Telegram Web Link
أحضِـرْ سلّـهْ

ضَـعُ فيها " أربعَ تِسعا ت "

ضَـعُ صُحُفاً مُنحلّـهْ .

ضـعْ مذياعاً

ضَـعْ بوقَـاً، ضَـعْ طبلَـهْ .

ضـعْ شمعاً أحمَـرَ،

ضـعْ حبـلاً،

ضَـع سكّيناً ،

ضَـعْ قُفْلاً .. وتذكّرْ قَفْلَـهْ .

ضَـعْ كلباً يَعقِـرْ بالجُملَـةْ

يسبِقُ ظِلّـهْ

يلمَـحُ حتّى ا للا أشياءَ

ويسمعُ ضِحـْكَ النّملَـةْ !

واخلِطْ هـذا كُلّـهْ

وتأكّـدْ منْ غَلـقِ السّلـةْ .

ثُمَّ اسحبْ كُرسيَّاً واقعـُـدْ

فلقَـدْ صـارتْ عِنـدَكَ

.. دولَـهْ !
قصيدة 👆👆 نهاية المشروع
أحرقـي في غُربتي سفـني

ا لاَ نّـني

أقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني

وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَـنِ

وتناهبَـتْ قلـبي الشجـونُ

فذُبتُ من شجَـني

ا لا نني

أبحَـرتُ رغـمَ الرّيـحِ

أبحثُ في ديارِ السّحـرِ عن زَمَـني

وأردُّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـري

وعَـنْ فَـنَني

عطّلتِ أحلامـي

وأحرقتِ اللقـاءَ بموقِـدِ المِنَنِ ؟!

ما ساءني أن أقطَـعَ ا لفلَوَا ت

مَحمولاً على كَفَني

مستوحِشـاً في حومَـةِ الإمـلاقِ والشّجَنِ

ما ساءنـي لثْمُ الرّدى

ويسوؤني

أنْ أشتري شَهْـدَ الحيـاةِ

بعلْقـمِ التّسليمِ للوثنِ



ومِنَ البليّـةِ أنْ أجـودَ بما أُحِـسُّ

فلا يُحَسُّ بما أجـودْ

وتظلُّ تـنثا لُ الحُـدودُ على مُنايَ

بِلا حـدودْ

وكأنّني إذْ جئتُ أقطَـعُ عن يَـديَّ

على يديكِ يَـدَ القيـودْ

أوسعْـتُ صلصَلةَ القيـودْ !

ولقَـدْ خَطِبتُ يـدَ الفراقِ

بِمَهْـرِ صَـبْري، كي أعـودْ

ثَمِـلاً بنشوةِ صُبحـيَ الآتـي

فأرخيتِ الأعِنّـةَ : لنْ تعـودْ

فَطَفـا على صـدري النّشيجُ

وذابَ في شَفَتي النّشيـدْ !



أطلقتُ أشرِعَـةَ الدّمـوعِ

على بحـارِ السّـرّ والعَلَـنِ :

أنـا لن أعـودَ

فأحرقـي في غُربتي سُفُـني

وارمـي القلـوعَ

وسمِّـري فـوقَ اللّقـاءِ عقاربَ الزّمَـنِ

وخُـذي فـؤادي

إنْ رضيتِ بِقلّـةِ الثّمَـنِ !

لكـنّ لي وَطَناً

تعفّـرَ وجهُـهُ بدمِ الرفاقِ

فضـاعَ في الدُّنيـا

وضيّعني

وفـؤادَ أُمٍّ مُثقلاً بالهـمِّ والحُـزُنِ

كانتْ توَدِّعُـني

وكانَ الدَّمـعُ يخذلُهـا

فيخذلُني .

ويشدُّني

ويشدُّني

ويشدُّني

لكنَّ موتي في البقـاءِ

وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي كَفَني

**

أَنَا يا حبيبـةُ

ريشـةٌ في عاصِفِ المِحَـنِ

أهفـو إلى وَطَـني

وتردُّني عيناكِ .. يا وَطني

فأحـارُ بينكُما

أَأرحَـلُ مِـنْ حِمى عَـدَنٍ إلى عَـدَنِ ؟

كمْ أشتهي ، حينَ الرحيلِ

غـداةَ تحملُني

ريحُ البكـورِ إلى هُناكَ

فأرتَـدي بَـدَني

أنْ تُصبِحـي وطَنـاً لقلبي

داخِـلَ الوَطَـنِ !
ابو جهل يشتري (فليت ستريت)
للشاعر نزار قباني
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

1
هل اختفت من لندن؟
باصاتها الجميلة الحمراء .
وصارت النوق التي جئنا بها من يثربٍ
واسطة الركوب ،
في عاصمة الضباب؟
تسرب البدو إلى
قصر بكنغهامٍ ،
وناموا في سرير الملكه
والإنجليز ،لملموا تاريخهم...
وانصرفوا..
واحترفوا الوقوف -مثلما كنا-
على الأطلال....
3
في (سوهو)
وفي (فيكتوريا)..
يشمرون ذيل دشداشاتهم
ويرقصون الجاز...
4
هل أصبحت انجلترا؟
وسمفونية النعال؟؟
5
هل أصبحت إنجلترا؟
تمشي على الرصيف، بالخف.. وبالعقال؟
سبحانه مغير الأحوال!!
6
عنترةٌ ... يبحث طول الليل، عن روميةٍ
بيضاء كالزبدة..
أو مليسة الفخذين .. كالهلال .
من غير ملحٍ - في مدى دقيقةٍ-
ويرفع السروال!!
7
لم يبق في الباركات..
لا بطٌ، ولا زهرٌ، ولا أعشاب .
قد سرح الماعز في أرجائها
وفرت الطيور سمائها
8
ها هم بنو عبسٍ.. على مداخل المترو
يعبون كؤوس البيرة المبرده..
وينهشون قطعةٍ..
من نهد كل سيده..
9
في بورصة الريال؟..
هل أصبحت إنجلترا عاصمة الخلافه؟
وأصبح البترول يمشي ملكاً ..
في شارع الصحافه؟؟
10
جرائدٌ..
جرائدٌ..
تنتظر الزبون في ناصية الشارع،
كالبغايا..
جرائدٌ ، جاءت إلى لندن ،
كي تمارس الحريه..
إلى سبايا..
11
جئنا لأوروبا..
لكي نشرب من منابع الحضاره
جئنا.. لكي نبحث عن نافذة بحريةٍ
من بعدما سدوا علينا عنق المحاره
جئنا.. لكي نكتب حرياتنا
من بعد أن ضاقت على أجسادنا العباره
لكننا.. حين امتلكنا صحفاً ،
تحولت نصوصنا
12
جئنا لأوروبا
لكي نستنشق الهواء
جئنا..
لكي نعرف ما ألوانها السماء؟
جئنا..
هروباً من سياط القهر، والقمع،
ومن أذى داحس والغبراء..
لكننا.. لم نتأمل زهرةً جميلةً
ولم نشاهد مرةً، حمامةً بيضاء.
وظلت الصحراء في داخلنا..
13
من كل صوبٍ.. يهجم الجراد.
ويأكل الشعر الذي نكتبه..
ويشرب المداد.
من كل صوبٍ.. يهجم (الإيدز) على تاريخنا
ويحصد الأرواح، والأجساد.
من كل صوبٍ.. يطلقون نفطهم علينا
ويقتلون أجمل الجياد..
فكاتبٌ مدجنٌ..
وكاتبٌ مستأجرٌ..
وكاتبٌ يباع في المزاد
وصار للبترول في تاريخنا، نقاد؟؟
14
للواحد الأوحد.. في عليائه
تزدان كل الاغلفه.
وتكتب المدائح المزيفة..
ويزحف الفكر الوصولي على جبينه
ليلثم العباءة المشرفه ..
هل هذه صحافةٌ..
أم مكتبٌ للصيرفه؟؟
15
كل كلامٍ عندهم ، محرمٌ .
كل كتابٍ عندهم، مصلوب .
فكيف يستوعب ما نكتبه؟
16
على الذي يريد أن يفوز
في رئاسة التحرير..
عليه .. أن يبوس
في الصباح ، والمساء
ركبة الأمير ..
عليه.. ان يمشي على أربعةٍ
كي يركب الأمير!!..
لا يبحث الحاكم في بلادنا
عن مبدعٍ..
وإنما يبحث عن أجير..
18
يعطي طويل العمر.. للصحافة المرتزقه
وبعدها..
ينفجر النباح.. والشتائم المنسقه ...
19
ما لليساريين من كتابنا؟
قد تركوا (لينين) خلف ظهرهم
وقرروا..
أن يركبوا الجمال!!
20
لكي ننعم في حرية
***
أوطانـي عُلبـةُ كبريتٍ

والعُلبَـةُ مُحكَمَـةُ الغلْـقْ

وأنـا في داخِلها

عُـودٌ محكـومٌ بالخَنْـقْ .

فإذا ما فتَحتْها الأيـدي

فلِكـي تُحـرِقَ جِلـدي

فالعُلبَـةُ لا تُفتـحُ دَومـاً

إلاّ للغربِ أو الشّرقْ

إمـَّا للحَـرقِ، أو الحَـرقْ

**

يا فاتِـحَ عُلبتِنا الآتـي

حاوِلْ أنْ تأتـي بالفَـرقْ

الفتـحُ الرّاهِـنُ لا يُجـدي

الفتـحُ الرّاهِـنُ مرسـومٌ ضِـدّي

ما دامَ لِحَـرقٍ أو حَـرقْ .

إسحَـقْ عُلبَتنا، و ا نثُرنـا

لا تأبَـهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّـا

عنـدَ السّحـقْ .

يكفي أنْ يحيا أغلَبُنا حُـرّاً

في أرضٍ بالِغـةِ الرِفـقْ .

الأسـوارُ عليها عُشْـبٌ

.. والأبوابُ هَـواءٌ طَلـقْ!
كفرتُ بالأقـلامِ والدفاتِـرْ .

كفرتُ بالفُصحـى التي

تحبـلُ وهـيَ عاقِـرْ .

كَفَرتُ بالشِّعـرِ الذي

لا يُوقِفُ الظُّلمَ ولا يُحرِّكُ الضمائرْ .

لَعَنتُ كُلَّ كِلْمَةٍ

لمْ تنطَلِـقْ من بعـدها مسيرهْ

ولـمْ يخُطِّ الشعبُ في آثارِها مَصـيرهْ .

لعنتُ كُلَّ شاعِـرْ

ينامُ فوقَ الجُمَلِ النّديّـةِ الوثيرةْ

وَشعبُهُ ينـامُ في المَقابِرْ .

لعنتُ كلّ شاعِـرْ

يستلهِمُ الدّمعـةَ خمـراً

والأسـى صَبابَـةً

والموتَ قُشْعَريـرةْ .

لعنتُ كلّ شاعِـرْ

يُغازِلُ الشّفاهَ والأثداءَ والضفائِرْ

في زمَنِ الكلابِ والمخافِـرْ

ولا يرى فوهَـةَ بُندُقيّـةٍ

حينَ يرى الشِّفاهَ مُستَجِيرةْ !

ولا يرى رُمّانـةً ناسِفـةً

حينَ يرى الأثـداءَ مُستديرَةْ !

ولا يرى مِشنَقَةً

حينَ يرى الضّفـيرةْ !

**

في زمَـنِ الآتينَ للحُكـمِ

على دبّابـةٍ أجـيرهْ

أو ناقَـةِ العشيرةْ

لعنتُ كلّ شاعِـرٍ

لا يقتـنى قنبلـةً

كي يكتُبَ القصيـدَةَ الأخيرةْ !
ألمـحُ القِـدْرَ على الموقِـدِ تغلـي

وأنا من فَرْطِ إشفاقـيَ أغلـي .

تنفُخُ القِـدْرُ بُخـاراً

هازِئـاً بي وبنُبلـي :

قُـمْ إلى شُغلِكَ .. واترُكـني لِشُغلـي .

أنا لا أوضَـعُ فـوقَ النّارِ إلاّ

بَعـدَ أن يوضَـعَ في بطـنيَ أكلـي .

أنـا أُرغِـي، حُـرّةً، مِنْ حَـرِّ ناري

وأنا أُزْبِــدُ لو طالَ ا ستِعـا ري

وأنا ا طفـيءُ بالزّفْراتِ غِلّـي .

أيّها الجاهِـلُ قُلْ لـي :

هلْ لديكُـمْ عربيٌّ واحِـدٌ

يفعَـلُ مِثلـيْ ؟!
الحائِطُ رغـمَ توَجُّعِـهِ

يتحَمّـلُ طَعْـنَ المِسمـارْ

والغُصـنُ بِرَغـمِ طراوَتِـهِ

يحمِـلُ أعشاشَ الأطيـارْ .

والقبْـرُ برغمِ قباحَتِـهِ

يرضـى بنمـوِّ الأزهـارْ .

وأنـا مِسماري مِزمـارْ

وأنـا منفـايَ هوَ الدّارْ

وأنَـا أزهـاري أشعـارْ

فلِمـاذا الحائِطُ يطعَـنُني ؟

والغُصـنُ المُتَخَفّـفُ منّـي.. يستـَثـقِلُني ؟

ولِماذا جَنّـةُ أزهـاري

يحمِلُها القبـرُ إلى النّـارْ ؟

أسألُ قلبي :

ما هـوَ ذنبي ؟

ما ليَ وحـدي إذْ أنثُرُ بَذرَ الحُريّـةِ

لا أحظـى من بعـدِ بِذ ا ري

إلاّ بنمـوِّ الأسـوارْ ؟!

يهتِفُ قلـبي :

ذنبُكَ أنّكَ عُصفـورٌ يُرسِـلُ زقزَقَـةً

لتُقَـدَّمَ في حفلَـةِ زارْ !

ذنبُكَ أنّكَ موسيقيٌّ

يكتُبُ ألحانـاً آسِـرةً

ليُغنيها عنـهُ .. حِمـارْ !

ذنبُكَ أنّكَ ما أذْنَبتَ ..

وعارُكَ أنّكَ ضِـدَّ العـارْ !

**

في طوفـانِ الشّرفِ العاهِـرِ

والمجـدِ العالـي المُنهـارْ

أحضُـنُ ذنـبي

بِيـَدَيْ قلـبي

وأُقبّـلُ عاري مُغتَبِطـاً

لوقوفـي ضِـدَّ التّيـارْ .

أصـرُخُ : يا تيّـارُ تقـدّمْ

لنْ أهتَـزَّ ،ولـنْ أنهـارْ

بلْ سَتُضارُ بيَ ألا وضـارْ .

يا تيّـارُ تقـدّم ضِـدّي

لستُ لوَحـد ي

فأنا .. عِنـدي !

أنَا قبلـي أقبلتُ بوعْـدي

وسأبقى أبعَـدَ مِنْ بعـدي

مادمـتُ جميـعَ الأحـرارْ !
الدُّودَةُ قالـتْ للأرضْ :

إنّـي أدميتُكِ بالعَـضْ.

زلزَلـتِ الأرضُ مُقهقِهـةً :

عَضّـي بالطُّـولِ وبالعَـرضْ .

مِـنْ صُـنْعـي هيكَلُكِ الغَـضْ

ودِماؤكِ من قلـبي المَحـض

ورضـايَ بعضِّكِ إحسـانٌ

ورضـاكِ بإحسـاني فَرضْ .

إنّـي قَـد أوجـدْتُكِ حـتّى

تنتَزِعـي من جَسَـدي الموتـى

ولَكِ الدّفـعُ .. ومنكِ القبـضْ .

**

الأرضُ انطَرَحَـتْ بِسُـموٍّ

والدُّودَةُ قامَـتْ في خَفضْ

وأنـا الواقِفُ وَسْـطَ العَرضْ

أسـألُ نفسي في استغرابٍ :

من ذ ا يتعلّـمُ مِن بعضْ ؟

الأرضُ، تُـرى، أمْ أمريكـا ؟

الدودَةُ .. أمْ دُوَلُ الرّفـضْ ؟
ليـسَ لهـم أرديَـةٌ

مـن(سـانِ لـورانَ)

ومِـن( بيـا رِ كا ردانَ)

ولا فنـادقٌ

مـنْ جلـدِ سُكّـان الحُفَـرْ

إ رمِ الحَجـرْ

ليسَ لديهـم ثـروةٌ عِبريّـةٌ

أو ثـورةٌ عُـذريّـةٌ

أو دولـةٌ

للإ صطيا فِ والسَفَـرْ.

دولتهـمْ من حَجَــرٍ

وتُستعادُ بالحَجَـرْ.

- إ رمِ الحَجــرْ

إ رم الحَجَــرْ.
لماذا الشِّعْرُ يا مَطَـرُ ؟

أتسألُني

لِماذا يبزغُ القَمَـرُ ؟

لماذا يهطِلُ المَطَـرُ ؟

لِماذا العِطْـرُ ينتشِرُ ؟

أَتسأَلُني : لماذا ينزِلُ القَـدَرُ ؟!

أنَـا نَبْتُ الطّبيعـةِ

طائـرٌ حُـرٌّ،

نسيمٌ بارِدٌ ،حَـرَرُ

محَـارٌ .. دَمعُـهُ دُرَرُ !

أنا الشَجَـرُ

تمُـدُّ الجـَذْرَ من جـوعٍ

وفـوقَ جبينِها الثّمَـرُ !

أنا الأزهـارُ

في وجناتِها عِطْـرٌ

وفي أجسادِها إِبَـرُ !

أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى

فإن أطعَمتها زهـراً

ستَزْدَهِـرُ .

وإنْ أطعَمتها ناراً

سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ .

فليتَ ) ا للا ّت ( يعتَبِرُ

ويكسِـرُ قيـدَ أنفاسي

ويَطْلبُ عفـوَ إحسـاسي

ويعتَـذِرُ !

* لقد جاوزتَ حَـدَّ القـولِ يا مَطَـرُ

ألا تدري بأنّكَ شاعِـرٌ بَطِـرُ

تصوغُ الحرفَ سكّيناً

وبالسّكينِ تنتَحِــرُ ؟!

أجَـلْ أدري

بأنّي في حِسـابِ الخانعينَ، اليـومَ،

مُنتَحِـرُ

ولكِـنْ .. أيُّهُم حيٌّ

وهُـمْ في دوُرِهِـمْ قُبِـروا ؟

فلا كفُّ لهم تبدو

ولا قَـدَمٌ لهـمْ تعـدو

ولا صَـوتٌ، ولا سَمـعٌ، ولا بَصَـرُ .

خِـرافٌ ربّهـمْ عَلَـفٌ

يُقـالُ بأنّهـمْ بَشَـرُ !

شبابُكَ ضائـعٌ هَـدَراً

وجُهـدُكَ كُلّـهُ هَـدَرُ .

بِرمـلِ الشّعْـرِ تبني قلْعَـةً

والمـدُّ مُنحسِـرُ

فإنْ وافَـتْ خيولُ الموجِ

لا تُبقـي ولا تَـذَرُ !

هُـراءٌ ..

ذاكَ أنَّ الحـرفَ قبلَ الموتِ ينتَصِـرُ

وعِنـدَ الموتِ ينتَصِـرُ

وبعـدَ الموتِ ينتَصِـرُ

وانَّ السّيفَ مهمـا طالَ ينكَسِـرُ

وَيصْـدأُ .. ثمّ يندَثِـرُ

ولولا الحرفُ لا يبقى لهُ ذِكْـرٌ

لـدى الدُّنيـا ولا خَـبَرُ !

وماذا مِن وراءِ الصّـدقِ تنتَظِـرُ ؟

سيأكُلُ عُمْـرَكَ المنفـى

وتَلقى القَهْـرَ والعَسْـفا

وترقُـبُ ساعـةَ الميلادِ يوميّاً

وفي الميلادِ تُحتضَـرُ !

وما الضّـرَرُ ؟

فكُلُّ النّاسِ محكومـونَ بالإعـدامِ

إنْ سكَتـوا، وإنْ جَهَـروا

وإنْ صَبَـروا، وإن ثأَروا

وإن شَكـروا، وإن كَفَـروا

ولكنّي بِصـدْقي

أنتقي موتاً نقيّـاً

والذي بالكِذْبِ يحيا

ميّتٌ أيضَـاً

ولكِـنْ موتُـهُ قَـذِرُ !

وماذا بعْـدُ يا مَطَـرُ ؟

إذا أودى بيَ الضّجَـرُ

ولـمْ أسمَعْ صـدى صـوتي

ولـمْ ألمَـح صـدى دمعـي

بِرَعْـدٍ أو بطوفـانِ

سأحشِـدُ كُلّ أحزانـي

وأحشِـدُ كلّ نيرانـي

وأحشِـدُ كُلّ قافيـةٍ

مِـنَ البارودِ

في أعمـاقِ وجـداني

وأصعَـدُ من أساسِ الظُلْمِ للأعلى

صعـودَ سحابـةٍ ثكْـلى

وأجعَـلُ كُلّ ما في القلبِ

يستَعِـرُ

وأحضُنُـهُ .. وَأَنفَجِـرُ !
2024/09/30 00:33:58
Back to Top
HTML Embed Code: