Telegram Web Link
قرأتُ في الجرائدْ

أنَّ أبا العوائدْ

يبحثُ عنْ قريحةٍ تنبحُ بالإيجارْ

تُخرجُ ألفي أسدٍ منْ ثقبِ أنفِ الفارْ

وتحصدُ الثلجَ منَ المواقدْ

ضحكتُ منْ غبائِهِ

لكنني قبلَ اكتمالِ ضحكتي

رأيتُ حولَ قصرهِ قوافل التُّجارْ

تنثرُ فوقَ نعلهِ القصائدْ

لا تعجبوا إذا أنا وقفتُ في اليسار

وحدي ، فرُبَّ واحد

تَكثُرُ عن يمينهِ قوافل

ليستْ سِوى أصفارْ !!
بُلبُـلٌ غَـرَّدَ،

أصغَـتْ وَردَةٌ .

قالتْ لـهُ :

أسمـعُ في لحنِكَ لـونا !

وردةٌ فاحـتْ،

تملّـى بُلبُـلٌ ..

قالَ لها : ألمَـحُ في عِطـرِكِ لحنـا !

لـونُ ألحـانٍ .. وألحـانُ عبيـرْ ؟!

نَظـرٌ مُصـغٍ .. وإصغـاءٌ بصـيرْ ؟!

هلُ جُننـّا ؟!

قالتِ ألا نسـامُ : كلاّ .. لم تجُنّـا

أنتُمـا نِصفاكُمـا شكلاً ومعـنى

وكلا النّصفـينِ للآخـرِ حَنّـا

إنّمـا لم تُدرِكا سِـرَّ المصـيرْ .

شـاعِرٌ كان هُنـا، يومـاً، فغـنّى

ثـُـمّ أردَتْـهُ رصـاصـاتُ الخَفيرْ

رفْـرَفَ اللّحـنُ معَ الرّوحِ

وذابتْ قَطَـراتُ الدَمِ في مجـرى الغديـرْ .

مُنـذُ ذاكَ اليـومِ

صـارتْ قطَـراتُ الدَّمِ تُجـنى

والأغانـيُّ تطـيرْ !
في بيتنا

جذع حنى أيامه

و ما انحنى.

فيه أنا !
سألت أستاذ أخي

عن وضعه المفصّل

فقال لي: لا تسألْ.

أخوك هذا فطحلْ !

حضوره منتظم

سلوكه محترم

تفكيره مسلسلْ.

لسانه يدور مثل مغزلْ

و عقله يعدل ألف محمل.

ناهيك عن تحصيله…

ماذا أقول ؟ كاملٌ ؟

كلاّ… أخوك أكمل.

ترتيبه، يا سيدي، يجيء قبل الأول !

و عنده معدّلٌ أعلى من المعدل !

لو شئتها بالمجمل

أخوك هذا يا أخي ليس له

مستقبل !
نبح الكلب بمسئول شؤون العاملين:

سيدي إني حزين.

ها ك… خذ طالع مِلفي

قذرٌ من تحت رجليَّ إلى ما فوق كتفي

ليس عندي أي دين.

لاهثٌ في كل حين.

بارعٌ في الشمّ و النبح و عقر الغافلين.

بطلٌ في سرعة العدو،

خبيرٌ في إ قتفاء الهاربين

فلماذا يا ترى لم يقبلوني

في صفوف المخبرين ؟!

هتف المسئول: لكن

فيك عيبان يسيئان إليهم

أنت يا هذا وفيٌ و أمين !
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قالت خيبر:

شبران… و لا تطلب أكثر.

لا تطمع في وطنٍ أكبر.

هذا يكفي…

الشرطة في الشبر الأيمن

و المسلخ في الشبر الأيسر.

إنا أعطيناك "المخفر" !

فتفرغ لحماسٍ و انحر.

إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !
دوائر الخوف
(1)
في زَمَنِ الأحرارِ
أصابعي تَخَافُ من أظْفَاري
دفاتري تَخَافُ من أشْعَاري
ومُقْلَتِي تَخَاف من إبصْاري !
فَكَّرْتُ في التفكيرِ بالفِرَارِ
من بَدَنِي
لكنّني ..
خَشِيتُ من وِشايَةِ الأفكارِ
(2)
في زمنِ القبضِ على الجَمْرِ
وسطوةِ العبدِ على الحُرِّ
والقهرِ في الجوّ
وفي البَـرِّ
وفي البَحْرِ
قرأتُ شِعري صامِتَـاً
كتبتُهُ في صفحةِ البَدْرِ
.. لكنّني خَشِيتُ من وِشايَةِ الفَجْرِ !
(3)
بَيْـتِي أنا تملأه العناكِبْ
بَيْـتِي أنا عنكبوت
مثل جميع البيوت
في هذه المدينـهْ
لكنْ قريشٌ لم تزلْ واقفة تُراقِبْ
قصيدةً على فَمِي حزينَـهْ
عازمةً أن تَفُوتْ
بين يديها كفنٌ وتابوتْ
وكوبُ دمعٍ ساخنٍ .. ونادِبْ
يأمُرني بالسكوتْ
يأمُرني أن أموتْ !
(4)
مدينـتي الـمُثلى
آنِسَـةٌ حُبلى
تُجْهِضُ كلَّ ساعةٍ طِفـلا !
أبيعُ فيها جثـتي
كيْ أشتري قصيدتي
ما أكثرَ الأشعارَ في مدينـتي
ما أكثرَ القتلى !
(5)
أهرُبُ من مدينـتي
وأختفي في خيمةِ الليلِ
أركُضُ لاهِثَ الخُطَى
فتركُضُ النجومُ من حولي
أترُكُها خَلْفِـي
ولكنّي أرى آثارَها قَبْلِـي
الخوفُ .. يا للخوفِ .. يا ..
مَنْ لي ؟
ألْجَـأُ للصبحِ .. ولكنْ شَمْسُهُ
تأمُرُ أنْ يتبعَـني ظِلّـي َ
(6)
أهرُبُ من خَوفي على خوفي إلى خوفي
أركُضُ والموتُ على خِفّـي
يَدُ الرَّدَى على يَدِي
يَدُ الرَّدَى قبَالَـتي
يَدُ الرَّدَى خَلْفِـي
تَحَوَّلَتْ خريطةُ الأرضِ إلى سَيْـف ٍ
مُلَطَّـخٍ .. بالدمِ والخوفِ ! (7)
أهرُبُ نحو الله
أدورُ حولَ بيتهِ
أَسَمِّـرُ اليدينِ فوق بابهِ
أقولُ : يا ألله
أصيحُ : يا ألله
أصرُخُ : يا ألله
يخافُ صوتي من فَمِي
فيختفي صَداه !
والبابُ صَمْتٌ
.. ودَمٌ يسيلُ من أعلاه !
المرءُ في أوطانِـنا
مُعْتَقَـلٌ في جِلْدِهِ
منذ الصِّـغَرْ
وتحتَ كلِّ قطرةٍ من دَمِـهِ
مُخْتَبِـيءٌ كلبُ أَثَـرْ
بَصْماتُهُ صُـوَرْ
أنْفَاسُـهُ صُـوَرْ
أحلامُـهُ صُـوَرْ
المرءُ في أوطانِـنا
ليسَ سوى إضْبَـارَةٍ
غِلافُـها جِلْدُ بَشَـرْ
أينَ المَفَـرْ ؟
أوطانُـنا قِيَـامَةٌ
لا تحتوي غير سَقَرْ
والمرءُ فيها مُذْنِبٌ
وذَنْبُـهُ لا يُغْتَفَرْ
إذا أَحَـسَّ أو شَعَـرْ
يشنُقُـه الوالي .. قضاءً وقَدَرْ
إذا نَظَرْ
تَدْهَسُـهُ سيَّارةُ القَصْرِ .. قضاءً وقَدَرْ
إذا شَـكَا
يُوضَعُ في شَرَابِـهِ سُـمٌّ
.. قضاءً وقَدَرْ
لا دَرْبَ .. كلا لا وَزَرْ
ليس من الموتِ مَفَرْ
يا رَبَّـنا
لا تَلُمِ الميّتَ في أوطانِنا إذا انتحَرْ
فكلُّ شيءٍ عندنا مُـؤَمَّـمٌ
حتى القضاءُ والقَدَرْ !
قناة اذكار @azkar_24 قناة مميزة لمن يحب الاشتراك فيها 👆👆
كيفَ سندخُلُ حَرْبَـاً هذي المَـرَّهْ
ما دامتْ أُمّتُنا الحرّهْ
تُنجِبُ عَشرةَ أبطالٍ
كي نَقتُلَ منهمْ عشرهْ ؟
كيفَ سنجني ثَمراً
والبذرةُ ما زالتْ بِذرهْ ؟
كيفَ سنجني شَهْـدَاً
والبَدْرَةُ في يدنا مُرّهْ ؟
يا وَعْدَ اللهِ .. ويا نَصرَهْ
كيف ستسلمُ هذي الجَـرَّهْ ..
ما دام الإنسانُ لدينا
يُولَدُ يحملُ قَبْـرَه ؟!
2024/09/28 16:19:22
Back to Top
HTML Embed Code: