواهُ

#نفثة
وما أظنُّ أن أحدًا في الوجود يَتخيَّل أن له غِنًى عن الله تبارك وتعالى قَطّ؛ بل أعتقد أن فرعون والنمروذ وغيرهما ممن ادَّعى الألوهية إنما هو يَتظاهر بذلك، وهو يتحقَّق في باطنه فَقره واحتياجَه إلى خالقه الذي خلَقه ودبَّره في حال صِغر سِنِّه وطُفولِيَّته، وحملِه في بطن أمه قبل أن يُدرك غِناه أو فقرَه، ولا سيما إذا احتاج إلى طعامٍ أو شرابٍ أو اضطُّرّ إلى إخراجهما، أو تألَّم لأيسرِ شيءٍ يُصيبه من موتِ محبوبٍ له، بل من موتِ عضوٍ من أعضائه؛ بل من عدمِ نومٍ أو غلبةِ نُعاسٍ أو غُصَّة رِيقٍ أو عَضَّةِ بَقٍّ مما يطرأ أضعافُ ذلك على المخلوقين، فتبارك الله رب العالمين.

- ابن منظور، لسان العرب-.
كل من لاقيتُ يشكو دهرَه
ليتَ شِعري هذه الدّنيا لمن؟

- المعري.
شَادِنْ 𓂆
Photo
"كَبدٌ حَرّى وَدَمعٌ يَكِفُ
يَعرِفُ الذَنبَ وَلا يَعتَرِفُ
أَيُّها المُعرِضُ عَمّا أَصِفُ
قَد نَما حُبُّكَ عِندي وَزَكا
لا تَقُل إِنّي في حُبِّكَ مُدّع"
"نحن آل الرافعي لا نكتئب، هي أحزان ملائكية سامية خالية من دنس الشيطان"

- سلمان مجدي.
"فاذرف، فهل لك غير دمعك منجد؟"
سُئلتُ مرةً عن الشعر، وكيف تعلمتِ كتابة الشعر؟
فأجبت مختصِرةً: حزنٌ وعَروض، هذان ما أكتب بهما،
وهنا أجيب بشيء من التفصيل:


أولًا: الذي أكتبه أخجل أن أسمّيه شعرًا، قد أسميه استرواحًا بالكتابة، أو مجرد نفثات لشيءٍ يضيق به صدر المرء، لكن عسى ما سأكتبه يفيد السائل بشيء:

لو فرضنا تجاوزًا أن الشعر علم يُتَعلَّم، فإن كلَّ واحدٍ منّا خلقه الله بطبعٍ معين وطريقة تفكير، وشاهد هذا أنك تميل لعلمٍ دون الآخر، فيفتح الله عليك فيه ما لا يفتحه في غيره، ولا على كثيرٍ غيرك، وقد يستوجب عليك دراسةُ علم لا يناسب طبعَك ولا أسلوب تفكيرك، فيصعب عليك التحصيل فيه مهما اجتهدت في طلبه، ولابن الأثير في المثل السائر مقالةٌ يقول فيها:

"ومِلَاك هذا كله الطّبع، فإنه إذا لم يكن ثمَ طبعٌ فإنه لا تغني تلك الآلات شيئًا. ومثال ذلك كمثل النار الكامنة في الزناد، والحديدة التي يُقدح بها، ألا ترى أنه إذا لم يكن في الزناد نار لا تفيد تلك الحديدة شيئًا؟ وكثيراً ما رأينا وسمعنا من غرائب الطباع في تعلم العلوم، حتى إن بعض الناس يكون له نفاذ في تعلم علم مشكل المسلك، صعب المأخذ، فإذا كُلف تَعَلَّمُ ما هو دونه من سهل العلوم نكص على عَقِبَيْهِ ولم يكن له فيه نفاذ. وأغرب من ذلك أن صاحب الطبع في المنظوم يجيد في المديح دون الهجاء، أو في الهجاء دون المديح. أو يجيد في المراثى دون التهاني، أو فى التهانى دون المراثي. وكذلك صاحب الطبع في المنثور."

والشعر ينطبق عليه ما ينطبق على العلوم في هذا الجانب، فلم نُخلق جميعنا شعراء، وليستْ كلُّ نفس تحمل هذا الطبع وتلك الموهبة، بل قليلون في الناس من هم كذلك، ثم إن كنتَ ممن أوجدَ الله في نفوسهم هذا الطبع، تحتاج إلى ما يثيرك ويبزك إلى الكتابة من حزن، أو شوق، أو عشق، أو فخر، أو غضب، وغيرها من النزعات الإنسانية..فلو تأملت فيمَ كتب الشعراءُ من عهد امرئ القيس إلى يومنا، لرأيتَ واحدةً من هذه النزعات وراء ما كتبوا، وقيل:"أشعر الشعراء امرؤ القيس إذا ركب، والأعشى إذا طرِب، وزهير إذا رغِب، والنابغة إذا رهِب"
وأنا أعرف من نفسي أنني أكتب إذا حزِنت، وأن الله لو شاء أن يُذهب حزني، لانتفت عني رغبتي وميلي للكتابة، وانتفت معها شاعريتي. وقد وقعتْ لي واقعةٌ، طُبِع الحزن بعدها على خاطري طبعًا، فكأني لا أكاد أعرف من هو بالحزن أعرف مني! وصرت أميل أكثر للشعر وقراءته، ثم برغبتي في الكتابة، ثم كان الشعر بوابتي لدراسة اللغة واختيارها تخصصًّا أكاديميًّا، برغم طبعي الذي كان ميّالا لعلوم أخرى تبعد عن العربية.

ثم إنك بعد أن تعرفَ من طبعك الاستعدادَ الفطريّ، ومن نفسِك الرغبةَ في الكتابة؛ عليك إذن دوامُ القراءة في الشعر، وإدمان النظر فيه، فإن لم تفعل، ظلّ شعرك أقل من حجم موهبتك، وهذا الجانب ما يتفاضل فيه أولو الموهبة، فقد تقصّر موهبتك فترفعها كثرةُ قراءتك، وقد تدفن موهبتَك بتقصيرك.

وأخيرًا، ليس ثمّة شاعر لا يعرف العروض، ولو كان الشاعر الحقّ من أُعطى أذنًا موسيقيّة، كتبتْ الموزون قبل تعلم العروض.
"والشّعرُ لا يستطيعه من يظلمُه"
يا نفسي إنَّ همومًا فيكِ أوْدَتْ بي
لله دَرُّكِ ما تحوينَ يا نَفسي

أكلتْ فؤادي مُلِمّاتٌ نزَلْنَ بها
يا مَنْ يردّ لنا عهدًا من الأنسِ

#نفثة
لو كنت قائلةً شيئا لقلت: ليتني لم أولد بعد النبيّ محمد.
وصدقت صفية بنت عبد المطّلب لما أنشدت:

"لعمرك ما أبكي النبي لِفقده
ولكن لما أخشى مِن الهرجِ آتيا"
شَادِنْ 𓂆 pinned «لو كنت قائلةً شيئا لقلت: ليتني لم أولد بعد النبيّ محمد. وصدقت صفية بنت عبد المطّلب لما أنشدت: "لعمرك ما أبكي النبي لِفقده ولكن لما أخشى مِن الهرجِ آتيا"»
ضاقت بهِ الدنيا فكُــن رحْـبًا بــهِ
قد ذلّ مِـن غدر الزمانِ ورَيـْـبــِهِ
لا تنكروا الشكــوى على مُتبرّمٍ
قـلـِـق الحـياةِ كمَـن يُشـاكُ بثوبهِ
أنا لا أرى فـي شـبــابيَ لذة
لهــفـي على مرحِ الشبابِ وعُجبـهِ
مـن كـان توأمَـهُ الشقـاءُ وصنـْوَهُ
فشـبـابُهُ حـربٌ عليهِ كـشَـيْـبـِهِ!

- عبد الحميد الديب.
2024/09/27 09:30:40
Back to Top
HTML Embed Code: