Telegram Web Link
تنتهي الحرب لدينا دائماً

إذ تبتدئ

بفقاقيع من الأوهام تر غـو

فوق حلق المنشد

(( تم ترم .. الله أكبر

فوق كيد المعتدي ))

فإذا الميدان أسفر

لم أجد زاوية سالمة في جسدي

ووجدت القادة (( الأشراف )) باعوا

قطعة ثانيةً من بلدي

وأعدوا ما استطاعوا

من سباق الخيل

و (( الشاي المقطر ))

وهو مشروب لدى الأشراف معروف

ومنكر

يجعل الديك حماراً

وبياض العين أحمر

***

بلدي ... يا بلدي

شئت أن أكشف ما في خلدي

شئت أن أكتب أكثر

شئت ... لكن

قطع الوالي يدي

و أنا أعرف ذنبي

إنني

حاجتي صارت لدى كلبٍ

و ما قلت له : يا سيدي
أيها الشعب

لماذا خلق الله يديك؟

ألكي تعمل؟

لا شغل لديك.

ألكي تأكل؟

لا قوت لديك.

ألكي تكتب؟

ممنوع وصول الحرف

حتى لو مشى منك إليك!

أنت لا تعمل

إلا عاطلاً عنك..

ولا تأكل إلا شفتيك!

أنت لا تكتب بل تُكبت

من رأسك حتى أ خمصيك!

فلماذا خلق الله يديك؟

أتظن الله - جل الله -

قد سوّاهما..

حتى تسوي شاربيك؟

أو لتفلي عا رضيك؟

حاش لله..

لقد سواهما كي تحمل الحكام

من أعلى الكراسي.. لأدنى قدميك!

ولكي تأكل من أكتافهم

ما أكلوا من كتفيك.

ولكي تكتب بالسوط على أجسادهم

ملحمة أكبر مما كبتوا في أ صغر يك.

هل عرفت الآن ما معنا هما؟

إ نهض، إذن.

إ نهض، وكشر عنهـما.

إ نهض

ودع كُلك يغدو قبضتيك!

نهض النوم من النوم

على ضوضاء صمتي!

أيها الشعب وصوتي

لم يحرك شعرة في أذنيك.

أنا لا علة بي إلا كَ

لا لعنة لي إلا كَ

إ نهض

لعنة الله عليك!
- ما هو رأيك في الماشين

من خلف جنازة (ر ا بين)

- طلبوا الأجر على عادتهم

ولقد ذهبوا،

ولقد عادوا..

مأجورين!

- ماذا سأقول لمسكين

يتمنى ميتة ( ر ا بين)؟

- قل: آمين!

- كيف أواسي المرزوئين

بوفاة أخيهم (ر ا بين)؟

- إ مزح معهم.

إ مسح بالنكتة أدمعهم.

إ رو لهم طرفة تشرين

دغدغهم بصلاح الدين.

ضع في الحَطَّةِ كل الحِطَّة

واستخرج أرنب حطين!

- هاهم يبكون لر ا بيـن

لِمَ لَمْ يبكوا لفلسطين؟!

- لفلسطين؟

ماذا تعني بفلسطين؟!
أنا لو كنت رئيساً عربيا

لحللت المشكلة…

و أرحت الشعب مما أثقله…

أنا لو كنت رئيساً

لدعوت الرؤساء…

و لألقيت خطاباً موجزاً

عما يعاني شعبنا منه

و عن سر العناء…

و لقاطعت جميع الأسئلة…

و قرأت البسملة…

و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة
رئيسنا كان صغيراً، و ا نفقد

فانتاب أمه الكمد

وانطلقت ذاهلة

تبحث في كل البلد.

قيل لها لا تجزعي

فلن يضِلّ للأبد.

إن كان مفقود ك هذا طاهرا

وابن حلال.. فسيلقاه أحد.

صاحت: إذن.. ضاع الولد!
كنت أمشي في سلام…

عازفاً عن كل ما يخدش

إحساس النظام

لا أصيخ السمع

لا أنظر

لا أبلع ريقي…

لا أروم الكشف عن حزني…

و عن شدة ضيقي…

لا أميط الجفن عن دمعي.

و لا أرمي قناع الابتسام

كنت أمشي… و السلام

فإذا بالجند قد سدوا طريقي…

ثم قادوني إلى الحبس

و كان الاتهام…:

أنّ شخصاً مر بالقصر

و قد سبّ الظلام

قبل عام…

ثم بعد البحث و الفحص الدقيق…

علم الجند بأن الشخص هذا

كان قد سلم في يومٍ

على جار صديقي في الأحلام…!
في يقظتي يقفز حولي الرعبْ…

في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ…

يحيط بي في منزلي

يرصدني في عملي

يتبعني في الدربْ…

ففي بلاد العرب

كلّ خيالٍ بدعةٌ

و كل فكرٍ جنحةٌ

و كل صوت ذنبْ…

هربت للصحراء من مدينتي

و في الفضاء الرحبْ…

صرخت ملء القلبْ…

إ لطف بنا يا ربنا من عملاء الغربْ…

إ لطف بنا يا ربْ…

سكتُّ… فارتد الصدى:

خسئت يا ابن الكلبْ…!
لو منحـونا ا لا لسِنَةْ

لو سالمونا ساعَـةً واحِدةً كلّ سَنَـهْ

لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الأمكِنَةْ

لو غفر و ا يوماً لنا ..

إذا ا ر تكَبنا حَسَنَـهْ !

لو قلبـوا مُعتَقلاً لِمصنَـعٍ

واستبدلـوا مِشنَقَـةً بِما كِنَـه

لو حوّلـوا السِّجـنَ إلى مَدْرَسَـةٍ

وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى

دفاترٍ ملوّنـهْ

لو بادَلـوا دبّابَـةً بمخبز

وقايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـةْ

لو جعَلـوا سـوقَ الجواري وَطَنَـاً

وحوّلـوا الرِّقَ إلى مواطَنَـهْ

لحَقّقـوا انتصـارَهمْ

في لحظـةٍ واحِـدَةٍ

على دُعـاةِ الصّهـيَنَـةْ .

أقـولُ : ) لـو (

لكـنّ ) لو ( تقولُ : ) لا (

لو حقّقـوا انتصارَهُـمْ ..لانهَزَمـوا

لأنَّهُم أنفُسَهم صَهاينَـةْ !
حبسوه

قبل أن يتهموه…

عذبوه

قبل أن يستجوبوه…

أطفأ و ا سيجارةً في مقلته

عرضوا بعض ا لتصا وير عليه:

قل… لمن هذي الوجوه ؟

قال: لا أبصر…

قصوا شفتيه

طلبوا منه اعترافاً

حول من قد جندوه…

و لما عجزوا أن ينطقوه

شنقوه…

بعد شهرٍ… بر ّأوه…

أدركوا أن الفتى

ليس هو المطلوب أصلاً

بل أخوه…

و مضوا نحو الأخ الثاني

و لكن… وجدوه…

ميتاً من شدة الحزن

فلم يعتقلوه……
- توفي الشاعر العراقي أحمد مطر، مساء الأربعاء 17‏/07‏/2014، عن عمر يناهز الستين عامًا في مسكنه بالعاصمة البريطانية لندن. ورحل مطر بنفس الطريقة التي رحل بها ...
2024/10/02 02:27:50
Back to Top
HTML Embed Code: