Telegram Web Link
Forwarded from ديوان الشاعر احمد مطر (زڪ𝑧𝑎𝑘𝑟𝑖𝑎ـريا)
صِحـتُ مِـن قسـوةِ حالـي :

فـوقَ نَعلـي

كُلُّ أصحـابِ المعالـي !

قيـلَ لي : عَيبٌ

فكرّرتُ مقالـي .

قيلَ لي : عيبٌ

وكرّرتُ مقالي .

ثُـمّ لمّا قيلَ لي : عيبٌ

تنبّهتُ إلى سـوءِ عباراتي

وخفّفتُ انفعالـي .

ثُـمّ قدّمـتُ اعتِـذاراً

.. لِنِعالـي !
في الأرضِ

مخلوقـانْ:

إنسٌ ..

وَأمْريكانْ !
حَلَـبَ البقّـالُ ضـرعَ البقَـرةْ

ملأ السَطْـلَ .. وأعطاهـا الثّمـنْ .

قبّلـتْ ما في يديهـا شاكِـرهْ .

لم تكُـنْ قـدْ أكلَتْ منـذُ زَمـنْ .

قصَـدَتْ دُكّانَـهُ

مـدّتْ يديهـا بالذي كانَ لديهـا ..

واشترَتْ كوبَ لَبـنْ !
لا تطلـبي حُريّـةً أيّتها الرّعيـّةْ

لا تطلُبي حُريّـــةً ..

بلْ مارسـي الحُريّـةْ.

إنْ رضـيَ الرّاعـي .. فألفُ مرحَبـا

وإنْ أبـى

فحاولي إقناعَـهُ باللُطفِ والرّويّـةْ ..

قولـي لهُ أن يَشـرَبَ البحـرَ

وأنْ يبلَـعَ نصفَ الكُـرةِ الأرضيّـةْ !

ما كانتِ الحُريّـةُ اختراعَـهُ

أوْ إرثَ مَـنْ خَلّفَـهُ

لكـي يَضمَّها إلى أملاكـهِ الشّخْصيّـة

إنْ شـاءَ أنْ يمنعهـا عنكِ

زَ و ا هـا جانِبـاً

أو شـاءَ أنْ يمنحهـا .. قدَّمهـا هَديّـهْ

قولـي لَهُ : إنّـي وُلِـدتُ حُـرَّةً

قولي لـهُ : إنّي أنـا الحُريّـةْ.

إنْ لـمْ يُصـدِّقْكِ فهاتـي شاهِـداً

وينبغـي في هـذه القضيّـةْ

أن تجعلـي الشّاهِـدَ .. بُنـدقيّـةْ !
صُـدفَـةً شاهـدتُـني

في رحلـتي منّي إِلَيْ.

مُسرِعاً قبّلتُ عينيَّ

وصافحـتُ يَـدَيْ

قُلتُ لي : عفـواً ..فلا وقتَ لَدَيْ .

أنَـا مضْطَـرٌ لأن أتْرُكَـني،

باللـهِ ..

سـلِّمْ لـي عَلَـيْ !
قلَمـي يجـري

ودَمـي يجــري

وأنَـا ما بينهُمـا أجْـري.

الجَـريُ تعثّـرَ في إثْـري !

وأنَـا أجـري.

والصّـبرُ تصـبّرَ لي حتى

لـمْ يُطِـقِ الصّبرَ على صـبري !

وأنـا أجـري .

أجـري، أ جـري، أجـري ..

أوطانـي شُغلـي .. والغُربـةُ أجـري!

**

يا شِعـري

يا قاصِـمَ ظهـري

هـلْ يُشبِهُـني أحـدٌ غـيري ؟

في الهِجـرةِ أصبحـتُ مُقيمـاً

والهِجـرةُ تُمعِـنُ في الهَجْــرِ !

أجـري ..

أجــري ..

أيـنَ غـداً أُصبِـحُ ؟

لا أدري .

هـلْ حقّـاً أُصبِـحُ ؟

لا أدري .

هـلْ أعـرِفُ وجهـي ؟

لا أدري .

كـمْ أصبَـحَ عُمـري ؟

لا أدري .

عُـمُـري لا يـدري كَـمْ عمـري !

كيفَ سـيدري ؟!

مِن أوَّلِ ساعـةِ ميـلادي

وأنَـا هِجـري !
فراشَـةٌ هامَـتْ بضـوءِ شمعـةٍ

فحلّقتْ تُغـازِلُ الضِّرام.

قالت لها الا نسـام :

( قبلَكِ كم هائمـةٍ .. أودى بِهـا الهُيـامْ !

خُـذي يـدي

وابتعـدي

لـنْ تجِـدي سـوى الرَّدى في دَورةِ الخِتـامْ ).

لـم تَسمـعِ الكـلامْ

ظلّـتْ تـدورُ

واللَّظـى يَدورُ في جناحِهـا .

تحَطّمـتْ

ثُـمَّ هَـوَتْ

وحَشْــر جَ الحُطـامْ :

( أموتُ في النـورِ

ولا

أعيشُ في الظلامْ )!
بابٌ في وَسَـطِ الصّحــراءْ

مَفتـوحٌ لِفضـاءٍ مُطلَـقْ .

ليسَ هُنالِكَ أيُّ بِنــاءْ

كُـلُّ مُحيـطِ البابِ هَـواءْ .

- مالكَ مفتــوحاً يا أحمَـقْ ؟!

- أعـرِفُ أنَّ الأمـرَ سَـوَاءْ

لكـنّي ..

أكـرهُ أنْ أُغلَــقْ !
الّلـهُ أبـدَعَ طائـرا

و حبَـا هُ طبعـاً

أن يلـوذَ مِـنَ العواصِـفِ بالذُّرى

وَيَطـيرَ مقتحِماً، ويهبِطَ كاسِـرا

وَيَعِـفَّ عـنْ ذُلِّ القيـودِ

فلا يُبـاعُ ويُشترى .

وإذْ استوى سمّاهُ َنسْـراً ..

قالَ :َمنزِلُكَ السّمـاءُ

وَمنزِلُ النّاسِ الثّـرى .

وَجَـرى الزّمـانُ ...

وذاتَ دَهْـرٍ

أشعلتْ نارَ الفضـولِ بِصـدْرِهِ

نـارُ القُــرى

فَرَنـا

فكانتْ روحُ تلكَ النّـارِ نـوراً باهِـرا

وَدَنـا

فأبصَـرَ بُلبُـلاً رَهـنَ الإسـارِ

وحُزنـهُ ينسـابُ لحنـاً آسِـرا

وهَفـا

فألفـى الدّودَ يأكلُ جِيفَـةً .. فتحسّـرا .

ماذا جـرى ؟!

النّـارُ سـالتْ في دِمـاهُ وما دَرى

واللّحـنُ عَرّشَ في دِمـاهُ ومـا دَرى !

النَسْـرُ لم يَـذُقِ الكَـرى

النّسـرُ حَـوَّمَ حائِـرا

النّسـرُ حلّـقَ ثُمَّ حلّـقَ

ثُمّ عـادَ الَقهْـقرى

( أَلِـيَ الذُّرى

وأنَـا كديـدانِ الثّرى ؟!

لا بُـدَّ أنْ أتَحَـرّرا ).

اللّـهُ قالَ لـهُ : إذَنْ

ستكـونُ خَلْـقاً آخَـرا ..

لكَ قـوّةٌ مِثل الصّخـورِ

وعِـزّةٌ مثلَ النسـورِ

ورِقّـةٌ مثلَ الزّهـورِ

وَهَيْـئةٌ مثلَ الوَرى .

( كُـنْ )

أغمَـضَ النّسـرُ النبيلُ جَنـاحَـهُ،

وَصَحـا .. فأصبـحَ شاعِـرا !
2024/09/29 12:32:38
Back to Top
HTML Embed Code: