Telegram Web Link
ابي ... للشاعر نزارقباني
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
أمات أبوك؟
ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.
ففي البيت منه
روائح ربٍ.. وذكرى نبي
هنا ركنه.. تلك أشياؤه
تفتق عن ألف غصنٍ صبي
جريدته. تبغه. متكاه
كأن أبي – بعد – لم يذهب
وصحن الرماد.. وفنجانه
على حاله.. بعد لم يشرب
ونظارتاه.. أيسلو الزجاج
عيوناً أشف من المغرب؟
بقاياه، في الحجرات الفساح
بقايا النور على الملعب
أجول الزوايا عليه، فحيث
أمر .. أمر على معشب
أشد يديه.. أميل عليه
أصلي على صدره المتعب
أبي.. لم يزل بيننا، والحديث
حديث الكؤوس على المشرب
يسامرنا.. فالدوالي الحبالى
توالد من ثغره الطيب..
أبي خبراً كان من جنةٍ
ومعنى من الأرحب الأرحب..
وعينا أبي.. ملجأٌ للنجوم
فهل يذكر الشرق عيني أبي؟
بذاكرة الصيف من والدي
كرومٌ، وذاكرة الكوكب..
*
أبي يا أبي .. إن تاريخ طيبٍ
وراءك يمشي، فلا تعتب..
على اسمك نمضي، فمن طيبٍ
شهي المجاني، إلى أطيب
حملتك في صحو عيني.. حتى
تهيأ للناس أني أبي..
أشيلك حتى بنبرة صوتي
فكيف ذهبت.. ولا زلت بي؟
*
إذا فلة الدار أعطت لدينا
ففي البيت ألف فمٍ مذهب
فتحنا لتموز أبوابنا
ففي الصيف لا بد يأتي أبي..
***
في الأسـاسْ

لمْ يكُـنْ في الأرضِ حكّامٌ ..

فقَـطْ

كانَ بهـذي الأرضِ ناسْ !

الشّعـوبْ

****

حينَ لـمْ توصِـدْ بوجـهِ الشّـرِّ

أبوابَ القلـوبْ

وَخطَـتْ، سِـرّاً، على دربِ الخطايا

وتعاطَـتْ، خُفيَـةً، كُلَّ الذنوبْ

ظَهـَرَ الحُكّـامُ فيها .

هكذا عاقبَها اللهُ وأخزَاهـا ..

بإظهـارِ العُيـوبْ !

لا جِـدال

**** ْ

إنَّ للحُكّـامِ، مهما أترِفـوا ،

صـبراً على حمـلِ الثِّقالْ .

كم على أكتافِهِـمْ من رُتبَـةٍ

تخلَـعُ أكتافَ الجِبالْ !

كمْ على كاهِلِهمْ من لقَبٍ

لو شالَهُ الفيلُ لَمـالْ !

كمْ على عاتِقِهـمْ مِنْ بيتِ مالْ !

الفقــير

****ْ

يجعـلُ الحُكّـامَ لا يغفـونَ ..

مِـنْ وخـزِ الضّمـيرْ .

حينما يُنمـى إليهِـمْ

في ليالي الزّمهَـريرْ

أنّـهُ فوقَ الحصـيرِ الرَّثّ يغفـو ..

كيفَ يغفـونَ

وهُــمْ

لم يسرِقـوا منـهُ الحَصـيرْ ؟!

بيَقين

**ْ

خطـَأٌ حشـْرُ جميعِ الحاكمينْ

في عِـدادِ الكافِـرينْ .

إنّما الكافِـرُ مَـن يكفرُ بالدّينِ

وهُـمْ أغلبُهـمْ .. من غيرِ دِيـنْ !

للحِــوارْ

*****

يلجَـأُ الحُكّـامُ دومَـاً

كُلّمـا الجمهـورُ ثـارْ.

كِلْمَـةٌ مِنـهُ، ومنهُـمْ كِلْمـةٌ

ثُمّ يعـودُ الصّفـوُ للجَـوِّ

وينزاحُ الغُبـارْ .

هـوَ يدعـو : حاوِِرونـي.

هُـمْ يقولونَ لَـهُ : صَـهْ يا حِمـارْ !

لا أُطيـلْ ..

*******

وُجِـدَ الحُكّـامُ في الدُّنيـا

لكـي ينفـوا وجـودَ المُستَحيـلْ .

ما عداهُـمْ

كلُّ ما في هـذه الدُّنيـا جميـلْ
- أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي

أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْ

أنتَ في كُلِّ مكـانٍ

أنتَ في كُلِّ زَمـَنْ .

دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ

مِـنْ غيرِ ثَمـَنْ .

عَجَبـاً منكَ .. ألا تشكو الوَهَـنْ ؟!

أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ ؟

أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ ؟

ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍ

تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ .

تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ

ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ .

مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ ؟!

وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍ

أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ ؟!

- إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا

إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ !
حَجَـرٌ يهمِسُ في سَمْعِ حَجَـرْ :

أنتَ قاسٍ يا أخـي ..

لمْ تبتَسِـم عن عُشبـه، يوماً،

ولا رقّـتْ حَناياكَ

لأشـواقِ المَطَـرْ

ضِحكـةُ الشمسِ

على وجهِكَ مـرّتْ

وعويلُ الرّيحِ

في سَمعِكَ مَـرْ

دونَ أن يبقـى لشيءٍ منهـُما

فيكَ أَثـَرْ .

لا أساريرُكَ بَـشّتْ للمسـرّاتِ،

ولا قلبُكَ للحُزنِ انفَطَـرْ .

أنتَ ماذا ؟!

كُـنْ طَـريَّ القَلـبِ،

كُـنْ سمْحَـاً، رقيقـاً ..

مثلَما أيِّ حَجَـرْ .

لا تكُنْ مِثـلَ سلاطيـنِ البَشَـرْ !
إنّهـا لا تختفـي.

إنهـا تقضي الليالـي، دائماً،

في مِعطَفـي .

دائمـاً تحضُـنُ، في الظُلْمـةِ، قلبي

هـذهِ الشّمسُ ..

لكي لا تنطَفـئ !
لو منحـونا ا لا لسِنَةْ

لو سالمونا ساعَـةً واحِدةً كلّ سَنَـهْ

لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الأمكِنَةْ

لو غفر و ا يوماً لنا ..

إذا ا ر تكَبنا حَسَنَـهْ !

لو قلبـوا مُعتَقلاً لِمصنَـعٍ

واستبدلـوا مِشنَقَـةً بِما كِنَـه

لو حوّلـوا السِّجـنَ إلى مَدْرَسَـةٍ

وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى

دفاترٍ ملوّنـهْ

لو بادَلـوا دبّابَـةً بمخبز

وقايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـةْ

لو جعَلـوا سـوقَ الجواري وَطَنَـاً

وحوّلـوا الرِّقَ إلى مواطَنَـهْ

لحَقّقـوا انتصـارَهمْ

في لحظـةٍ واحِـدَةٍ

على دُعـاةِ الصّهـيَنَـةْ .

أقـولُ : ) لـو (

لكـنّ ) لو ( تقولُ : ) لا (

لو حقّقـوا انتصارَهُـمْ ..لانهَزَمـوا

لأنَّهُم أنفُسَهم صَهاينَـةْ !
كنتُ أسيرُ مفـرداً

أحمِـلُ أفكـاري معـي

وَمَنطِقي وَمَسْمعي

فازدَحَمـتْ

مِن حَوْليَ الوجـوه

قالَ لَهمْ زَعيمُهم: خُـذوه

سألتُهُـمْ: ما تُهمتي؟

فَقيلَ لي:

تَجَمُّعٌ مشبــوه
أفنيتُ العُمـرَ بتثـقيفي

وَصَـرفتُ الحِـبرَ بتأليفـي

وحَلُمـتُ بعيشٍ حَضَـريٍّ

لُحمَتُـهُ دينٌ بدَويٌّ

وَسُـداهُ نـدى طبـعٍ ريفـي .

يعـني .. في بحْـرِ تخاريفـي

ضِعتُ وضيَّعـتُ مجاديفـي !

كمْ بَعُـدَتْ أهـدافي عنّي

مِـنْ فرطِ رداءةِ ( تهد يفي ) !

ورَجفتُ من الجـوعِ لأنّـي

لا أُحسِـنُ فـنَّ )أ لتر جيفِ)

فأنا عَقلـي

ليسَ بِرجْلـي .

وأنا ذهني

ليسَ بِبطـني .

كيفَ، إذَنْ، يُمكِـنُ توظيفي

في زَمَـنِ ) ا لفيفـا ( .. و ) ا لفيفي ( ؟!
Forwarded from ديوان الشاعر احمد مطر (زڪ𝑧𝑎𝑘𝑟𝑖𝑎ـريا)
قلتُ للحاكمِ : هلْْ أنتَ الذي أنجبتنا ؟

قال : لا .. لستُ أنا

قلتُ : هلْ صيَّركَ اللهُ إلهاً فوقنا ؟

قال : حاشا ربنا

قلتُ : هلْ نحنُ طلبنا منكَ أنْ تحكمنا ؟

قال : كلا

قلت : هلْ كانت لنا عشرة أوطانٍ

وفيها وطنٌ مُستعملٌ زادَ عنْ حاجتنا

فوهبنا لكَ هذا ا لوطنا ؟

قال : لم يحدثْ ، ولا أحسبُ هذا مُمكنا

قلتُ : هل أقرضتنا شيئاً

على أن تخسفَ الأرضَ بنا

إنْ لمْ نُسدد دَينَنَا ؟

قال : كلا

قلتُ : مادمتَ إذن لستَ إلهاً أو أبا

أو حاكماً مُنتخبا

أو مالكاً أو دائناً

فلماذا لمْ تَزلْ يا ابنَ ا لكذ ا تركبنا ؟؟

… وانتهى الحُلمُ هنا

أيقظتني طرقاتٌ فوقَ بابي :

افتحِ البابَ لنا يا ابنَ ا لزنى

افتحِ البابَ لنا

إنَّ في بيتكَ حُلماً خائنا !!!!!!
يا شعـبي .. ربَي يهديكْ .

هـذا الوالي ليسَ إلهـاً ..

ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟

أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي

جُـزءٌ من صُنـعِ أياديكْ .

مِـنْ مالكَ تدفعُ أُجـرَتَهُ

وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَـهُ

وَوظيفتُهُ أن يحميكْ

أن يحرِسَ صفـوَ لياليكْ

وإذا أقلَـقَ نومَكَ لِصٌّ

بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !

لقبُ )الوالي ( لفظٌ لَبِـقٌ

مِنْ شِـدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَـهُ

عنـدَ مُناداةِ مواليكْ !

لا يخشى المالِكُ خادِمَـهُ

لا يتوسّـلُ أن يرحَمَـهُ

لا يطلُبُ منـهُ ا لتّبريكْ .

فلِماذا تعلـو، يا هذا،

بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟

ولِماذا تنفُخُ جُثّتـُهُ

حـتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟

ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..

حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !

العِلّـةُ ليستْ في الوالـي ..

العِلّـةُ، يا شعبي، فيكْ .

لا بُـدّ لجُثّـةِ مملـوكٍ

أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ

حينَ ترى أجسـادَ ملـوكٍ

تحمِـلُ أرواحَ مماليكْ !
2024/09/29 22:34:39
Back to Top
HTML Embed Code: