Telegram Web Link
كان وحده،

شاعرا صعر للشيطان خده

حين كان الكل عبده

و احتوى في الركعة الأولى يد الفأس

و ألقى هامة اللات لدى أول سجدة

فتسامت به أرواح السماوات

و لكن وقفت كل كلاب الأرض ضده

تمضغ العجز، و تشكو شدة الضعف لدى اضعف شده

لم يكن معجزة

لكن صوت الكلمة، يبعث الخوف بقلب الأنظمة

فتظن الهمس رعدة.

كان وحده،

شاعرا مد السماوات لحافا، و طوى الأرض مخده

فغدت تهفو إلى نعليه تيجان الرؤوس المستبدة

و الأذى يخطب وده

غير أن النسمة السكرى

إذا مرت به تجرح خده

لم يكن معجزة

لكن مجد الكلمة،

كلما أجرى جبان دمه، رد دمه

و بنى في موضع الطعنة مجده.

كان وحده،

شاعرا يرهب حد السيف حده

و تخاف النار برده،

و يخاف الخوف عنده

لم تـقيده قيود القهر

لكن هو من قيد قيده

و رمى الرعب بقلب الجند

لما أضحت الأحرف جنده

و بحرف اعزل،

ارهب سيف الأنظمة

لم يكن معجزة

لكن صدق الكلمة

يطعن السيف بورده

كان وحده،

لدغ الكلمة في المهد،

و حين اجتاز مهده

وجد الحبل معدا،

فم القدر معدا

والقرارات معده

فأعاد القول،

لكن مهده اصبح لحده

فاكتبوا في الخاتمة،

رحم الله قتيل الأنظمة

و اكتبوا

لا رحم الله ولاة الأمر بعده.
بِملءِ رغبتي أنا

ودونَمـا إرهابْ

أعترِفُ الآنَ لكم بأنّني كذَّابْ!

وقَفتُ طول الأشهُرِ المُنصَرِمـةْ

أخْدَعُكُمْ بالجُمَلِ المُنمنَمـةْ

وأَدّعي أنّي على صَـوابْ

وها أنا أبرأُ من ضلالتي

قولوا معي: إ غْفـرْ وَتُبْ

يا ربُّ يا توّابْ.



قُلتُ لكُم: إنَّ فَمْي

في أحرُفي مُذابْ

لأنَّ كُلَّ كِلْمَةٍ مدفوعَـةُ الحسابْ

لدى الجِهاتِ الحاكِمـةْ.

أستَغْفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!

فكُلُّ ما في الأمرِ أنَّ الأنظِمـةْ

بما أقولُ مغْرَمـهْ

وأنّها قدْ قبّلتني في فَمي

فقَطَّعتْ لي شَفَتي

مِن شِدةِ الإعجابْ!



أوْهَمْتُكـمْ بأنَّ بعضَ الأنظِمـةْ

غربيّـةٌ.. لكنّها مُترجَمـهْ

وأنّها لأَتفَهِ الأسبابْ

تأتي على دَبّابَةٍ مُطَهّمَـةْ

فَتنْـشرُ الخَرابْ

وتجعَلُ الأنـامَ كالدّوابْ

وتضرِبُ الحِصارَ حولَ الكَلِمـةْ.

أستَغفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!

فَكُلُّها أنظِمَـةٌ شرْعيّةٌ

جـاءَ بهـا انتِخَابْ

وكُلُّها مؤمِنَـةٌ تَحكُمُ بالكتابْ

وكُلُّها تستنكِرُ الإرهـابْ

وكُلّها تحترِمُ الرّأيَ

وليستْ ظالمَهْ

وكُلّهـا

معَ الشعوبِ دائمـاً مُنسَجِمـةْ!



قُلتُ لكُمْ: إنَّ الشّعوبَ المُسلِمةْ

رغمَ غِنـاها .. مُعْدمَـهْ

وإنّها بصـوتِها مُكمّـمَهْ

وإنّهـا تسْجُـدُ للأنصـابْ

وإنَّ مَنْ يسرِقُها يملِكُ مبنى المَحكَمةْ

ويملِكُ القُضـاةَ والحُجّـابْ.

أستغفرُ اللّهَ .. فما أكذَبَني!

فهاهيَ الأحزابْ

تبكي لدى أصنامها المُحَطّمـةْ

وهاهوَ الكرّار يَدحوْ البابْ

على يَهودِ ا لد ّونِمَـهْ

وهاهوَ الصِّدّيقُُ يمشي زاهِـداً

مُقصّـرَ الثيابْ

وهاهوَ الدِّينُ ِلفَرْطِ يُسْـرِهِ

قَـدْ احتـوى مُسيلَمـهْ

فعـادَ بالفتحِ .. بلا مُقاوَمـهْ

مِن مكّـةَ المُكرّمَـةْ!



يا ناسُ لا تُصدّقـوا

فإنّني كذَابْ!
(1)

سَـواسِيَةْ

نَحـنُ كأسنانِ كِـلابِ الباديـةْ

يصْفَعُنا النِّباحُ في الذِّهابِ والإيابْ

يصفَعُنا التُرابْ

رؤوسُنا في كُلِّ حَرْبٍ باديَةْ

والزَّهـوُ للأذْنابْ

وبَعْضُنا يَسحَقُ رأسَ بعْضِنا

كي تَسْمَـنَ الكِلابْ!

(2)

سَواسِيَـةْ

نحنُ جُيـوبُ الدّالِيَـةْ

يُديرُنا ثَـورٌ زوى عَينيـهِ خَلفَ الأغطيَةْ

يسيرُ في استقامـَةٍ مُلتويةْ

ونحْـنُ في مَسيرِهِ

نَغـرقُ كُلَّ لَحظَـةٍ

في السّاقيَـةْ

**

يَدورُ تحتَ ظـِلّهِ العريشْ

وظِلُّنا خُيوطُ شَمسٍ حاميـهْ

ويأكُلُ الحَشيشْ

ونحْـنُ في دورَتِـهِ

نسقُطُ جائِعينَ .. كي يعيشْ!

(3)

نحْـنُ قطيعُ الماشيَـةْ

تسعى بِنـا أظلافُنـا لِمَوْضِـعِ الحُتوفْ

على حِـداءِ "الرّاعيــةْ"

و أَفحَـلُ القادَةِ في قَطيعِنا

.. خَـروفْ !

(4)

نَحـنُ المصابيحُ بِبَيتِ الغانيَـةْ

رؤوسُنا مَشدودَةٌ في عُقَدِ المشانِقْ

صُـدورُنا تلهو بها الحَرائِـقْ

عيونُنـا تغْسِـلُ بالدُّمـوعِ كلَّ زاويَـةْ

لكنَهـا تُطْفأُ كُلَّ لَيلَـةٍ

عِنـدَ ارتكابِ المَعصِيَـةْ !

(5)

نَحنُ لِمَـنْ؟

وَنحْـنُ مَـنْ؟

زَمانُنـا يَلْهَثُ خارجَ الزّمَـنْ

لا فَـرقَ بينَ جُثّـةٍ عاريَـةٍ

وجُثّـةٍ مُكْتَسيَةْ.

سَـواسِيَة

موتى بِنعْشٍ واسِعٍ .. يُدعى الوَطَـنْ

أسْمى سَمائِهِ كَفَـنْ.

بَكَتْ علينا الباكِيَـةْ

وَنَـامَ فوقَنا العَفَـنْ !
عِنـدي كَلامٌ رائِـعٌ لا أستَطيعُ قولَهْ

أخـافُ أنْ يزْدادَ طيني بِلّـهْ.

لأنَّ أبجديّتي

في رأيِ حامـي عِـزّتي

لا تحتـوي غيرَ حروفِ العلّـةْ !

فحيثُ سِـرتُ مخبرٌ

يُلقـي عليَّ ظلّـهْ

يلْصِـقُ بي كالنّمْلـةْ

يبحثُ في حَقيبـتي

يسبـحُ في مِحـبرَتي

يطْلِـعُ لي في الحُلْـمِ كُلَّ ليلهْ!

حتّى إذا قَبّلتُ، يوماً، زوجَـتي

أشعُرُ أنَّ الدولـةْ

قَـدْ وَضَعَـتْ لي مُخبراً في القُبلـةْ

يقيسُ حجْـمَ رغبَـتي

يطْبَعُ بَصمَـةً لها عن شَفَتي

يرْصـدُ وعَـيَ الغفْلـةْ!

حتّى إذا ما قُلتُ، يوماً، جُملـهْ

يُعلِنُ عن إدانتي

ويطرحُ الأدلّةْ!

**

لا تسخروا منّي .. فَحتّى القُبلةْ

تُعَـدُّ في أوطاننـا

حادثَـةً تمسُّ أمـنَ الدولـةْ!
كُلَّمـا حَـلَّ الظّـلامْ

جَـدّتي تَروي الأسـاطيـرَ لنَـا

حتّى نَنـامْ .

جَدَّتـي مُعجَبَـةٌ جِـدّاً

بأسلــوبِ النّظـام !
ربِّ اشفـني مِن مَرضِ الكِتابَـةْ

أو أعطِـني مَناعَـةً

لأتّقـي مَباضِـعَ الرَّقابَـةْ .

فكُلُّ حَـرفٍ مِن حـروفي وَرَمٌ

وكُلُّ مِبضَـعٍ لَهُ في جسَـدي إصابَـةْ .

فَصاحِبُ الجَنابَـةْ

حتّى إذا ناصَـْرتُهُ ..لا أتّقي عِقابَهْ !

**

كَتبتُ يَومَ ضَعفِـهِ :

( نَكْـرَهُ ما أصَـابَهْ

ونكْـرهُ ارتِجافَـهُ، ونَكرهُ انتِحابَـهْ )

وبَعـدَ أن عبّرتُ عَـن مشاعِري

تَمرّغَتْ في دفتَري

ذُبابتانِ داخَتـا مِنْ شِـدّةِ الصّبابَـةْ

وطارَتــا

فطـارَ رأسـي، فَجْـأةً، تَحتَ يَـدِ الرّقابَـةْ

إذ أصبَـحَ انتِحابُـهُ : ( انتخابَـهْ ) !

مُتّهَـمٌ دومـاً أنا

حتّى إذا ما داعَبَتْ ذُبابَـةٌ ذُبابَـهْ

أدفـعُ رأسـي ثَمَناً

لهـذهِ الدُّعابَـةْ !
أينَـعَ الرّأسُ، و"طَـلاّ عُ الثّنايـا"

وَضَـعَ، اليَومَ، العِمـامَـةْ.

وحْـدَهُ الإنسـانُ، والكُلُّ مطايـا

لا تَقُلْ شيئاً .. ولا تَسْكُتْ أمامَهْ

إنَّ في النُّطـقِ النّدامَـةْ

إنَّ في الصّمـتِ النّدامـةْ

أنتَ في أ لحا لينِ مشبوهٌ

فَتُـبْ مِـنْ جُنحَـةِ العَيشِ كإنسانٍ

وعِشْ مِثْلَ النّعامَـةْ.

أنتَ في ألحا لينِ مقتولٌ

فَمُتْ مِن شِـدّةِ القَهْـرِ

لتحظـى بالسّلامـةْ!

فلأَنَّ الزُّعمَـاءَ افتقَـدوا معنى الكرامَـةْ

ولأنَّ الزُّعَمـاءَ استأثروا

بالزّيتِ والزِّفتِ وأنواعِ الدَّمامَـةْ

ولأنَّ الزُّعمـاءَ استمرأ و ا وَحْـلَ الخَطايا

وبِهمْ لَمْ تَبْقَ للطُهـرِ بقايا

فإذا ما قامَ فينا شاعِرٌ

يشتِمُ أكـوامَ القِمامَـةْ

سيقولونَ:

لقَـدْ سَـبَّ الزّعامَـةْ!
اثنـانِ في أوطانِنـا

يرتَعِـدانِ خيفَـةً

من يقظَـةِ النّائـمْ:

اللّصُّ .. والحاكِـمْ!
كيفَ يَصطادُ الفتى عُصفورَهُ

في الغابـةِ المُشتعِلةْ ؟

كيفَ يرعى وردَةً

وَسْـطَ رُكامِ المزبَلـةْ ؟

كيفَ تَصحـو بينَ كفّيـهِ الإجاباتُ

وفي فكّيـهِ تغفو الأسئلَةْ ؟!

الأسى لا حَـدَّ لـهْ

والفَـتى لا حَـولَ لَـهْ ولا قوة

إنّـهُ يَرسِـفُ بالوَيْلِ

فلا تستكْثِروا إسْـرافَهُ في الوَلْوَلـةْ

ليسَ هذا شِعْـرَهُ

بل دَمُـهُ في صَفَحـاتِ النَّطْعِ

مكتوبٌ بِحَـدِّ المِقْصَلَـةْ!
وَلِـدَ الطِفلُ سليماً

ومُعافـى .

طلبـوا مِنـهُ اعتِرافـا !
2024/09/29 18:28:25
Back to Top
HTML Embed Code: