Telegram Web Link
.. وفجأةً ، يا سيدي ، توقفَ الإرسالْ .

وامتلأتْ صاَلتُنَا با غلظِ الرجالْ .

صاحَ بهمْ رئيسُهُمْ : هذا هو الدَّجالْ .

شُدُّوهُ بالأغلالْ .

.. واعتقلوا تِلفازَنا !

قلتُ لَه : ماذا جَنى ؟!

حَدَّقَ بي وقالْ :

تِلفازُكمْ يا ابنَ ا لزِّنى

على النِّظامِ بَالْ !
العِرافَةْ

جُثَّةٌ مَشلولةٌ تَطوي المسافة

بينَ سِجْنٍ وَقَرافَةْ .

والحَصافَةْ

غَفْوَةٌ ما بينَ كأسٍ وَلِفافَة !

والصِّحافَةْ

خِرَقٌ ما بينَ أفخاذِ الخِلافَةْ

والرَّهافَةْ

خَلْطَةٌ منْ أصدقِ الكِذْبِ

ومنْ أفضَلِ أنواعِ السَّخَافَةْ .

والمُذيعونَ ... خِرافٌ

والإذاعاتُ .. خُرافَهْ

وعُقولُ المُسْتَنيرينَ

صناديقُ صِرافَهْ !

كيفَ تأتينا النَّظافةْ ؟!

**

غَضِبَ اللهُ علينا

وَدَهتْنَا ألفُ آفةْ

مُنذُ أبدَلْنَا المَراحيضَ لدينا

بِوِزاراتِ الثَّقافَةْ !
سَمَّمتَ باللّومِ دَمي .

فَلقتَ رأسي با لعـَتبْ .

ذلكَ قولٌ مُنكرٌ .

ذلكَ قولٌ مُسْتَحبْ .

ذلكَ ما لا يَنبغي

ذلكَ مِمّا قدْ وَجَبْ .

ما القصدُ مِنْ هذي الخُطَبْ

تُريدُ أنْ تُشعِرني بأنني بِلا أدَبْ ؟

نعمْ .. أنا بِلا أَدِبْ !

نعم .. وشِعْري كُلُّهُ

ليسَ سِوى شَتْمٍ وَسَبْ .

وما العَجَبْ ؟!

النَّارُ لا تَنْطِقُ إلاَّ لَهَباً

إنْ خَنَقوها بالحَطَبْ

وإنني مُخْتَنِقٌ

حَدَّ التِهامي غَضَبي

مِنْ فَرْطِ ما بي منْ غَضَبْ !

تَسألُني عَنِ السَّبَبْ ؟!

ها كَ سلاطينَ العَرَبْ

دَ زينتانِ مِنْ أبي جَهلٍ ومِنْ

أبى لَهَبْ .

نَماذِجٌ مِنَ القِرَبْ

أسفَلُها رأسٌ

وأعلاها ذَنَبْ !

مَز ابِلٌ أنيقَةٌ

غاطِسَةٌ حتّى الرُّكَبْ

وَسْطَ مَز ابِلِ الرُّتَبْ !

أَشِرْ لواحِدٍ .. وَقُلْ :

هذا الحِمارُ مُنْتَخَبْ .

وبَعدما تُقنِعُني

_ بِغيرِ تِسعا تِ النّسَبْ _

تَعالَ عَلِّمني الأدَبْ !
قَلْ جاءَنا الطُّغيانُ ، بالصُّدفَةِ ، مِنْ غَيمَهْ

وقَلْ معَ الأمطارِ

جاءتْ بِذرةُ الطُّغـمَةْ .

قُلها

ودعني بَعدها أسألكَ بالذِّمةْ :

لو لمْ يُساعِدهُ الثَّرى ، والشَّمسُ ، والنَّسمَةْ

كيفَ نَما الطُّغيانُ ؟

كيفَ التَهَمَتْ قَلبَ الثَّرى

أنيابهُ الضَّخْمَةْ

وكيفَ تحتَ ظِلهِ

ماتَ الهَوا مُختَنِقَا ً

منْ شِدَّةِ الزَّحمَةْ

واحتاجتِ الشمسُ لضوءِ شَمعة ٍ

يُؤنِسُها في حالِكِ الظُّلمَةْ ؟

هلْ غابةُ العَذابِ هذي كُلُّها

طالِعةٌ مِنْ تربَةِ الرَّحمَةْ ؟!

هلْ في ا لدُّنا قِمامةٌ

يكونُ أدنى سَفْحِها أنقى مِنَ القِمَّةْ !



لا يَستَطيعُ واحِدٌ

حُكمَ الملايينِ إذا لمْ يَقبلوا حُكْمَهْ

ويستطيعُ عِندما

يكونُ في خِدمَتِهِ جيشٌ وجَنْد رمَةْ .

ونحنُ بالخِدمَةْ .

قِبْلَتُنَا مَعْدَتُنا .. وَرَبُّنا اللُّقْمةْ !



أودُّ أنْ أدعو على الطُّغيانِ بالنِّقْمَةْ .

لكنني

أخافُ أنْ يَقْبَلَ ربِّي دعْوَتي

فَتهلِكَ الأمَّةْ !
شعبي مَجهولٌ مَعلومْ !

ليسَ لهُ معنىً مفهومْ .

يَتبنَّى أُغنيةَ البُلبُلِ ،

لكنْ .. يَتغنَّى بالبُومْ !

يَصرُخُ منْ آلامِ الحُمّى ..

وَيَلومُ صُراخَ المعدومْ !

يَشحذُ سيفَ الظَّالِمِ ، صُبْحا ً،

وَيُولْوِلْ ، لَيلاً : مَظلومْ .

يَعدو مِن قَدَرٍ مُحتَمَلٍ ..

يَدعو لِقَضاءٍ مَحتومْ !

يَنطِقُ صَمْتاً

كَيلا يُقْفَلْ !

يَحيا مَوتاً

كيلا يُقتلْ !

يَتحاشى أن يَدْ عسَ لُغْماً

وهوَ منَ الدَّاخِلِ مَلغومْ !

**

قيلَ اهتِفْ للشَّعبِ الغالي .

فَهتَفتُ : يَعيشُ المَرحومْ !
لأبي كانَ معاشٌ

هو أدنى من معاشِ المَيِّتينْ !

نصفُهُ يذهبُ للدَّين

وما يبقى

لغوثِ اللاجئينْ

ولتحريرِ فلسطينَ من المُغتصبينْ

وعلى مرِّ السنينْ

كانَ يزدادُ ثراءُ الثائرينْ !

والثرى ينقصُ منْ حينٍ لحينْ

وسيوفُ الفتحِ تَند َقُّ إلى المِقبَضِ

في أدبار جيشِ ( الفاتحينْ )

فَتَلينْ

ثمَّ تَنْحَلُّ إلى أغصانِ زيتونٍ

وتنحلُّ إلى أوراقِ تينْ

تتدلى أسفلَ البطنِ

وفي أعلى الجبينْ !

وأخيراً قبلَ الناقصُ بالتقسيمْ

فانشقَّتْ فلسطينُ إلى شِقَّينِ :

للثوّارِ : فِلسٌ

ولإسرائيلَ : طِينْ !

و أبي الحافي المدين

أبي المغصوب من أخمص رجليه

إلي حبل الو تين

ظل لا يدري لماذا

و حده

يقبض با ليسرى و يلقي باليمين

نفقات الحرب و الغوث

يأ يدي الخلفاء الشاردين !
الخراطيمُ وأيدي ونعالُ المخبرينْ

أثبتتْ أنَّ السجينْ

كانَ ـ من عشرةِ أعوامٍ ـ

شريكاً للذينْ

حاولوا نَسْفَ مَواخيرِ أميرِ المؤمنينْ !

* * * *

نَظرَ القاضي طَويلاً في مَلفَّاتِ القضيةْ

بهدوءٍ ورويهْ

ثُمَّ لمّا أدْبَرَ الشَّكُّ ووافاهُ اليقينْ

أصدرَ الحُكمَ بأنْ يُعْدَمَ شنقاً

عِبْرَةً للمجرمينْ

* * *

أُعدِمَ اليومَ صَبيٌ

عُمْرهُ ... سَبْعُ سِنينْ !!
قلتُ للحاكمِ : هلْْ أنتَ الذي أنجبتنا ؟

قال : لا .. لستُ أنا

قلتُ : هلْ صيَّركَ اللهُ إلهاً فوقنا ؟

قال : حاشا ربنا

قلتُ : هلْ نحنُ طلبنا منكَ أنْ تحكمنا ؟

قال : كلا

قلت : هلْ كانت لنا عشرة أوطانٍ

وفيها وطنٌ مُستعملٌ زادَ عنْ حاجتنا

فوهبنا لكَ هذا ا لوطنا ؟

قال : لم يحدثْ ، ولا أحسبُ هذا مُمكنا

قلتُ : هل أقرضتنا شيئاً

على أن تخسفَ الأرضَ بنا

إنْ لمْ نُسدد دَينَنَا ؟

قال : كلا

قلتُ : مادمتَ إذن لستَ إلهاً أو أبا

أو حاكماً مُنتخبا

أو مالكاً أو دائناً

فلماذا لمْ تَزلْ يا ابنَ ا لكذ ا تركبنا ؟؟

… وانتهى الحُلمُ هنا

أيقظتني طرقاتٌ فوقَ بابي :

افتحِ البابَ لنا يا ابنَ ا لزنى

افتحِ البابَ لنا

إنَّ في بيتكَ حُلماً خائنا !!!!!!
جاري أتاني شاكياً من شدّةِ الظُّلمِ :

تَعِبتُ يا عَمِّي

كأنّني أّعملُ أسبوعَينِ في اليومِ!

في الصُّبحِ فرَّاشٌ

وبعد الظُّهرِ بَنَّاءٌ

وبعدَ العصرِ نَجِّارٌ

وعندَ اللّيل ناطورٌ

وفي وقت فراغي مُطرِبٌ

في مَعهدِ الصُّمِّ !

ورَغْمَ هذا فأنا

مُنذ شهورٍ لم أذُقْ رائحةَ اللَّحمِ

جِئتُكَ كي تُعِينني

قُلتُ : على خَشْمي

قالَ : خَلَتْ وظيفةٌ

أَوَدُّ أنْ أشْغَلَها ... لكنَّني أُمَّيْ

أُريدُ أنْ تَكتُبَ لي

وشايةً عنكَ

وأنْ تَختِمَها باسمي !!!
زوروا موقعنا الالكتروني👇👇
https://zakriaalhmade.blogspot.com
2024/09/28 22:19:02
Back to Top
HTML Embed Code: